آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

اخبار وتقارير


بعد سنوات من الظلام.. دعم إماراتي يعيد وهج أقدم مدن اليمن التجارية

الثلاثاء - 09 أغسطس 2022 - 05:19 م بتوقيت عدن

بعد سنوات من الظلام.. دعم إماراتي يعيد وهج أقدم مدن اليمن التجارية

عدن تايم/العين الاخبارية:

بعد سنوات من الظلام إثر الحرب الحوثية، أنارت مدينة المخا اليمنية، عقب ربطها بالتيار الكهربائي من محطات قدمتها دولة الإمارات هدية لليمن.

واستبشر سكان مدينة المخا التي تعد من أعرق مدن التجارة في اليمن بعودة الكهرباء إلى منازلهم ومصالحهم التجارية من خلال محطة كهرباء بديلة قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للمدينة قبل نحو عام لتدخل الخدمة رسميا قبل يومين بعد استكمال تجهيزها.

وكانت الكهرباء عائقا رئيسيا وحيدا أمام تحول مدينة المخا التي تضم ميناء تاريخيا حيويا يحمل الاسم ذاته إلى بيئة قابلة للاستثمار، إلا أن عودتها مؤخرا يجعلها مقصدا أمام رأس المال التجاري والقطاع الخاص، وفقا للمسؤولين اليمنيين.

وبحسب مدير السلطة المحلية في المخا اليمنية باسم الزريقي فإن نحو 5 آلاف منزل ومنشأة تجارية تستفيد من المشروع الكهربائي الجديد المقدم هدية من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر قائد المقاومة الوطنية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح.

دولة الإمارات تمنح اليمن محطة كهرباء متطورة

وقال المسؤول المحلي إن نائب الرئيس صالح أشرف على جهود تجهيز محطة الكهرباء وتشغيلها كما قدم دعما كبيرا لإنجاح مشروع الطاقة الأقل كلفة بين المشاريع القائمة على البيع التجاري للكهرباء.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه تم اعتماد كلفة الكيلووات الواحد من الكهرباء بنحو 60 ريالا، بينما تصل التكلفة في مدينة تعز إلى 900 ريال تعادل دولاراً واحداً وفي مناطق سيطرة مليشيات الحوثي دولارا ونصف الدولار.

وستساهم منحة المشتقات النفطية المقدمة من المملكة العربية السعودية في دعم المحطة المقدمة من دولة الإمارات بالوقود، في حين ستذهب عائداتها نفقات تشغيلية للعاملين لاستمرار التيار الكهربائي.

محطة الطاقة الكهربائية المقدمة من دولة الإمارات إلى اليمن

كهرباء الرياح
تضم المخاء محطة حكومية بقدرة 100 كيلووات كانت تغطي عددا من المحافظات قبل أن تتوقف عن العمل بسبب نهب مليشيات الحوثي مخازن معدات وقطع الصيانة الخاصة بالمحطة البخارية إبان حرب تحرير المدينة مطلع عام 2017.

هذه خطة اليمن لخفض تكاليف الشحن البحري
ووفقا للمسؤول اليمني فإن السلطة المحلية في مديرية المخا تدرس مع الجهات المختصة عملية ربط عدد من المدن الثانوية القريبة من المخا بالكهرباء، وذلك بعد الانتهاء من ربط جميع أحياء مدينة المخا بالتيار من هدية النور المقدمة من دولة الإمارات.

وكشف الزريقي عن جهود يقودها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح لإحياء مشروع توليد الطاقة بالرياح والذي تعثر بسبب الانقلاب الحوثي وكان مقررا أن تكون مديرية المخا موطن تنفيذه.

وتعود فكرة مشروع توليد الطاقة بالرياح إلى أعوام ما قبل الانقلاب الحوثي 2014، إذ كان محافظ تعز السابق بدأ خطوات عملية لإنجاز المشروع بعد إقرار الدراسة الخاصة به.

ثمرة جهود رئاسية وإماراتية
تدير مؤسسة الكهرباء في الحكومة اليمنية مشروع كهرباء المخا الذي يشكل إنجازا مهما للمقاومة الوطنية وبدعم من دولة الإمارات التي أضاءت مجددا مدينة عريقة تضم أقدم موانئ البن وأول ميناء في الجزيرة العربية.

وقال مدير مؤسسة كهرباء المخا المهندس عبده حسن، إن المولدات الكهربائية الجديدة تبلغ قدرتها 10 ميجاوات، ما مكنّ من إعادة التيار الكهربائي لمدينة المخا وبسعر مخفض فضلا عن إصلاح الشبكة الحكومية.

وأوضح أن نائب الرئيس طارق صالح ودولة الإمارات قدّما دعمًا كبيرًا ومتكررًا من أجل إعادة تأهيل وتشغيل محطة كهرباء المخا البخارية، وقطعت الفرق الفنية شوطًا كبيرًا وباتت شبه جاهزة؛ غير أن كمية استهلاكها من مادة المازوت ستنعكس سلبًا على التسعيرة في مدينة صغيرة بحجم المخا، وبالتالي لا قدرة للمواطن على سداده.

ولفت إلى أن النفقات التشغيلية لمحطة المخا البخارية باهظة جدًا تحتاج لتشغيلها إلى إيرادات كبيرة، أو تدخل كبير من الدولة ويتم تشغيلها لمحافظة تعز بشكل كامل على الأقل، حيث لا قدرة لمدينة المخا على تحمّل نفقاتها.

وأضاف "أن توجيهات عضو مجلس القيادة الرئاسي قضت بتخفيض التسعيرة من هدية النور الإماراتية إلى حدود النفقات التشغيلية فقط؛ حرصًا منه على تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها الشعب اليمني جراء تداعيات الحرب المفروضة من قبل مليشيا الحوثي".

ويُعد عودة التيار الكهربائي لمدينة المخا على البحر الأحمر ثمرة جهود مضنية ودعما سخيا للمقاومة الوطنية بدعم إماراتي إنساني وإغاثي وخدمي كبير يمتد إلى مختلف المناطق اليمنية لا سيما الساحل الغربي على مدى 7 أعوام.

وتشكل الكهرباء عماد أي اقتصاد وضرورة من ضرورات الحياة في اليمن، والتي يشكل ضعفها أحد العوائق المهمة أمام تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتوفير الخدمات الأساسية بما فيها إمدادات المياه والصحة.