بدأت فكرت شق طريق الشهيد القائد زياد الحريري والتي سوف تربط قرى حرير الغربية بقرية القبل ثم لكمة النوب وصولاً إلى مدينة الضالع بحلم أو أمنية كان يحلم بها أهالي هذه القرى لما عاشوه ومازالوا يعيشوه من معاناة مستمرة جراء السفر الطويل والمتعب من الطريق الرئيسية الحالية والتي تمر بقرى الفقهاء وعرشي وقرى كثيرة حتى يصلوا إلى أسفل الجبل .
بدأت فكرة هذه الطريق تراود أهالي القرية منذ سنوات ثم تحول الحلم إلى امنية ثم إلى موضوع يناقشه الجميع بأصوات عاليه فيما بينهم .
وبقيت كذلك ومازلت اتذكر في أول زيارة لي إلى قرية الجوس والتقيت ببعض الشخصيات وسمعت لنقاشهم وامنيتهم في تنفيذ هذا المشروع الذي كان مازال حديث نقاش فقط .
وفي زيارة خاصة إيضا إلى المكان أو الجبل الذي يفصل قرية الجوس وقرية القبل برفقة الصديق الإعلامي صدام الحريري وأعجبت بالفكره وايدتها لما لها من اختصار كبير للمسافة رغم أن عملها سوف يكلف ولكن ليس مستحيل .
بعد ذالك تحولت فكره هذا المشروع لدى أهالي القرية إلى تخطيط يخوضون فيه .. كيف سوف ينفذون المشروع الذي كان يوما من الايام حلما بالنسبة لهم ؟
دق الابواب المغلقة
بعد أن عزم أهالي هذه القرى تنفيذ هذا المشروع شرعوا بالخطوات الطبيعية التي يبدأ بها أي مواطن آخر أو اي منطقة أخرى وهي طرق أبواب المسؤولين والجهات المعنية والتي هي المسؤول الاول عن تنفيذ المشاريع العامة للمواطنين وكان أملهم كبيرا بالاستجابه . فأطلقت المناشدات والمطالب العامة إعلامياً وهناك مناشدات مصورة صورتها أنا بنفسي للمواطنين الذين يشكون المعاناة ويطالبون بالتدخل الحكومي وتقارير إعلامية متلفزة بهذا الخصوص .
كما عُقدت الزيارات والجلسات مع الجهات المعنية في المديرية والمحافظة ولكن دون أي استجابة أو حتى اهتمام بهذا المشروع الذي يجسد احلام الكثير من الأهالي في هذه القرى التي نستطيع أن نقول عنها انها شبه معزولة عن المحافظة .
وانا برأيي الشخصي استطيع أن أقول إن المسؤولين الذين لجأ لهم اهالي هذه القرى خذلوهم ولم يعطوا هذا المطلب اي اعتبار . وقد نقول انهم معذورين فليس لديهم ميزانية أو إمكانية وغير ذلك ولكن هل كلف شخص منهم بمناقشه المشروع ومطالب الأهالي في أي اجتماع أعلى عند أسيادهم ؟ وهل رفع شخص مهم مذكره مطالب أو خطة مشروع للجهات المعنية أو منظمة ما لعلى وعسى يكون للأمر جواب ؟ وهل تقدم أحدهم بملف للمشروع إلى صندوق الطرقات أو وزارة الأشغال وحتى وإن تم رفضه ولكن كان الأهالي سيعتبرها محاوله ؟
لا ادري ولكن في ظاهر الأمر نستطيع أن نقول إن الأبواب التي طرقها الأهالي ظلت مغلقة ولم يفتح لهم باب .
العزم في تنفيذ المشروع ذاتياً
رغم خيبات الأمل من المسؤولين والجهات المعنية التي لجأ إليهم الأهالي وعدم الاستجابه لهم ولا حتى الايمان بمطلبهم . لم يرض المواطنون بوءد هذا الحلم الذي صار حيا بداخلهم وفكرة تشغلهم ولم تنثني عزائمهم عن تنفيذه . فكان هناك سبيل واحد وخيار وحيد وحلاً اوحد وقرار موحد منهم جميعاً وهو تنفيذ المشروع بجهودهم الذاتيه مهما كانت التكاليف ومهما طال الأمد وكانت كلمتهم جميعاً أن سينفذون المشروع ولو أخذ نصفاً من اموالهم ونصفاً من أعمارهم .
كان الاصرار والحماس عنوان هذا المشروع الذي يبدو مستحيلاً ولكن لا يبدو كذلك في عيون أهالي هذه القرى الذين يستمدون العزم والحزم من هذا الجبل الذي تشبه حجارته وقوته قلوب وعزائم ساكنيه .
بعد قرار موحد اجتمعت الاماني وتوحد الحلم ووُضعت الايادي فوق بعضها وتحمل الجميع على عاتقهم تنفيذ هذا المشروع وقترحوا انشاء صندوق لهذا المشروع يكون الخطوة الأولى نحو تنفيذه
وافق الجميع على إنشاء صندوقاً للتبرعات وبدأ تنفيذ المشروع على مراحل متعددة حتى وإن أخذ المشروع سنوات طويله المهم أن يرى هذا المشروع النور ولو لابنائهم . وسارت القافلة نحو العمل
تفاعل اهلي لدعم المشروع
كانت المعاناة من الطريق التي يعيشها الناس جميعا في هذا القرى والحلم الذي يحلم به جميعهم وشغفهم لتنفيذ هذا المشروع القاسم المشترك للمواطنين هنا لذلك كانت هذه المبادرة كضوء خلاصاً لهم جميعاً وبادروا جميعهم في للمشاركة والتفاعل لهذا المشروع . فساهمت جميع الفئات في دعم الصندوق فقيراً وغنياً مغترباً وفلاحاً رجلاً وامرأة .
ولم أقل امرأة على سبيل المبالغة أو المساوة فقط ولكن فعلاً ساهمت نساء في دعم هذه المشروع ووهبن من اموالهن ماتيسر ومن لم تملك المال وهب شيئاً من حاجتها لدعم هذا المشروع
ونذكر نموذجاً للنساء اللواتي ساهمن وهي أم الشهيد زياد شايف الحريري التي جادت بقطعة ذهب من صيغتها وقد تكون القطعة الوحيدة التي تملكها . فجادت بها غير بخيلة أو مستمسكه .
وجاد الجميع كلاً حسب مقدرته وقدره وحتى اصحاب الدخل المحدود كانت لهم مساهمة ولو بشي بسيط ولم يرض أحد أن يكون في صفوف المتخاذلين .
كما ساهم رجالاً وتجار في المهجر ورغم بعدهم عن جبل حرير وانقطاعهم لسنوات طويله وعيشهم في المهجر الآ أن انتمائهم لهذه الأرض وهذه القرى واهلها مازال حياً ومازالوا يعيشون ويحسون بمعاناة الناس هنا فكانت لهم إسهامات جليلة في دعم صندوق هذا المشروع
فكان لهذا التفاعل الاجتماعي من فئات هذه القرى واسهامهم في إنجاح هذا المشروع اول خطوات نجاحه وتحدياً كبيرة منهم لكل الضروف الطبيعية والإنسانية والخذلان الذي صار لهم من ذوي الأمر كما كانوا وكنا نحسبهم . وصعدت الجبل اول آلة ثقيلة للحفر ووضعت منجرها وبدأت بالحفر في لحضه تاريخية لاهل هذه القرى ولتبدأ اول لحضه في تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظار.
أهمية مشروع الشهيد زياد الحريري
هذا الطريق او المشروع الذي أسماه أهالي جبل حرير بأسم الشهيد القائد زياد شايف الحريري تخليداً لذكرى هذا الشهيد الذي منح روحه ودمه في سبيل هذه الأرض الغالية . والذي قاتل قتال الابطال وستشهد شهادة الابطال وصار رمزاً من رموز هذا الجبل في الشجاعة والنضال والشهادة .
هذا المشروع الذي يجري حالياً العمل به والتي تخوض اللجان القائمة على تنفيذه تحدياً كبيراً وجهوداً جباره قد لا يشعر بها البعيد ولكن يلتمسها القريب منهم ويحسها . سيكون أهم عملاّ ينجزه الأهالي بجهودهم الذاتية .
إهمية هذه المشروع لا يعرفه تماماً الا أهالي المنطقه الذين يعيشون في هذا الجبل ويتجرعون ويلات العذاب والمعاناة من وعورة وطول الطريق أو زائر زار المنطقة كثيرا وعرف او حس بهذه المعاناة
طريق الشهيد زياد الحريري سوف يخدم نصف سكان جبل حرير تقريباً وهى القرى الغربية من الجبل والتي كانت تقطع مسافات طويله عبر الطريق الوحيد لهم والذي يمر بقرى كثيرة حتى يصلون إلى اسفل الجبل وتحديدا منطقة شكع
طريق الشهيد زياد الحريري سيربط القرى الغربية بمنطقة شكع ببضعة كيلو مترات ومنها وصولا إلى مدينة الضالع بعد أن كان أهالي قرية العنسي وماحولها يقطعون أكثر من عشرة كيلو مترات وصولا إلى شكع ثم مدينة الضالع
لهذا المشروع أيضا أهمية في تخفيف العبأ على طريق الفقهاء عرشي الذي يمر كل اهالي جبل حرير منه حالياً
مشروع الشهيد زياد الحريري بدأ بعزم وحزم ودعم من أهالي قرى حرير وبمسانده القرى الأخرى وسينتهي بهم أيضاً وبجهودهم اذا استمرت على هذه الوتيره إلى اخر مترا فيه .
وسيكون هذا المشروع رمزاً للعمل الواحد والجهد الموحد للأهالي بعد أن مرت عقود وحكومات وأنظمة كثيرة لم تنجز اي مشروع حقيقي عام في هذا الجبل .
هذا المشروع صورة من صور الكفاح والجهد المجتمعي الذاتي من أجل العيش الكريم والتغلب على المعاناة وسيكون له مابعده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ