آخر تحديث :الأربعاء - 08 مايو 2024 - 09:07 م

ثقافة وأدب


فرحة حلم عابرة

الأربعاء - 09 أغسطس 2017 - 12:26 ص بتوقيت عدن

فرحة حلم عابرة

سالم الفراص

كان قد اختار له مكاناً في الظل بعد خروجه من المسجد عقب صلاة العصر ، وفيما هو في حالة توهان لا يعرف ما يعمل أو إلى أين يتجه، استسلم شيئاً فشيئاً لغياب تام فلم يعد يرى حركة الناس، ولا يسمع صخب الأطفال الذين اخذوا في التدافع خارج منازلهم إلى الشارع.
كانت عيناه مفتوحتين عن آخرهما في مواجهة الزقاق الطويل الذي يقبع في نهايته منزله المكون من مخزن وداره، والذي يتقاسمه هو وزوجته وسبعة من أبنائه.
ودون ان يحول نظراته عن وضعيتها السابقة انفرجت أساريره فجأة وانفرجت شفتاه عن ابتسامة طويلة، عقد معها ذراعيه وراح يتحدث ويرحب به مبدياً مشاعر العطف والحنو له:
- آه لقد كنت في انتظارك.
- ........
- كم تمنيت هذه اللحظة التي ألقاك فيها بعد ان كادت حواسي الخمس تنسى رائحتك.
-.....
- اصرخ بكل صوتك وامتنع كيف شئت عن مطاوعتي والإذعان لرغبتي في الانقياد السلس.
- ......
- الجميع سيفرح بك وسيرقصون طرباً لسماع صوتك.
(يواصل)
- كم استويت قاسي بتغيبك كل هذه الشهور علينا ودون ان تعلن عن نفسك بيننا بجزء من أجزائك المحبوبة والبالغة الجمال.
- .....
- لكن لا عليك يكفي انك تواضعت وتفضلت بالقدوم وهذا سيمسح كل ما علق في أذهاننا وأجسامنا وأرواحنا من كره لك بسبب قساوة بعدك وهجرانك.
- ....
ودون سبب، عاد التجهم على وجهه ونفض يديه بتبرم واضح، وراح يصرخ في الاطفال مطالباً إياهم بالهدوء وراح يصيح بصوت مسموع مقلداً صوت من كان يتحدث معه:
- بعاع بعاع ايش من بعاع وايش من كبش وايش من عيد ...؟!!
وانصرف يجر اقدامه بتثاقل صوب باب منزله المخزن والدارة.