آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 11:59 م

كتابات واقلام


الفساد يلتهم سبل الحياة

الأربعاء - 29 مارس 2017 - الساعة 07:46 م

احمد ناصر حميدان
بقلم: احمد ناصر حميدان - ارشيف الكاتب


الثورة المضادة , هي عبارة عن رد فعل للاستبداد وقوى الفساد في الوطن لتتصدى لثوران شعب طموح للتغيير والتحول المنشود لمستقبل وضاء طاهر من الفساد والإفساد للمجتمع والدولة والواقع . فأنتجت تحالف لقوى الفساد بكل أنواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي , ويمكن اعتبارها إعادة ترتيب هيكلة تلك القوى , وتجديد نسيجها وتقوية مكانتها , لتقف في وجه هذا الشعب الطموح للحرية ,وتمتن قيودها , فتعزز من قوى نفوذها القبلية والطائفية والعرقية , فتستدعي كل ما هو سيئ ليسوء الواقع وتطفو على السطح كل القاذورات والأوساخ التي تخلق فوضى وتغيب النظام والقانون وتعبث بالواقع ليخدمها ويبدد أحلام الطامحين بتطهير الوطن من الفساد والاستبداد . لا يعيش المستبد بغير واقع فاسد , وقوى فاسدة تستغل النفوذ في نشر فسادها وتعفن الواقع المعاش , اليوم الفساد يجدد نسيجه ويهيكل كيانه ويعيد ترتيب أولوياته ليخدم الاستبداد والمستبد , يتخلص من بعض اذرعه التي بدأ ضميرها ينبض وبدأت تصحوا وتصحح مسارها , ويعزز كيانه بأذرع أكثر تعصبا للطائفة والسلالة وأكثر ولاء وطاعة للمستبد , الملاحظ اليوم نشؤ قوى نفوذ وفساد ومركز قوى اقتصادية جديدة , ثوار الأمس ممن صجونا بمحاربة الفساد هم فأسدوا اليوم , وأصحاب شركات غسيل الأموال , قوى اقتصادية واحتكارات مستغله نفوذها بالكسب الغير مشروع على حساب المواطن والهم العام , اليوم المال العام ينهب بصورة أكثر بجاحة وتهور , مؤسسات الدولة تضرب وتفرغ من مهامها الوطنية والإنسانية , كل ذلك في خدمة المستبد الطاغية , ويصنع واقع يلبي قناعته ويبدد طموحات الشعب وتطلعاته . مؤشر ذلك سيطرت قوى الفساد على السلطة , فارتفعت درجة الفساد لامتياز , وبجاحة لا مثيل لها , و واقع مهيأ وبيئة حاضنة للفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإرهاب الصورة الأكثر قذارة للفساد , خزينة الدولة صارت خاوية من الأموال , والصناديق تنهب وتفرغ مما فيها من ثروة , والناس يموت جوعا دون رواتب ومستحقات , بل الموظف مهدد في معيشته , والمتقاعد يفقد حقوقه ومستحقاته وصندوق الضمان الاجتماعي معرض للإفلاس , الإنسان في هذا البلد معرضون للمجاعة والموت جوعا , وهناك فئة تثرا وتكدس الأموال وتبني القصور وتشتري الغالي والنفيس , وبكل بجاحة نجد من يبرر هذا الانهيار بل يطلب الناس بالصبر والصمود , وتحمل تداعيات الفشل , لينعم الفاسدون بفسادهم , وتستكمل هيكلة قوى الفساد وتكتمل حلقاتها لتُضيق الخناق على قوى الثورة والمشروع الوطني والحياة وهذا الشعب الطامح بالحياة الكريمة . واقع مسيء وسيئ , يتشكل بغياب متعمد للنظام والقانون , لأدوات الضبط والربط , للنيابة والمحاسبة والرقابة , وللقضاء , كل ذلك مخطط ليخدم المستبد , والفساد والإفساد , سوى كان في المناطق المحررة أو الغير محررة. ملامح ذلك الواقع واضحة في مقاوم صادق تحول لنافذ فاسد , و واقع مرفوض تحول لسلوك وثقافة تمارس على الأخر , فيما كان يعتبر عفن صار اليوم حق يمارسه البعض ضد الآخرين , تحول البعض من لا يملكون شي لملاك واثريا في لحظة انفلات ونهب واستيلاء دون وجه حق . للأسف أن ينحط البعض ويسقط في وحل إغراءات السلطة , وينسى كل القيم والمبادئ التي ثرنا لأجلها . الخطر اليوم يهدد المستقبل , بإفلاس صناديق الضمان الاجتماعي للمتقاعدين لموظفي القطاع العام والخاص والعسكري , والقائمين عليها شركاء فيما يتم , في ظل نقابات مستسلمة للأمر الواقع مهجنة من السابق , لم تتحرر بعد لازالت في حضن المستبد ولوبي الفساد والاحتكار وترقص على نغماته . مطلوب صحوة نقابية وأصحاب الحق من متقاعدين لسحب الثقة ممن يعبثون بمستحقاتهم وأموالهم لسلطة الأمر والوقع أو حتى لسلطة الشرعية أن وجد , اليوم مطلوب إعادة انتخاب القائمين على تلك الأموال ومحاسبة المخلين واللصوص الفاسدين , السكوت هو التواطؤ ومعناه أن الفأس ستقع على الرأس حينها لن ينفع الندم سيجوع الجميع , وستتكرر وبصورة أكثر قبح وبشاعة , العمالة الفائضة وخليك في البيت , وبدون راتب , والنتيجة تفسخ المجتمع وانتشار الجريمة , السقوط في وحل لا يحمد عقباه , هذه الصورة ملامحها كل يوم تتضح , واجب وطني وأنساني إنقاذ ما يمكن إنقاذه , والله على ما قول شهيد .