آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 10:45 م

كتابات واقلام


لا... بل كلنا هاربين يا ولدي العزيز فتحي بن لزرق!!!

الأحد - 18 أكتوبر 2015 - الساعة 10:55 ص

عوض علي حيدرة
بقلم: عوض علي حيدرة - ارشيف الكاتب



إذا كان الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي قد هرب من صنعاء الى عدن، ومن عدن الى الرياض، ويعتبر بطل الهروب الكبير - على حد قول الولد العزيز فتحي بن لزرق -، فنقول: لماذا إذاً تبعته الكثير من القيادات الجنوبية، سواء التي قاتلت في ميدان المعركة الغزاة القدمى والجدد للجنوب او لم تقاتل؟ ومكثت - تلك القيادات - في الرياض ولا زالت على ( الكبسة )!! وقيادات اخرى كان لها قصب السبق للهروب الى الرياض في مراحل وظروف مختلفة، وبعض من هرب من تلك القيادات أصبحت اثراً بعد عين (نفسي نفسي ولا أسالك سواها). فهل تلك القيادات سافرت لغرض تأدية العمرة؟ وهل تناست او نسيت تلك القيادات  - من الرفاق - أننا ظلينا كدولة في الجنوب، كلما خرجنا من مأساة لنقع في كارثة.

 
- إذن - لا فرق في نظري بين من هرب في السبعينيات أو الثمانينيات أو التسعينيات الى صنعاء، لتأدية الخدمة الوطنية الإلزاميه لصنعاء! وبين من هرب فيما بعد الى عمان او بيروت او القاهرة أو الرياض مؤخراً !!! كلنا هاربين يا بن لزرق!!! أليس كذلك؟.

 
يبدو أن (الرفاق) أفاقوا وأدركوا متأخرين، أننا ظلينا كدولة في الجنوب، ننعت السعودية بالعدو التاريخي، ليس للجنوب فحسب، بل لليمن والعالم العربي وحتى الإسلامي، كل ذلك من (خيبتنا)، بينما نحن اليوم نقف خلف أبواب السعودية! ذهبنا إليها وطلبنا معونتها ومساعدتها على خلاصنا من المحنة التي عشناها ومازلنا نعيشها، والتي هي من صنع أيدينا، وأعتقد أننا ذهبنا إليها لطلب الصفح والغفران،  لتعتذر كل شخصية أو مجموعة حسب مكانتها وكرامتها - إن وجدت كرامة - عما تقدم منها وما تاخر من ذنوب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ما مصلي لا وراجي مغفرة، وما زائر للرياض او غير الرياض من عواصم دول مجلس التعاون الخليجي الا وراجي ..... !!!! 
 

اما الجنوب وشعبه فله الله، ثم له دول مجلس التعاون الخليجي، والتي كان لها بالأمس – ومازال - الدور التاريخي البارز في دعم المقاومة الوطنية الجنوبية ومشاركتها القتالية براً وبحراً وجواً  في تحرير عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة... واليوم تمده بالغذاء والدواء والحياة، وتساعد أسر الشهداء والأرامل والثكالى، وتنقل الجرحى للعلاج في الخارج، وعلى رأس تلك الدول دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

 
وعليه، فلا حل ولا أمل للجنوب وشعبه الصابر لتجاوز محنته ومآسيه وفرض الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الاساسية للناس، الا من خلال تحقيق وحدة وطنية جنوبية على قاعدة التوافق الوطني، تمثل كل أبناء الجنوب من المهرة شرقا الى باب المندب غربا لكي تكون البداية نحو الحرية وبناء دولة جنوبية جديدة، ودون ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة. 
 

 
الإكبار والإجلال لشعبنا الجنوبي الصامد
والرحمة والخلود للشهداء الأبرار
والشفاء العاجل للجرحى
والخلاص للأسرى
وعلى العهد باقون