آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 10:33 م

كتابات واقلام


معالجة اخطاء التاريخ خيرا من تجاهلها !!

الخميس - 13 يوليه 2017 - الساعة 01:35 ص

عبدالكريم سالم السعدي
بقلم: عبدالكريم سالم السعدي - ارشيف الكاتب


الأخ الكاتب انور الرشيد مشكورا يجتهد في مساندة الحق الجنوبي وهذا يحسب له ويجسد روح الأخوة العربية ويزرع بذور لقاء قد يأتي مستقبلا ليداوي جراح الأمة من خلال التقاء مثقفيها . ولكن تظل هناك معضلة الغوص في التاريخ الجنوبي الذي بني على الصراع فهذا التاريخ كان أهم أسباب سقوط الجنوب في خديعة الوحدة اليمنية .. وهذا التاريخ وتداعياته كان أهم أسباب خسارة الجنوب لمعركة 1994م وهزيمتنا فيها . وهذا التاريخ هو سبب فشل لجنة د. محمد حيدره مسدوس التي استمرت أكثر من عام من الجهود .. وهو أيضا سبب إخفاق لجنة المؤتمر الجنوبي الجامع وهو جهد أكثر من عامين .. وهو سبب فشل كل المبادرات التي تقدمنا بها وتقدم بها الكثير من الأخوة وسيكون سبب فشل أي فعل جنوبي قائم أو قادم ...! إذا لم نعمل جميعا على تفعيل مبدأ التصالح والتسامح تفعيلا موضوعيا حقيقيا واذا لم نضع نصب اعيننا على الأخطاء التي صنعت ذلك التاريخ ونتجاوزها فكرا وسلوكا فاننا سنظل رهن الفشل !! التاريخ الجنوبي التصارعي هو من اوصلنا إلى وحدة الهروب من صراع محتوم عشنا أرهاصاته ومقدماته كاد أن ينفجر بين القوى التي ظنت نفسها انتصرت في أحداث يناير 86م رغم أن الجنوب حينها كان مهزوما كليا .. التاريخ التصارعي هو من ولد وربط توقيع الوحدة اليمنية بشرط خروج الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد من صنعاء .. التاريخ الجنوبي التصارعي هو من رفض دعوات الوحدة الوطنية الجنوبية قبل توقيع الوحدة اليمنية وبعدها .. كل ذلك إذا لم نتجاوزه سلوكا وفكرا قبل البدء بأي فعل فإننا كمن يستعد لإعادة إنتاج هذا التاريخ الأسود ... نحن عندما نطالب بالشراكة الوطنية الجنوبية وفقا للمساحة والسكان فإنما نحن بذلك نحاول تجاوز عقبه من عقبات ذلك التاريخ . وعندما نركز جدا على عدم استفحال المناطقية في توزيع المهام لأي فعل جنوبي فإنما نحاول تجاوز عقبة أخرى من عقبات ذلك التاريخ . وعندما نقول نريد تجسيد التصالح والتسامح تجسيدا فعليا موضوعيا على الأرض فإنما نحاول وضع مدماك من مداميك البناء الجنوبي الصحي القادم .. أخي العزيز أنور الرشيد نقدر جهودكم ولكننا ندعوكم إلى مطالعة تاريخنا الجنوبي إلقريب ووضع يدك بيدنا لإقناع اهل الشطط من إخوتنا بترك طرق التذكير سلوكيا وفكريا بهذا التاريخ فالجراح لم تندمل بعد والجنوب القادم اذا لم يولد صحيا معافى فلن يكون جنوبا نافعا لا لأهله ولا لمحيطه الإقليمي ولا لأمته العربية ولا الإسلامية .. تحياتي لكم جميعا ..