آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 10:24 م

كتابات واقلام


26 سبتمبر وصراع البقاء !

الأربعاء - 20 سبتمبر 2017 - الساعة 11:01 م

عبدالكريم سالم السعدي
بقلم: عبدالكريم سالم السعدي - ارشيف الكاتب


يستشف المتابع غير العادي من خلال خطاب بعض القوى المتصارعة في اليمن ومن خلال أطروحات البعض من سياسيي تلك القوى واعلامييها وكتابها نبرة تفوح منها رائحة مشاريع قديمة تحاول كل تلك الأفعال والأقوال لتلك القوى تجديدها وخلق مايبررها من خلال سرد تاريخي مركب بعناية بحيث يجر الحقيقة مرغمة إلى حيث يصب مشروع ذلك الخطاب وتلك الأطروحات ومن يتبناها في داخل اليمن وخارجه ..!! وهذا يعيد إلى ذاكرتنا بدايات صراع تلك المشاريع مع حاملي مشروع الثورة السبتمبرية التي قامت في 26 سبتمبر 1962م ، ومن أوراق ذلك التاريخ ماجاء على لسان الرئيس اليمني عبدالرحمن الارياني ، فعند استقلال الجنوب من بريطانيا في العام 1967م كانت صنعاء مهددة بالسقوط من قبل الملكيين، وحينها كان عبدالرحمن الارياني ريًساً للنظام الجمهوري بعد المشير عبدالله السلال، وقال الارياني حينها في أحد لقاءاته بمشايخ القبائل والقوي السياسيه في الشمال، ( ان قيام دولة في الجنوب هو الضمانة الوحيدة لبقاء النظام الجمهوري في الشمال لانه سيشكل خلفيه استراتيجية لبقاء واستمرار النظام الجمهوري في الشمال، وبدون ذلك لن يدوم النظام الجمهوري في الشمال ..) وبالفعل عاش النظام الجمهوري في الشمال بفضل وجود الدوله في الجنوب، وعندما اختفت الدوله في الجنوب واندثرت مؤسساتها سقط اليوم ذلك النظام الجمهوري في الشمال وسيكون سقوطه أبديا ولن يعود الا بعودة دولة الجنوب وهذا ماتؤكده الشواهد وتتتابع لإثباته الدعوات للاحتفال بذكرى 21 سبتمبر 2014م الذي يعتبرها البعض من مثقفي وسياسيي بعض القوى المتبنية للخطاب التغييري ثورة تصحيح لخطأ تاريخي ارتكب في 26 سبتمبر 1962م ويجب الوقوف أمامه وتصحيحه..!! وأمام كل ذلك الصراع والتحذيرات والنوايا المبيتة يتساءل المتابع ومعه تتساءل الأجيال التي صنعت تلك الثورة والتي عاشت تحت مظلتها سنوات طويلة إلى أين تريد تلك الفئة المطالبة بتزييف التاريخ بل والغاءه أن تصل وهل هذه الدعوات التي تتبناها هي نتاج مشروع داخلي أم إقليمي خارجي والسؤال الأكثر أهمية الذي يفرض نفسه هو ماهو دور دعاة النظام الجمهوري في داخل اليمن وخارجه تجاه كل ذلك ، وهل سيكون لهم موقفا ايجابيا يوقف عجلة إعادة التاريخ إلى الوراء ويساهم في إعادة الأمور إلى نصابها من خلال تصحيح الخطأ (الجريمة ) الذي ارتكب في يوليو 1994م والاسهام في إعادة قيام الضمانة التي أشار إليها الرئيس عبدالرحمن الارياني في خطابه مع مشائخ اليمن وقواها السياسية آنذاك والذي يتمثل في قيام الدولة الجنوبية على الأرض الجنوبية أم أنهم سيستمرون أسرى للخطاب التهييجي القائم على أكذوبة (الوحدة أو الموت )..!! ان صنعاء بكل قواها الحية السياسية والوطنية والاجتماعية مطالبة اليوم بالانتباه الى المشروع الذي يراد تمريره والذي يهدف إلى تزييف تاريخ ثورتها بل والغاء تلك الثورة والذي تقودة وتتبناه قوى تشكل امتدادا للقوى التي قاتلت الثورة ورفضت وجودها في ساعات ميلادها الأولى !! لاشك بعد كل التطورات هذه وبعد الوضوح في خطاب المطالبة بإلغاء ثورة 26 سبتمبر واستبدالها بثورة 21 سبتمبر 2014م أن الحل يكمن فيما تضمنه خطاب الرئيس عبدالرحمن الارياني وهو عودة الضمانة لبقاء الجمهورية في الشمال من خلال إعادة الدولة الجنوبية تلك المقولة التي تثبت صحتها أحداث اليوم وذلك الخطاب الذي لا أراه مخصصا للمرحلة التي عاشها الارياني بل إنه خطاب لكل العصور بالنسبة لليمن ونظامه الجمهوري ، وعلى دعاة النظام الجمهوري الإعلان عن أنفسهم في مواجهة الخطاب الداعي إلى تجاوزهم وخلق واقع جديد يصحح أخطائهم كما يشيع !!! عبدالكريم سالم السعدي 19 سبتمبر 2017م