آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 09:39 م

كتابات واقلام


كافتيريا الجسر البحري

الأربعاء - 19 يونيو 2019 - الساعة 03:05 م

محمد كليب أحمد
بقلم: محمد كليب أحمد - ارشيف الكاتب


بعد أن اختفت كل المساحات البيضاء وضاقت المتنفسات والحدائق العامة وملاعب الأطفال نتيجة للبسط الوحشي على كل شبر في هذه المحافظة الطيبة ، وتلاشت كل المنتزهات والأندية السياحية والاستراحات بعد انهيار المؤسسة العامة للسياحة التي تعرضت آخر ممتلكاتها من الفنادق والعقارات للتدمير والنهب الكامل لمحتوياتها ..

فانهارت بذلك السياحة الداخلية وكل ما يتعلق بها ، وحل محلها القطاع الخاص للانفراد بتشغيل الجانب الفندقي ، لكن ذلك لم يكن كافياً لتعويض الأندية والاستراحات التي كانت ترتادها العائلات وأبناء عدن ، لاسيما وأن المراكز الثقافية التي كانت منتشرة في كافة مديريات المحافظة هي الأخرى قد تم إغلاقها فور إعلان الوحدة الوهمية التي تم – تحت لواءها – التخلص نهائياً من كافة وسائل الثقافة ومراكزها ودور المسرح والسينما وغيرها ومن الأنشطة الحضرية التي كانت تتميز بها عدن كعاصمة وكمدينة حضرية لها تاريخ لا يستهان به في حركة التنوير الثقافي على مستوى الجزيرة والمنطقة بوجه عام .

لعل كل ذلك لا يعنينا كثيراً في هذه اللحظة ، ما يؤسفنا حقاً هو أنه لا يوجد حالياً في عدن أي استراحة أو نادي اجتماعي أو ثقافي أو حتى كافتيريات أو مطاعم مفتوحة كما كان الحال أيام الزمن الجميل ، واختفت – كما سبق – تلك الأندية والاستراحات ويتذكرها جيداً جيل ما قبل الوحل .

لكن مع وجود أكبر مشروعين (فاشلين) من مشاريع الطرقات الهامة مثل الطريق البحري: خورمكسر – الشيخ أو طريق الجسر ، وكذلك جسر البريقة الجديد ، واللذان كانا من مخصصات (خليجي 20) الذي استفاد منه أعضاء اللجنة المنظمة وخسرت فيه مدينة عدن وكل مواطنيها تلك الفرصة الذهبية التي أضاعها حثالة من الذين تقلدوا الأمور لتلك المشاريع .

المهم .. هاهما الجسران لا فائدة ترجى منهما سوى أنهما تحولا إلى ثكنات عسكرية لنقاط التفتيش المجاورة لهما ..

فلفت نظري نقاش العديد من مرتادي الطريقين القديمين كلما عبر بنا باص الركاب بمحاذاتهما .. وكل يطرح رأيه وفكرته لهذين الجسرين .. وأكثرها طرافة كان يتمثل بتحويلهما إلى استراحات مفتوحة أو كفتيريات أو مطاعم للوجبات البحرية ، مع إضافة لمسة من الطاولات والكراسي ويرافق ذلك طبعاً بعض مظلات الشمس المستخدمة على السواحل .

المنظر سيكون خلاباً ، وسيفتح شهية الجميع لارتياد ذلك الموقع الرائع الذي يطل على البحر والتمتع بجو طبيعي لا يمكن تكراره في بقية المواقع في عدن !

أضف إلى ذلك أنه مشروع اقتصادي تجاري لا يستهان به وسيدر دخلاً معقولاً لمكتب المحافظة ، كما سيساهم – ولو بشكل ضئيل – في تخفيف الزحمة والضغط على المطاعم والتجمعات المشابهة داخل أزقة المدينة المزدحمة بالبشر والسيارات ، وفرص عمل لبعض الشباب العاطل ، ويمكن أيضاً الاستفادة من هذين الجسرين لإقامة بعض الحفلات المفتوحة والمسابقات الثقافية وغيرها من الأنشطة ..

هي ( مجرد فكرة ) ، لأنني على ثقة أن هذان الطريقان – بجسريهما – لن يتم استكمالهما قبل عشر سنوات قادمة على الأقل ...

أتمنى أن تكون قد وصلت الرسالة لجهات الاختصاص ، مع تقديري لكل من يحمل ولو ذرة ضمير لهذه المدينة العريقة !!