آخر تحديث :الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - 12:35 ص

كتابات واقلام


وداعا الحني ..

الأربعاء - 30 أكتوبر 2019 - الساعة 12:52 ص

عوض علي حيدرة
بقلم: عوض علي حيدرة - ارشيف الكاتب


رحل في رحاب ربه اليوم الثلاثاء، 29 اكتوبر 2019، فــي احد مستشفيات مدينة المكلا في محافظة حضرموت، الوطني الغيور المغفور لـه باْذن الله، أحمد عوض الحني اثر مرض عضال تعرضه له، وعلى اثر ذلك تم نقله الى محافظة حضرموت.

كان الحني مناضل جنوبي وطني غيور يحب الجنوب وترابه، انسان بسيط ومتواضع لا يحب التزلف او المزايدة، شخصية بارزة في إطار الحراك الجنوبي السلمي على مستوى محافظة شبوة بشكل خاص والجنوب بشكل عام، وكان في مقدمة الصفوف في مظاهرات وإعاص رافضاً الواقع البشع الذي ساد بعد حرب صيف 1994، تلك الحرب التي حولت الجنوب الى وطن محتل... لم يعمل شيء لنفسه قياساً بالآخرين، بل كان في خدمة الجنوب وقضيته طوال حياته، وكان له دور بارز قبل ظهور الحراك الجنوبي السلمي على الساحة الجنوبية، حيث حاول مع رفاق دربه من ابناء المحافظة لملمت وتضميد الجراح الناتجة عن حرب 1994، وكان يقول "ان حرب 1994 ليست نهاية المطاف، والحرب جولات وصولات وفيها المهزوم وفيها المنتصر، ونحن خسرنا معركة ولم نخسر الحرب والأيام دول." وأتذكر زيارته لي في قريتي في الفارعة في محافظة شبوة بعد هزيمتنا في 7 يوليو 1994 مباشرة، وكان خلال تلك الزيارة يحاول ان يرفع من معنوياتي ويواسيني بهذه الكلمات، على الرغم انه يعلم مسبقاً من اني انسان عسكري يفهم في هذه الكلمات ومعانيها.
وأسرة الحني مشهود لها مواقفها الوطنية في الدفاع عن الجنوب وقضية وقد قدمت هذه الاسرة الشهيد مبارك سالم محمد الحني، والشهيد احمد عبدالله سالم الحني، اللذان استشهدا برصاص قوات الامن المركزي عند مشاركتهما في مظاهرة سلمية في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة بتاريخ 25 نوفمبر 2009.

وبهذا المصاب الجلل فقد خسر الجنوب شخصية قيادية مهمة، ويدورنا نعزي الولد عبدالسلام احمد الحني وجميع افراد أسرته في الداخل والخارج، وسائلين المولى جل جلاله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه وان يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

الاسيف: عوض علي حيدرة