آخر تحديث :الثلاثاء - 30 أبريل 2024 - 12:35 ص

كتابات


صحفي : الحوثيون وجدوا ضالتهم في لص وكاذب وبلا شرف في هذه المحافظة

الإثنين - 15 أبريل 2024 - 08:17 م بتوقيت عدن

صحفي : الحوثيون وجدوا ضالتهم في لص وكاذب وبلا شرف في هذه المحافظة

يونس العرومي*


تعتمد الجماعة الحوثية أسلوب التطييف عندما يتعلق الأمر بمحافظة إب، إذ لا تثق الجماعة بأبناء المحافظة الشوافع، وقد وبخت قيادات الحوثي قياداتها في إب أكثر من مرة لفشلهم في حشد الناس والمقاتلين.

لكن الجماعة الحوثية  تحتاج إلى شخص يحقق أهدافها في هذه المحافظة العصية على التطييف، تريد رجلاً بلا ملامح، ليس من صعدة، المدينة التي لا يحبها أبناء إب، من الجيد أن يكون بلا شرف،  يبيع المواقف ويشتري رضى السيد ،  ويقضي كل وقته محاولا إثبات الولاء للجماعة القادمة من صعدة.

ووجدت الجماعة ضالتها في رجل تعلم أنه لص، وكاذب، وبلا شرف.

لكن لماذا تختار الجماعة رجلا بهذه الصفات ليكون مشرفا "ايمانيا وسلطويا" في محافظة الشوافع؟!
غنت يوما أم كلثوم" هو صحيح الهوى غلاب"، وعلى ذات النسق يمكننا الإجابة
" يا حبيبي الخرا غلاب".
وجماعة الحوثي تعيد إنتاج الخراء المعرفي والطائفي على هيئة أشخاص خراء.
آخرهم غلاب، عبدالفتاح غلاب، مشرف الحوثيين في إب.

بدا الرجل حياته عادياً جداً، بلا أي مؤهل والتالي بلا أي فرصة لأن يكون أي شيء، ثم راى في الحوثيين فرصة للصعود، فتقمص دور الفقيه السلالي والعبد فائق الطاعة لسيده.. وعبدالملك الحوثي يحب العبيد.

غلاب، القادم من مديرية القفر، المشرف الحوثي الذي ضايقه يوما العلم الجمهوري، كان مجرد كاتب في في محكمة، متهم بسرقة أموال أيتام، لا يمتلك إلا شهادة الثانوية بقسمها الأدبي، لديه موهبة في سرقة الناس، إذ ابتكر الرجل مواسم خاصة ينهب من خلالها التجار والمؤسسات الأهلية والناس البسطاء.

ذهب إلى مديرية القفر يحث الناس على القتال في صفوف الحوثيين ومن لم يستجب فقد فرض عليه دفع مبالغ ماليه ضخمة.
ولأنه يقدم للحوثيين أكثر مما يطلبوه، فقد ترقى سريعا من مجرد شخص مجهول الهوية حتى أصبح مشرف محافظة إب. لا لشيء، فقط - إضافة لأشياء كثر- لأنه يحب الحسين.

الخرا غلاب.

وعد أبناء إب، في يوليو من العام ٢٠٢٠ تحديدا، وعدهم ببناء أعظم منشأة طبية في اليمن في إب، على خلفية النقاش حول نهب الحوثيين لأراضي جامعة إب، غير أن غلاب جلب للمحافظة نزعة جماعة صعدة الطائفية، تسونامي التطييف، وأرسل أبناءها لمحارق الحوثيين في الجبهات.
بدأ الرجل العبد أولى مهامه الحقيقية في مطلع العام ٢٠٢١ عندما بدأ نشر مجموعة أوراق تعج بالتفاهة الفكرية عن ماهية الصراع العربي الإسرائيلي، ثم ذهب إلى جامعة إب محاولا تدريسها للطلاب.
وقفت هيئة التدريس والطلاب ضد تدريس هذه الأوراق، لم ينتظر غلاب طويلا حتى جلب قيادات جماعة الحوثي ليقتحموا الجامعة ويفرضوا تدريس هذه التفاهة بقوة السلاح، ثم حول الجامعة لمركز رئيسي لتجنيد الشباب في محارق معارك الحوثيين الطائفية.

الجميع في جامعة إب يتذكر هذه البشاعة.

بدأ غلاب مشروعا آخر يتقرب به للحوثيين، تنظيم فعالية المولد النبوي كل عام، ذهب الرجل هذا العام للحشد باقوى ما يستطيع، وهدد الجميع بأنه سيقطع لسان أي شخص يقول بأن الاحتفال بالمولد النبوي بدعه.
والشوافع في إب لا يحتفلون بمولد النبي. بل يقدسون النبي وأفعاله التي لا يعرفها الخرا غلاب.

لكن المهمة الأكثر قذارة التي أوكلت للرجل كانت حشد أبناء المحافظة نحو محارق الحوثيين، تم تعيينه لهذه المهمة في منصب مستحدث أسموه مسئول التعبئة بمحافظة إب.
لكنه فشل في ذلك، لا يريد أبناء إب القتال في صفوف جماعة صعدة الطائفية.

يعود ليتملق عبدالملك، يعاهد، يمتدح الحسين، ويفعل أشياء كثيرة. يقول أن مسيرته القرآنيه منة الله عليه، يعدل لهجته لتتناسب مع صعدة، يتآمر لاستبدال القيادات التنفيذية  بقيادات سلالية من خريجي دورات الحوثيين الطائفية، يوقف صلاة العيد في مراكز إب الرئيسية، تبدأ تحت إشرافه بعض المراكز  في إقامة صلاة العيد على الطريقة الشيعية.
يفعل الكثير، لكنه يحصل دوما على اللوم والتقريع.. وهذا ليس ذنب غلاب وحسب، أبناء إب لا يريدون مشروع الحوثيين النتن..

وعندما فشل في حشد الناس، ذهب ليسرق من جيوبهم، أتاوات باهضة تارة باسم المولد النبوي، وتارة باسم التعبئة العامة، وتارة باسم فلسطين.. حتى وصلت المدينة إلى حالة بؤس مريع، انعكست أخيرا في موسم رمضان حين أصبحت الحالة الاقتصادية للناس والتجار في أسوأ حالاتها.

ولم يفهم
الخرا غلاب.

ذهب لامتداح الحسين، وإثارة النزعة الطائفية مرة أخرى ليرضى عنه عبدالملك.
وتوج جهوده بخطبة الناس في مصلى العيد رغما عنهم.

ولا شيء جيد يأتي من الحوثيين.
غير أن أفضل خدمة يقدمونها لأعدائهم هي تعيين أمثال غلاب في مناصب يحتك من خلالها بالناس، ليعرف الناس هذه الجماعة من خلال هؤلاء الأشخاص.

*صحفي