آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 12:13 ص

كتابات واقلام


نجاح التحركات الدبلوماسية خارجياََ مرهونة بالتحرك لتحقيق مطالب الشعب

السبت - 10 أبريل 2021 - الساعة 01:08 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


كتبه/ محمد علي محمد أحمد

ما يمر به المواطن في الجنوب من تعذيب واضطهاد وحرمان من الخدمات ومن أبسط حقوقه الآدمية في العيش بكرامة دون إذلال ، في واقع يرى فيه المواطن الجنوبي أن إخوته الجنوبيون الذين كانوا معاََ في خندق واحد هم من يتحكمون به من خلال سيطرتهم على الأمن وإدارة السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية وخصوصاََ (عدن و لحج و أبين و الضالع و حضرموت) .
ويرون مقابل ذلك أن أحوالهم تزداد سوءاََ في حين كانوا يستبشرون منهم خيرا من خلال قيامهم بتذليل الصعاب والعمل على تحسين أوضاع معيشتهم التي أصبحت على المحك ؛ فاصطدم الشعب الجنوبي بواقع مغاير أكثر قتامة وسواداََ و سوءاََ ومخيباََ للآمال ..
مما أوصلهم هذا الوضع المعدم من كل شيئ إلى قناعة تامة ان لا خير حتى في من كانوا يرجون منهم الخير ، بل ورأوا أن إخوتهم من المسؤولين والقادة الجنوبيين بعيدين كل البعد عن ملامسة همومه ، وتركوه يصطلي بنار الحرمان والغلاء والفقر والعوز وهو الذي تحمل كل هذا العناء من اعدائه في الداخل والخارج لكونه مؤمن بقضيته وحقه في عودة وطنه ولم يبع قادته ومسؤوليه كما باعوه للأسف ، وكان المواطن والجندي باستطاعتهم للحفاظ على حياتهم وحياة اولادهم من الهلاك المحتم والموت البطيئ أن يخرجوا ضد قادتهم ومسؤوليهم وإزاحتهم ، وهي الفرصة الذهبية واللحظة الحاسمة التي ينتظرها اعداء الجنوب بفارغ الصبر للإنقضاض على الجنوب إلا أن الشعب بحكمته وصبره وللحفاظ على هويته فوت عليهم خطتهم ..

وبالضغط على الشعب بملف الخدمات في الجنوب وغيرها من الأمور التي تلامس همومه ، في رسالة للشعب مفادها
" نحن فقط قادرون أن نوفر لكم الخدمات "
ليس حباََ في الجنوب وشعبه بل نكاية بقادته السياسيين والعسكريين وتعرية فشلهم في الداخل والإقليم والعالم ..

لكن وفاء الشعب الجنوبي وشهامته رغم جوعه وآلامه ويأسه من قادته وهم ينظرون لحال هذا الشعب دون أدنى مسؤولية ولا ذرة رحمة لمعاناته ومع ذلك لم يثر ضدهم ،
حتى لا يُمَكِّنَ أعداء الجنوب من التحكم بهم والتسلط على أرضهم و إن قدموا له كل الخدمات و أعادوا له حقوقه المغتصبة وأنعشوا كل مقومات الحياة ..

وهذا الوفاء من المواطن الجنوبي لقادته ومسؤوليه رغم البلاء و العناء والصبر الذي لا أتوقع أن يستمر طويلاََ ، في ظل سياسة تعميق الجراح و بعد وضوح التوجه الخبيث من اعداء الجنوب للإجهاز عليه أرضاََ و إنساناََ ، وهو أمر أصبح من المستحيل السكوت عليه ، والشعب ليس عاجزاََ ولا منبطحاََ ولا مخدراََ كما يظن البعض ،  لا والله ..
أتعرفون مالسبب الذي جعل الشعب في الجنوب وفي عاصمته عدن مقيداََ دون حراك ؟
وجودكم أنتم أيها المسؤولون والقادة العسكريون الجنوبيون في مواجهة شعبكم!!
فلا قمتم بواجبكم بإخلاص وقوة من خلال توليكم مسؤولياتكم تجاه هذا الشعب المخلص الوفي لوطنه والمتمسك بهدفه في استعادة دولته ، ولا قَدَّرتم إحترامه وتقديره لكم ، و خوفه على مصلحة الجنوب لا لخوفه منكم أبداََ ، بل سيكون حصنكم و درعكم وهو كفيل بالوقوف بحزم أمام كل من يسعى لإذلاله ، و في سبيل الحفاظ على حقه وانتزاعه ، متى ما صدقتم معه وكشفتم له مالذي يدور جراء هذا الوضع المزري المتعمد ضده ، وما سر صمتكم المريب!!

ولا تركتم تلك المناصب التي جعلتكم خصماََ مباشراََ لشعبكم والتي تم استغلالكم بها وإشغالكم بخبث و دهاء عن معاناة شعبكم فأغروكم بالفتات الذي تتسابقون إليه وهو ملك الشعب الجنوبي لا ملككم ، واستخدَمَكم فيها الأوغاد لتسهيل نهبهم لموارد ومكاسب ومؤسسات وخيرات أرض الجنوب إلى خارجه ، لتكونوا بعلم أو باستغفالكم الحارس الحامي والصد المنيع والواجهة أمام غضب الشعب و ثورته ضدهم ..
فما هي إذن مصلحة الشعب الذي تتحدثون بإسمه من بقائكم في مناصبكم وأنتم تهينونه وتخذلونه دون تحقيق أبسط مطالبه وحقوقه وهو الذي بفضل صموده واستبساله وتضحياته أعلاكم ورفع من مكانتكم!!!

ولا تصدقوا المبطلين الذين يمتدحونكم نفاقاََ و لأهداف لا تخدم الجنوب وشعبه ، فهم لا يبحثون الا عن مصالحهم وهم لا يمثلون الشعب ولا يعانون ما يعانيه ..
◽ونصيحتي لكم بكل صراحة وشفافية
وحتى لا تعيشوا على أوهام أولئك المنافقين وتنخدعوا بكلامهم المجافي لواقع الشعب المكلوم ، أن تكفوا عن بذخكم يوماََ واحداََ وعن تشغيل مولداتكم التي جعلتكم تعيشون في عالم بعيد كل البعد عن من وليتم أمرهم ، فهي تضفي عليكم جواََ بارداََ على مدار الساعة فجعلت أجسادكم ناعمة ساقعة لا تتعرق كالموتى ، ودمائكم جامدة لا تتحرك كـ قطعة ثلج صماء لا تذوب ، وكيف ستذوب وهي منعزلة تماماََ عن حرارة شعب يغلي من شدة الحر والفقر والحاجة لكل مقومات الحياة الرئيسية ، لذا أخرجوا للشوارع والأحياء وانظروا كيف هو حال الناس وأوجاعها ولا تشتطوا غضباََ إن سمعتم لعناتهم وصرخاتهم ودعواتهم عليكم ؛ فلربما تغير تلك الأصوات الحقيقية (لا التي تداهنكم) من جمودكم وتصحو ضمائركم فيتغير حالكم ..

أما سألتم أنفسكم أن استمرار هذه الأوضاع دون تحرككم لها تبعات ستؤثر سلباََ على محور القضية الجنوبية برمتها ، ولهذا سيطر التذمر واليأس والندم وفقدان الأمل بكم و بالحلم المنشود على أكثر المواطنين وكذا الشخصيات الجنوبية ونخبها وكذا أشهر شعراء الثورة الجنوبية ومقاومته ، من كانوا يشعلون حماسة الشعب بكلمات مثل الرصاص ، فأصبحوا يعبرون عن وجدانهم ومأساتهم شعراََ ويندبون حظهم التعيس ويعلنون خيبة أملهم فيكم وهم لسان حال هذا الشعب المعذب ..

أما يجعلكم هذا المشهد الأليم والذي سيشتد ألماََ أكثر و أكثر ، أن يحرك فيكم نخوتكم ، حباََ لأرض الجنوب و وفاءاََ لعهد الشهداء الذين وهبوا أرواحهم رخيصة ليحيا الشعب بكرامة وعزة على تراب الجنوب الحبيب ، ان تنفضوا عنكم غبار العجز واللا مبالاة ، وتحددوا موقفكم بشجاعة وصدق أمام شعبكم الذي بفضل صبره عليكم و لعشقه للجنوب ، لا زلتم باقون ..
واعلموا أن الشعوب دوماََ حرة لا تستعبد من أحد ، وليست مجردة من كرامتها لتكون صكاََ بيد مخلوق كائن من كان يبيع ويشتري فيها ولا هي ألعوبة بيد أحد يحركها وقت ما احتاج لها لمصلحته الذاتية ، ويرميها كـ الكلاب الضالة وقت شدتها و محنتها رغم حاجتها للمصلحة العامة ..

ودعوتي الأخيرة لكم بكل حب وإخلاص ..
أعيدوا حساباتكم جيداََ أيها المسؤولون والقادة وبادروا بالصلح مع ربكم أولاََ ثم مع بعضكم بعضاََ وبعدها أعلنوا الصلح مع شعبكم بصورة عملية يلمسها المواطن ويشعره باهتمامكم ، لتعيد له ثقته بكم والتي دون شك بقدر وفائكم له وانتزاعكم لحقوقه الإنسانية من خدمات مشروعة وتحقيق أمنه واستقرار معيشته ، وبثقة الشعب بكم داخلياََ سيزيد من قوتكم وثباتكم و يعزز مساعيكم الحثيثة خارجياََ ، وحينها و بدعم شعبكم معاََ ستنتزعون الحقوق السياسية والقانونية لاستعادة الدولة المغتصبة والسيادة على كامل ترابها الطاهر .