آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 01:02 ص

كتابات واقلام


الاعلام الجنوبي مرحلة جديدة

الثلاثاء - 15 يونيو 2021 - الساعة 08:32 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


هناك مرحلة جديدة تتخلق في الجنوب يبدو ان الاعلام سيكون اساسها ومدماكها الاول من خلال الاهتمام الذي تبديه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالاعلام باعتباره الحامل الفعلي للعملية السياسية.

عانت وسائل الاعلام الجنوبية الرسمية من تهميش كبير خلال الثلاثة العقود الماضية من عمر الوحدة غير المباركة حيث اقصيت كوادرها وهمشت الي درجة قطع المرتبات والامتيازات والتركين في البيوت كما منع الدعم عن تلك الوسائل الاعلامية بهدف اضعافها وجعلها على الهامش.

وليس هذا فحسب فقد حوربت كل الكوادر الاعلامية ذات التجربة والخبرة او الشباب المفعم بالحماس والابداع والانتاج ولم يسمح لها العمل بحرية واستقلالية وكان نظام صالح يستقطب من لديه الاستعداد للعمل معه وفق سياسته التجهيلية والتدميرية ويمنع الدعم عن من يريد ان يعمل باستقلالية وحرية ويحجب عنهم فرص التدريب والتاهيل وهذا ما انتج جيل محارب ومقصي غير قادر على تطوير نفسه الا ما ندر ومثل صالح فعلت الاحزاب التي اهتمت بكل انانية بكوادرها واهملت الطاقات الابداعية الحرة وهذا حدث مرتان مرة وهي في خندق المعارضة ومرة اخرى وهي في خندق السلطة حيث مارست وتمارس سلوكا اقصائيا ابشع واضر مما مارسة نظام صالح.

وللاسف فقد عانى الجنوبيون بشكل كبير ومتعمد من هذه الممارسات بهدف احباطهم لاسيما الذين حملوا قضية شعبهم منذ اليوم الاول لاحتلال الجنوب وانطلاق ثورته الظافرة.

ولأن اليوم تتخلق مرحلة جديدة في الجنوب كما اسلفنا عنوانها العريض الاعلام فانه على القايمين على الاعلام الجنوبي التوجه صوب التاهيل والتدريب لتعويض نقص الكادر على ان تتم هذه الخطوة بصورة سريعة ومرتبة للمساهمة في رفد وسائل الاعلام الجنوبية التي سيعاد تشغيلها او الموجودة بكادر شاب مبدع ومؤهل يجيد التعامل الحديث والعصري مع الفنون الاعلامية والصحفية والتقنية.

لقد عانت القضية الجنوبية والحراك السلمي من تشويه وتعتيم كبيرين بسبب الاعلام المعادي والموجه وبسبب ضعف الاعلام الجنوبي لكن اليوم تغيرت المعادلة واصبح هناك اعلام جنوبي مستقل على قلته قادرا على ايصال الرسالة والدفاع عن الجنوب وقضيته العادلة ويبدو التوجه اليوم لدى المجلس الانتقالي اكثر اهتماما في تنويع وسائل الاعلام وتعددها لجعل صورة الجنوب وقضيته اكثر اكتمالا امام العالم وخلق نوع من التنافس بين وسائل الاعلام في الجنوب بهدف خلق اعلام عصري وحديث اكثر قدرة على مواكبة الاحداث ونقل الحقيقة غير مزيفة.

وبينما تجري هذه الايام الاستعدادات والتجهيزات من قبل الهيئة الوطنية للاعلام الجنوبي وقيادتها المميزة لاعادة اطلاق بث وكالة انباء عدن وهي اهم وسيلة اعلامية يحتاجها الجنوب اليوم باعتبارها المصنع الذي يزود كل وسائل الاعلام بالاخبار والمعلومات فان اطلاق الوكالة لن يكون الا الحدث الاول في سلسلة اعادة وسائل الاعلام الجنوبية من قناة عدن الي الاذاعة الي اعادة اصدار صحيفة 14 اكتوبر الي اصدار صحف واصدارات اخرى وتحريك حركة النشر والابداع في العاصمة عدن والجنوب الحبيب.

هذا التوجه صوب الاعلام من قبل قيادة المجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي ما هو الا اعترافا موضوعيا بدور الاعلام ومكانته في حياة الشعوب والأمم وفي دوره الكبير في صناعة المعلومة التي يحتاجها العقل البشري اليوم ولا يستطيع العيش بدونها حيث يقال ان "من يسيطر على المعلومة والغذاء يسيطر على العالم" ونحن في الجنوب ما احوجنا اليوم للسيطرة على المعلومة في ارضنا لنقلها للناس والعالم صادقة غير مزيفة بعد ان عانى الجنوب طويلا من التشويه والكذب والخداع عندما كانت وسائل الاعلام المعادية له ولقضيته هي من تسيطر على المعلومة ومصادرها.

وفي الأخير نتمنى النجاح للهيئة الوطنية للاعلام الجنوبي في مهامها الضخمة والكبيرة في اعادة الروح للاعلام الجنوبي من جديد وخلق اعلام جديد محترف وعصري قادر على المنافسة والنجاح وايصال الرسالة النبيلة للشعب الجنوبي لكل العالم.