آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 03:46 ص

كتابات واقلام


المجلس الرئاسي المؤقت امام مفترق طرق

السبت - 14 مايو 2022 - الساعة 02:35 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


مجلس الرئاسة الموقت تحت المجهر وكل خطوة سيخطوها محسوبة وهذه الفرصة الاخيرة لإعادة الامن والاستقرار ان تصرف بحكمة وواقعية لكن استعادة الدولة لا يعني اعادة تدوير نفس الوجوه التي كانت مشاركة في النظام السابق ويتم اعادة تفعيلها من جديد بعد ان كادت تفقد الأمل بالعودة الى السلطة .. وبمجرد عودتها نراها ومن خلال قراراتها تحلم بعودة عجلة الزمن الى الوراء وكأن شيىء لم يحدث ولم تكن مشاركة فيما حدث بينما في الواقع جرت مياه كثيره في النهر كما يقولون ولن تعود مره اخرى اليه مهما كانت الظروف وهنا لابد من التاكيد بان ما بعد الحرب ليس كما قبلها فشلت نظريات وتبعثرت مباديء وتحطمت نفوس وتشردت ملايين البشر وقتلت وجرحت عشرات الآلاف وتيتمت أسر وهدمت مدن وانقطعت أرزاق الناس وتقطعت اواصر بين الأسر والمجتمعات وتخاصم الأصدقاء والحلفاء وبالعكس تصالح البعض منهم بعد قطيعة وحرب وكالعادة هناك من قفز من معسكر الى المعسكر المضاد وكل هذه الامور وغيرها حدثت الا ان هذه الحرب أنتجت لها تجار وأمراء حرب استغلوا ظروف الحرب وكونوا ثروات هائلة مع بناء علاقات مشبوهه جمعت بينهم المصلحة الشخصية وغابت مصلحة الوطن وهناك من استثمر الحرب ومعاناة الناس لاهداف ومغانم شخصية او لتنفيذ انتقامات بأثر رجعي ويعتقد البعض انه صفى الميدان وهو في ذلك لم يعرف بانه يجني المزيد من العداوات وابقاء النار تحت الرماد دون ان يدري.

سبحان مغير الأحوال ثمان سنوات من الحرب غيرت تحالفات ونشأت تحالفات جديده العدو اصبح صديق والصديق اصبح عدو وهذه حال الدنيا ولن تبقى معك طالما لم تبقى مع احد من قبلك ومع ذلك لم يتعض احد الم يحن الوقت ليعيد كل واحد حساباته ويتعض مما جرى لمن سبقوه ولهذا فان التغيير مطلوب حتى يكون هناك معنى كبير لوجود مثل هذا المجلس .... كان طاقم الرئاسة المغادر (هادي وعلي محسن ومناصريهم ) هم السبب في تسليم الجبهات للحوثي وتسليم المعسكرات دون اطلاق طلقة واحدة كما وكانوا وراء عدم تحريك قوات المنطقة العسكرية الاولى لتتخذ مواقعها في جبهات القتال وسبب تعنتهم وإصرارهم هو حماية ممتلكات النخب السياسية والقبلية والتجارية الشمالية في حضرموت وكانوا ايضاً هم سبب وجود قوات شمالية في حقول نفط شبوه والتي تحمي ممتلكاتهم وعدم تسليم حراستها لابناء شبوه كما انهم وراء عدم تنفيذ قرارات اتفاق الرياض بسحب القوات المرابطة في شقره وعودتها الى مواقعها السابقة ......الان وبعد ان غادرا الثنائي ( هادي ومحسن ) من قمة السلطة من الذي يمنع تحرك القوات من مواقعها في حضرموت وشبوه وشقره وهي حتى الان لم تتزحزح من مواقعها ولم يلمس المواطن خطة مطروحه لدى المجلس لزحزحتها بأمارة ان لا احد يتحدث عن اي معركة مستقبلية مع الحوثي في حالة انه رفض ان يتجاوب مع المجتمع الدولي والاقليمي والجنوح نحوالسلم لكننا نشاهد استرخاء المجلس وحتى لم ينتبه بان تحركات غير مسبوقة لورقة الاٍرهاب في مناطق جنوبية وهناك من اطلق سراح اخطر الإرهابيين جهارا نهارا في المنطقة العسكرية الاولى ولم نسمع للمجلس لا حس ولا خبر تندد بهذا العمل الخارج عن القانون وكأن القاعدة تتحرك في المريخ وليس في المناطق التي يراد حكمها من قبلهم كما بدأت عمليات ارهابية وذهب ضحيتها قيادات عسكرية جنوبية ونتوقع المزيد منها وحصريا على مساحة الجنوب وضد اهداف جنوبية ومعروف متى تتحرك القاعدة وهي الذراع الخفي لنظام صنعاء موجه ضد الجنوب والجنوبيين.

الإعلان الذي على اساسه تشكل هذا المجلس هًو لحل مهمتين التفاوض او الحرب والهدف استعادة العاصمة صنعاء لكن لم يقل التفويض اعادة نفس الطاقم القيادي لإعادة النظام الذي سلم صنعاء للحوثي وتجاهل تضحيات الجنوبيين الذي هبوا لمقاومة الحوثي وهزيمته على ارض الجنوب في ظرف ثلاثة اشهر هل يعرف المجلس ان الذين قاوموا هم من كان النظام السابق قد سرحهم من أعمالهم قسريا بعد حرب صيف 94 م وبما فيهم جيش وامن الجنوب وايصاً هم شباب الحراك السلمي الذين تعرضوا لابشع انًواع العنف من قبل نفس النظام الذي يراد إعادته الان وفِي عقر دارهم في عدن .... والمجلس الان امام مفترق طرق اما استعادة صنعاء او مغادرة عن عدن وتركها لاهلها.

لا اعتقد بان عاقل في الدنيا يصدق بان ايران ستسلم صنعاء عبر المفاوضات السلمية والتي قد أضافتها الى قوام العواصم العربية الأربع المحتلة والتي اصبحت تديرها عبر وكلائها ما لم تضطر لذلك ولن تضطر الا بوجود تهديد عسكري جدي لوجودها في صنعاء وهذا لن ياتي الا من خلال حشد القوات في كل الجبهات والجدية في محاربة الاٍرهاب الذي اصبح وسيلة من وسائل تهديد الجنوبيين وإخضاعهم للتخلي عن اهدافهم. في استعادة دولتهم وهنا نحب ان نذكر المجلس الرئاسي المؤقت ان بقاء هذا المجلس مرهون بتنفيذ هذه المهمة وهي استعادة صنعاء لا بقاءه في عدن لإعادة بناء الدولة الظالمة التي احتلت الجنوب وشردت اهله في اصقاع الارض فالجنوب حرره ابناءه بعد ان تحولت جيوش ذلك النظام الى اداة بيد التحالف الحوفاشي الذي غزاء الجنوب في نهاية مارس 2015 م حين لا يملك الجنوب الا الإرادة الوطنية الصلبة وعدالة قضيته وأسلحة شخصية كان يتبادلها المقاومون فيما بينهم لشحها وانتصروا بمساعدة التحالف العربي.

لن يستسلم الجنوبيون مهما بلغ حجم التاّمر وسيظل عالق في ذاكرتهم الجمعية استعادة هويتهم ودولتهم المخطوفة برغم الحصار الجائر المفروض من قبل الشرعية طوال السنوات الثمان الماضية ورغم تعرضه لارهاب دولة صنعاء الظالمة طوال اكثر من ثلاثين عاما مضت

قاسم عبدالرب العفيف
12/5/2022