آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 02:13 م

كتابات واقلام


إلى صديقي العزيز..هكذا بدأ عفاش وهكذا انتهى

السبت - 17 يوليه 2021 - الساعة 11:24 م

أحمد الحاج
بقلم: أحمد الحاج - ارشيف الكاتب


صديقي العزيز وهو المقرب من الرئيس الراحل عفاش لأكثر من عشرين عاما.. وهو يحدثني من القاهرة ويبادرني بالسؤال ماذا يمكنك القول عن حكم الرئيس الراحل عفاش بعد كل هذا الخراب الذي يحصل في البلد..؟
وبعد اسهاب صديقي في الحديث عن انجازات عفاش، قلت له أما أنا ياصديقي اخالفك القول
واستطيع ان اوجز فترة حكم الرجل بالتالي :

اولآ : منذ الوهلة الأولى للحكم أظهر الرجل اهتمامه بنفسة ولترسيخ حكمه، أكثر من اهتمامة باليمن ومستقبله..
بدأ عفاش فترته الأولى من الحكم بإقصاء الشخصيات الوطنية المؤثرة في المجتمع واضعاف كل مراكز القوى القبلية والعسكرية والحزبيه ونسج علاقات تطمئن التيار الإسلامي ومنحه الامكانيات والصلاحيات في تقوية جذورة وانشطته بمافي ذلك، لاحقا تسويق المجاهدين إلى أفغانستان للقتال ضد الشيوعيبن...

البداية :
عندما وصل عفاش للسلطة بسبب جرأته واصرارة على الحكم.. كان كبار مشائخ سنحان ومعهم الشيخ عبدالله الأحمر قد خيروا عفاش مقابل دعهمهم له ان يوقع على وثيقة الحكم، حتى يصبح رئيسا للجمهورية وهذه الوثيقة القبلية تحدد ما للرئيس وماهو لبطانة الحكم.. وبالفعل تقاسموا الكعكة وحولوا البلد إلى اقطاعيات مملوكة لهم بمواردها... أذ صار موارد غرب البلد الساحل الغربي لعلي محسن وانصاره وموارد حضرموت لمحمد اسماعيل وانصارة والشيخ عبدالله واولاده صنعاء وماحولها، ثم عدن وحضرموت، بعد حرب 94م واستمر نهب البلد حتى اندلاع الحرب.. الجارية..
ثانيا..
قدم الرئيس عفاش اليمن للعالم بحلوه ومره... بدءا من تشبيه حكمه، كالرقص على رؤوس الثعابين... كما قدم البلد باعتبارها الملاذ الأمن للقاعدة بعد عوده المجاهدين من أفغانستان والجماعات الإسلامية المتطرفة من العرب وغيرهم .. ليحمل حلفائه في الحكم حزب الإصلاح وبعده السعودية حين قربت فترة تهيئة توريث الحكم... مسؤلية الأعمال الإرهابية وإقامة معسكرات القاعدة في اليمن.. هكذا كان يقول لأمريكا والغرب... مع انه منح الشيخ عبدالمجيد الزنداني وإشراف حارس الجمهورية والثورة علي محسن كما كان يحلو لعفاش تسميته... كل الامكانيات والصلاحيات ومعرفة قادة الأجهزة الأمنية والمخابراتية، الخاصة بالنظام.. حيث بدأت بعملية السماح لمقاتلي القاعدة إلى اليمن والجنوب خصوصا.. كان عفاش يهدف من وراء ذلك جلب المساعدات الأمريكية والغربية... ومزيدا من الدعم الأمريكي له لمواجهة الإرهاب المزعوم... وهذا ما حصل بالفعل...

كان عفاش يسوق نفسه كرجل لايظاهي، ووحيد دون غيره.. القادر على هزيمة الإرهاب...
حتى ان الكثير من قادة الدول كانوا يعتقدون ذلك...
نجح عفاش في ارضاء الامريكان، بعد تلقيه تهديدات مباشرة منهم أثر عملية الهجوم الإرهابي الذي استهدف المدمرة كول في ميناء عدن في أكتوبر 2000م وقدم لهم الكثير من التنازلات، بل ومكنهم من اعتبار اليمن الولاية 52 حيث صالوت وجالوا وفتحت الأجواء، لهم... والبحر والبر والوصول إلى حيث ما يشاؤون...
لم يسخر عفاش يوما الدعم الدولي والعسكري للبلد بقدر ماكان يسخره لحماية سلطته وتوريث الحكم لنجله احمد.. وكان الأمريكان يدركون ذلك وبتغاضون، طالما ان الامر لايؤثر ويصب لخدمة مصالحهم... لكن الأمر لم يستمر طويلا إذ أدرك الامريكيون بعد ذلك ان الرجل ليس إلا ممثل بارع... فقرر الأمريكان التخلص من الرجل... وجاء قرار الطلاق الأمريكي خلال زيارة وزيرة الخارجية هيلري كلينتون ولقاءها بالرئيس عفاش في العاصمة صنعاء... قبل ثورة الشباب باسابيع... حيث تم ابلاغة بقرار نهاية الخدمة... وهذا القرار دفع بالرئيس عفاش إلى التمرد ومواجهة الأمريكان والغرب والسعودية... والذهاب إلى تحالفات مع الحوثيين... ووجد الناس البلد قد وصل إلى ماهو عليه اليوم...