آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:13 م

كتابات واقلام


جماعة لاتؤمن بالسلام

الجمعة - 10 يونيو 2022 - الساعة 09:26 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


قال المفكر العربي عبدالله النفيسي ان الحوثين استدرجوا الشرعية والتحالف بالمطار والطائرات والجوازات والميناء ومازالوا يبحثون عن البنك.. واضاف :كل هذه المسميات سيادية لاتمتلكها الا دولة ذات سيادة ولايسمح بها لغير ذلك ..فكيف تسمحون لمليشيات فاقدة للشرعية والصفة والهوية ومصنفة ارهابيا ان تمتلكها.
وتابع :اعترفوا بالخطا او الفشل واستثنوا موقفكم واستئنفوا معركتكم.

من كلام المفكر والدكتور النفيسي، يتضح ان جماعة الحوثي المتمردة استغلت الجانب الانساني ووظفته لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، دون ان تقدم اية تنازلات للتحالف والشرعية، مما يؤكد انها كسبت الكثير من الاوراق دون ان تخسر شيئا.

ما يحدث من مشاورات حول فك الحصار عن تعز بفتح الطرق الرئيسية، يؤكد ان جماعة الحوثي ماتزال متصلبة وغير مستعدة لتقديم تنازلات للطرف الاخر، رغم المأساة الانسانية المتفاقمة التي يعيشها اكثر من ستة مليون نسمة في محافظة تعز، وهذا يؤشر الي ان الحوثيون غير مستعدون للسلام، ولايمكن ان يقدموا تنازلات بسهولة من دون ردع وضغوطات قوية.

لقد قدمت الحكومة اليمنية المعترف بها تنازلات كبيرة بفتح المطار والميناء، وتمكين الحوثي من اصدار الجوازات، وذلك نزولا عند معاناة الشعب اليمني في شمال الوطن، وحدث ذلك انطلاقا من المسؤولية الكبيرة تجاه الشعب اولا واخيرا، لكن جماعة الحوثي ترفض التعامل بالمثل، وترى في الشعب مجرد ادوات وكائنات وجدت لخدمتها وخدمة مشروعها العنصري السلالي، لا ان تكون جماعة سياسية في خدمة الشعب.

ان القوى الخارجية التي توفر الغطاء والحماية لجماعة الحوثي سوف تدرك انها كانت تعمل في الطريق الخطأ، ولكن بعد مرور الوقت، فهذه جماعة لاتؤمن بالحوار ولاتؤمن بالسلام، وليس لديها الاستعداد للشراكة، وتسليم السلاح، والعمل لاعادة بناء الدولة.

ويمكن القول ان الهدنة التي تم تجديدها لشهرين اخرين، والتي ينظر اليها الشعب اليمني بأمل للتوصل لحلول لانهاء الحرب وتحقيق السلام، فان جماعة الحوثي ترى فيها الفرصة السانحة لاعادة ترتيب اوراقها، واستعادة انفاسها، وتجييش الكثير من المخدوعين لاعادة استئناف معركة جديدة وربما طويلة هذه المرة، ومن هنا فانه على الخارج والتحالف والشرعية، عدم الركون لوعود الحوثي وكلامه المنمق، فهو يعتمد الخدعة كاساس متين في عمله السياسي، دون التفكير في العواقب والمآلات.

على التحالف والشرعية ان يتوقفوا عن تقديم التنازلات لجماعة لا انسانية، ولاتؤمن بالسلام والحوار، والاستعداد لكافة الاحتمالات، ومنها عودة الحرب من جديد لاسمح الله، فليس هناك في الافق اية مبشرات مضمونة للذهاب الي سلام دائم، لاسيما مع الموقف الخارجي الضعيف والمهادن تجاه جماعة مارقة ومتمردة.