آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

كتابات واقلام


الخيارات المتوقعة والمطروحة للحل

الإثنين - 22 أغسطس 2022 - الساعة 05:55 م

باسم فضل الشعبي
بقلم: باسم فضل الشعبي - ارشيف الكاتب


مما لاشك فيه ان الحرب في اليمن ستنتهي في الأخير، ويبدو ان هذا العام سوف يشهد العد التنازلي لها، وكما هو متوقع سيذهب جميع الاطراف الي حوار سياسي يضع القواعد الجديدة للمرحلة القادمة.

وما حدث في محافظة شبوة خلال الايام الماضية، نستطيع القول انه مخطط مرسوم لاعادت تشكيل خارطة المشهد، وشكل اليمن القادم، والاطراف اللاعبه فيه.

يريد اللاعب الخارجي ان يزيح اطراف من المشهد لاسيما في الجنوب، الذي يريد تسليمه لطرف جنوبي قوي وفاعل، ويستبعد اي طرف من خارج الجنوب يقف عائقا امام تمكين الخارج من الثروة النفطية والغازية لاسيما في شبوة وحضرموت.

ماتزال هناك الكثير من الترتيبات والمهام امام التحالف العربي لتسوية الملعب اليمني بايعاز من المجتمع الدولي، خصوصا امريكا وبريطانيا اللتان تتحكمان بكل مسارات اللعبة يمنيا واقليميا، وتشرفان على تحركات جميع الاطراف انطلاقا من مصالحهم الكبرى في المنطقة، ويعتبر اليمن نقطة مهمة بالنسبة لهما لايمكن التفريط به باي حال من الاحوال.

وبعد التساهل وعدم التعاطي الجدي مع الحرب في اليمن من قبل المجتمع الدولي، وعدم التدخل لايقافها قبل ان تبلغ عامها الثامن، نجد اليوم ان الجميع متحمس لاستمرار الهدنة، واعادة تمديدها كلما شارفت على النهاية، املا في ان تنتج حلولا دائمة لايقاف الحرب التي اصبحت تشكل عبئا ثقيلا على التحالف الذي يبدو انه اصبح اكثر المتحمسين لانهاء الحرب، في الوقت الذي تمثل فيه الهدنة فرصة كبيرة للحوثين لاعادة ترتيب اوضاعهم العسكرية والقتالية، ولاتمثل شيئا للمجلس الرئاسي المدعوم من التحالف، المشغول باوضاعه الداخلية والصراع بين الاطراف الشركاء فيه في صوره تضعف تماسكه، وتقلل من اهمية قدرته على خوض حرب تحرير في حال فشلت الهدنة، وانتكس المسار السياسي.

وفيما يتعلق بالحلول السياسية المطروحة والمتوقعة فانه وان كان الشعب في الجنوب يرفض رفضا قاطعا الانتقاص من حقه في استعادة الدولة الجنوبية، فان التحركات والتفاهمات السياسية تطرح خيار الفيدرالية او الدولة الاتحادية كحل وسط في المرحلة المقبلة، وهذا ما ستقبل به اطراف جنوبية سياسية بما فيها المجلس الانتقالي، الذي يشارك الشرعية في السلطة، ويطالب باشراكه في تسويات الحل السياسي النهائي، ضمن وفد الشرعية الذي يتبنى الدولة الاتحادية، ومخرجات الحوار الوطني.

لكن التوقعات الأكثر جدية تقول انه سيتم توزيع اليمن على اقليمين جنوبي وشمالي، او ثلاثة اقاليم جنوب وشمال ووسط، في الوقت الذي تحاول فيه اطراف داخل الشرعية تسويق مشروع الستة الاقاليم اقليميا ودوليا، في ظل انعدام الحاضن السياسي لهذا المشروع داخليا لاسيما في الجنوب.

والسؤال الأهم هنا: هل سيقبل الحوثيون بالدولة المدنية الاتحادية، وبالديمقراطية والمواطنة المتساوية ..هذا في تقديري التحدي الأكبر الذي يواجه العملية السياسية، ومسارات الحل القادمة، اذا ما نظرنا بصورة موضوعية لمشروع الحوثين، وتوجهاتهم السياسية.

يبدو التوصل الي حل سياسي يمني لمستقبل البلد معقد نوعا ما، ولكنه ليس مستحيلا، فليس هناك امام التحالف والمجتمع الدولي من خيارات في المسألة اليمنية الا دعم انهاء الحرب العبثية، وتحقيق المصالحة الوطنية بين اطراف الصراع، ثم اعادة رسم شكل اليمن القادم وفقا لتطلعات اليمنيين، والقوى السياسية الداخلية، ونتوقع انه لن تغيب التوازنات والحسابات الخارجية عن شكل ومضمون الحل النهائي اليمني المنتظر.