آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 01:02 ص

كتابات واقلام


المواقف تتجسد في الميادين.. وفي غيرها لا قيمة للبيانات

الإثنين - 24 أكتوبر 2022 - الساعة 02:18 م

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


أستبشر الناس خيراً بعد عملية نقل السلطة إلى مجلس للقيادة الجماعية للشرعية المعترف بها دولياً؛ رغم الكثير من التحفظات والملاحظات التي طرحت وبرزت في حينه؛ أكان على سرعة وطريقة تكوينه أو على تركيبته المثيرة للقلق والإستغراب معاً .

وها نحن نقترب من إستكمال ثمانية أشهر على إعلان مجلس القيادة الرئاسي ولم يتحقق شيئاً ملموساً يمكن إعتباره منجزاً كبيراً أو خطوة هامة على طريق تنفيذ ما كان قد تضمنه بيان نقل السلطة من مهام محددة يعرفها المجلس قبل غيره وما يتطلب منه من عمل لتحقيقها؛ بل أن أغلب الوقت مع الأسف ورغم الظروف الإستثنائية التي نشهدها ويعيشها الناس قد أستهلك في الزيارات الخارجية التي حرص المجلس على القيام بها ورغم أهمية ذلك في بعضها؛ إلا أنها لم تكن جميعها مهمة وليست لضرورات ملحة فرضتها الظروف أو أنها عادت بفوائد ملموسة لصالح الناس في محافظات الجنوب المحررة ولا في عاصمته الحبيبة عدن؛ ولا في غيرها من مناطق الشمال .

الوقت يمر والأوضاع ليست على ما يرام؛ ولم يعد هناك من مساحة رمادية يمكن لقيادة الشرعية البقاء فيها؛ ولم يعد للبيانات والتصريحات ولغة التلويح بالرد على عربدة الإرهاب الحوثي ومؤيديه من تنظيم الإخوان الإرهابي وجماعات داعش والقاعدة من معنى بعد أن تعاظمت جرائمهم في الجنوب؛ وبات خطرهم وإرهابهم يهدد ما تبقى من مقومات ( الدولة ) التي يراد من المجلس أن يقوم بمهمة العمل من أجل إستعادتها .

فاللحظة حاسمه والفعل الميداني العسكري بات ضرورة ملحة وعاجلة؛ وهو ما يتطلب من مجلس القيادة الرئاسي إتخاذ القرار الذي طال إنتظاره بنقل قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت ومن المهرة ووفقاً لإتفاق ومشاورات الرياض وتحريكها إلى جبهات القتال؛ وما يستدعيه ذلك أيضاً من دعم للجهد والمقاومة الشعبية الجادة في الشمال وبكل الأشكال الممكنة والمتاحة؛ وبغير ذلك سيصبح دور الشرعية مشبوها في نظر الناس وموقفها في دائرة الإتهام؛ لذلك فإن الأمور تتطلب ما هو أهم من البيانات والشجب والإدانة التي تتماهى مع ما يصدر من التحالف والمجتمع الدولي؛ فالشرعية معنية بالفعل على الأرض وليس بالضجيج من على منصات الإعلام التي يشبه فعلها عمل من يقوم بنفخ الهواء ليقول لغيره أنا هنا !!.