آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 02:51 م

كتابات واقلام


مذياع الضياع.. بوطن "ملتاع"

السبت - 31 ديسمبر 2022 - الساعة 11:14 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


وطن لا يحتاج لمجلة تقرأ ولا لصحف تتصفح مع مطلع كل صباح، فيكفيه مع الفنجان والباخمري تتقاذف إليه الأخبار تتبعها التحاليل من جميع الرؤى كل بأطيافه ومنظوره الى حين الصبوح تنهي الجدال وكل الى داره يروح.
ويحلى المقام بعد المغرب بنفس الوتيرة للاخبار تدار أو لأحاديث تحكي عن حياة مضت، ممزوجة بلوعة لا تفارق شفتيه ولا لحسرة تحرق كبده وحرقة بقلبه يتألم بذكراها، فالماضي أهون بكثير من حاضره حين يرى أن المستقبل أصعب؛ متى مابقي الوضع على ماهو عليه بدون معالجات ولا حلول.

إن الحاضر مؤلم وقاسي جدا، ينذر بالخطر المحدق لتسارع المتغيرات السلوكية بين الشباب نتيجة للفراغ المظلم في تدني التعليم والتعطيل والبحث عن عمل وعدم القدرة على الشراء مما أدى الى ظاهرة التسول كمهنة واللجوء للحصول على المساعدات الخيرية
وما تقدمه المنظمات الدولية والاضطرار للانضمام للمعسكرات التدريبية للانخراط بالجبهات القتالية.
لاشك ان تلك المتغيرات بالحياة العامه لها تأثيراتها على نفسية الجيل القادم وماقد تحدثه من سلبيات، ناهيك الى تفشي الأخبار المتضاربة والمتناقضة في طرحها والغرض من نشرها لدغدغة العواطف ولخلق التوجه الفكري المتضارب، لمزيد من التمزق والتناحر في لا شئ، لأجل غايات خارجة عن حسابات المضطر .

إن الوضع السياسي والاقتصادي الذي استمر لاكثر من ثمان سنوات في حروب وانهيار اقتصادي فظيع وعدم استقرار للعملة المحلية التى اخذت منحى التلاعب والفساد قد أنهك المواطن بدون رحمة وشفقة جعلته بالمرتبة الثانية بين الدول الاكثر فقرا.. هذا الوضع المؤلم ولد عدم الثقة مابين المواطن والمسئول خاصة عند رؤية النعمة في وجه المسئول ظاهرة في مدة وجيزة، ومع كثرة الوعود والاكاذيب تتسع الفجوة بين الطرفين والنفور، مما له أثره الغير معهود للمستقبل القريب لامفر منه ان لم يتم تداركها قبل فوات الأوان.