آخر تحديث :الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - 07:26 م

كتابات واقلام


سينجز الداعري ماعجز عنه سابقيه

الأربعاء - 11 يناير 2023 - الساعة 02:09 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


كلنا على يقين بأن التاريخ يكن في صدفته جميع أنواع اللآلئ، سوى كانت لآلئ زائفة ذات البريق الخافت المخزي او لآلئ أصيلة ذات البريق الساطع المشرف، حيث أن سطوع _ توهجه او إنطفائه _ بريق اللآلئ يعتمد على الإنجازات التي صاحبها خدم بها وطنه وشعبه . ومن هنا نجد أن المسؤول يستطيع أن يجعل بريقه إما ساطع او زائف حسب ماقدمه وأنجزه وضحى وناضل به لأجل شعبه ووطنه .
وأول لؤلؤة سطع بريقها في تاريخ وزيرنا الجنوبي الفريق الركن/ محسن الداعري، كانت في سماء اللقاءات التي رُصعت على وجنات المبنى الجديد لمقر وزارة الدفاع القابع بين أحضان جبال المعاشيق، حيث مد فيها وزيرنا ذراعيه ليلم شمل جميع الأطراف من مدراء المؤسسة الدفاعية بمختلف إنتمائتهم ( إنتقالي وشرعي ) في إجتماعات، ترأسها الوزير الذي أعاد اللحمة التي غادرت كيان المؤسسة الدفاعية، منذ رحيل الشهيد اللواء الركن/ صالح الزنداني، نائب رئيس هيئة الأركان السابق, الذي صدفته التاريخية سطعت بلآلئ كثيرة لكثرة إنجازاته التي صانت روح القوات المسلحة .
ومثل ما أستطاع وزيرنا أن يخطو أصعب خطوة ( اللحمة )، فإن بقية الخطوات ستتهافت كما تتهافت حبات المسبحة حين يُقطع خيط قيدها . حيث دائماً يبدأ الوزير حديثه في الإجتماعات عن اللحمة وجاهزيتنا القتالية وأنعدام فرقتنا وشتاتنا التي ستعمي تربص الضبع الحوثي، من تنفيذ هجماته براً وجواً على جبين أراضينا ومنشآتنا .
ولأن الشيم والأخلاق والوطنية لا تنسى ( مهما طال الزمن ) الرجال الذين نزفت دمائهم وزهقت أرواحهم فدائاً للوطن وأهله، فإن شيم ووطنية وأخلاق وزيرنا دائماً تنطق بالجمل والفضل لهؤلاء الشهداء والجرحى الذين يجب أن نجازيهم بإهدائهم جميع حقوقهم، حيث قال الوزير : - لولا الشهداء والجرحى لكُنا تحت رحمة الحوثي الإيراني في الوقت الحالي، لذلك أُريد أن أوصل رواتبهم إلى بيوتهم بدلاً من الصرافين، كرد لجزء بسيط جداً من تضحياتهم الجسورة التي صانتنا وصانت ديننا ووطننا الغالي من دنس الضبع الأيراني .
ولأن بعد رحيل الشهيد/ صالح الزنداني سرطن الشلل التدريجي على جميع المؤسسات العسكرية، ولكن ثقتنا ( كبيرة جداً ) بأن قلبها سيُنعش بوطنية وزير الدفاع الفريق الركن/ محسن الداعري الذي سيدب الحياة في عروقها الذابلة، والدليل على ذلك هو العمل الجبار الذي يقوم به الوزير من لقاءات مع جميع القادة بكافة إنتمائتهم السياسية، لبحث ومناقشة إحتياجات كل مؤسسة من مؤسسات وزارة الدفاع، وبذلك سينجز الداعري ماعجز عنه سابقيه .
فمن أستطاع أن يخطو خطوة اللحمة فلن تعجزه بقية الخطوات مهما كانت سرعة وقوة دفع رياح الهادمين، وهذا ما أقنعنا به وزيرنا الذي يسعى بكل طاقاته لإنعاش القلوب الثلاثة للخدمات الطبية العسكرية الممثلة بمشفى عبود وصلاح الدين وبالذات مستشفى باصهيب، الذي طالب الوزير بعودة ميزته ( الكادر الأجنبي ) التي يتفاخر بها مشفى باصهيب أمام بقية المستشفيات الحكومية والخاصة . فمشفى باصهيب يتوق وبلهفة إلى عودة شروق روح شمسه في كبد سماء عدن بأذرع الفريق الركن/ محسن الداعري الذي بذلك سينجز ماعجز عنه سابقيه .
فوزيرنا يعلم أن بعد خلق اللحمة وإنعاش الخدمات الطبية وقلوبها الثلاثة تأتيك الخطوة التي تمثل النخاع الشوكي للمؤسسة العسكرية، هذه الخطوة المتمثلة في القاعدة الإدارية التي رغم سعي حاقديها لشل حركتها ولكن ظل المناضل/ علي الكود - بعلاقاته مع التجار - الذرع الحصين لكل الطلقات الهدامة .
فنحن ووزيرنا نعلم أن رأس الدولة لن يتحرك إلا بعنق لحمة المؤسسات العسكرية التي لن تستيقظ إلا بإنعاش القلوب الثلاثة للخدمات الطبية، وأحياء النخاع الشوكي ( القاعدة الإدارية )، وبذلك ستدب الروح في كيان المؤسسات العسكرية ويبدأ ظهور ملامح جنين الدولة، هذه الروح ( الميزانية التشغيلية ) التي بثها الوزير على مسامع كيان المؤسسات الدفاعية عبر لقائه بالمعنيين .
فمن أستطاع أن يخلق جسور العلاقات البنائة الاقليمية والدولية، كما هو حاصل في زيارة الوزير لدولة السودان والتي تعتبر زيارته هي الأولى والنادرة التي عجز عنها من سبقه من القادة، فلن تعجزه بناء جسور الأخاء والتعاون وتقارب الافكار والرؤى على المستوى المحلي ...
أي نعم أن الداعري أصبح وزير الدفاع ولكنه رغم ذلك المنصب مازال الرجل الذي يعشق حضور اللقاءات والمناسبات الإجتماعية، الذي كينونته لا تفقه المناطقية، الذي ينجز وعوده، الذي بمرونته وسعة صدره وخبرته المهنية المتدرجة سينجز ما عجز عنه سابقيه وما نراه صعب الإنجاز .....