آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 05:48 م

كتابات واقلام


تصادم الأوراق.. فمن يفك الاشتباك

الأربعاء - 25 يناير 2023 - الساعة 08:27 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


تضاربت الأخبار في نزوله، وتصادمت أوراقه بطرحه، وتضايق العقل بالاستيعاب، في أيهما الأصدق فيما يدور خلف الكواليس، فهل من حقيقة؟! أم أن المسألة لاطفاء لهب غضب الشارع، وغسل دماء الشهداء لفصلها عن تراب الارض، لفسح المجال للافواه المفتوحة؟ وماأكثر الآكلة التي فاقت الأرضة، وتلونت ألوان الحرباء بموجب المواقع والاطياف الفصلية.

زادت الاجتماعات، وتعددت الورش، ودعوات الجلسات، وتقاربت التوصيات، ولم تولد الحامل بالقرارات، برغم الأهازيج والأناشيد والطبول المرافقة لها، والشعب شاخصة أعينه نحو السماء لعل الهلال يبزغ ليعلن عيده الذي ظل لسنوات بانتظاره، لعل لجنة الرؤية تجتمع لتؤكد هلاله،
فإلى متى يزول التيهان؟ وإلى متى نكسو الانفاس بالأمل والأرواح بالثقة ونوزع الوفاء للارض للفرحة الكبرى؟وللكرامة عبقا للضياء ينفح؟

أمل.. له ننتظر.. بين الاوراق نبحثه.. ولكننا في كل مرة نراها تتصادم، فأي رياح تلك التي تبعث بالاوراق للخلاف وتجعلني في حيرتي؟ فما لها لا تريد أن تفتح الأبواب؟ ومالها لا تريد لسيادتي ان تعود لأنعم؟ أرضي.. وطني.. حق.. لابد ان يعود.. ولابد لاحترام الشعب، ولمطالبه خط احمر يصان، فلتكسر القيود، وتقلع اسوار القلاع، وتخلع السبعة ابواب السجون، وتصدر الاحكام من محاكم الوجدان التي بالصدور لاستعادة الدولة وطرد قطاع الطرق والفجور.

إن الشباب فارغ الأكواب، ظمآن الشفتين، يتراءى أنه حي يرزق ولكنه في الحقيقة ميت، فأسفا على ما يدور، وأسفا على ما يخفي، واسفا على ما لا يعير للاصوات مسمع.. لماذا لا نمتلك ناصية الايام؟ ونأخذ بعنان التاريخ؟ ولماذا لا نقود البشر من المهرة الى باب المندب نحو الغاية المثلى لاستعادة الدولة؟ ألم تكن لنا دولة وسيادة معترف بها من كافة الدول؟ ألم يكن لنا علم عاليا تشهد عليها شوامخ جامعة الدول العربية ومؤتمر الدول الاسلامية ودول عدم الانحياز والامم المتحدة؟ فعلام الغضب حين يرفع؟
ولماذا إذن لا تمتلكون القرار ياشعب؟ واعلموا ان لا احد يتجرأ بقتل شعب كامل بأسره.. لانه له حق زمام الحكم بالاصدار والاقرار ، وأعلموا بأنه لا يتم الإتصال بمحمد عليه السلام إلا بإنقطاعكم عن أبي لهب.

لقد سالت في حروفي أدمعي ودمائي، وفاضت فيه مهجتي، بالوطن مقهور، ودعائي لا تخففه التصاريح ولا المنشور المنقول، ولا للهدنة لفك الاشتباك، فكل ذلك مقياس الى مدى معرفة الوهن والضعف.

هكذا علمتني الاحداث والميادين، صورة لزبدة ما يثور من أجله، وما تعكف عليه العقول إبتغاء نيله. لا والله مانفعت الثورة ما لم تتوج بالاشراق، وحكمة تمخر ظواهر الأشياء الى حقائقها، فرحم الله شهداؤنا ولابد للسواعد أن تتذكر النعوش حين حملت ومازالت. إنه وطن، واجب الوفاء له حين تشتد عليه الخطب والشدائد.

إن السجن الخارجي أسوأ مائة مرة من السجن الداخلي ياوطني.
أبكيك ياوطني
أبكيك ياوطني