آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 08:40 م

كتابات واقلام


قف.. نقطة تفتيش

السبت - 11 فبراير 2023 - الساعة 11:08 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


قف.. نقطة تفتيش

أمر.. وحزم.. لأجل استتباب الأمن ودرء المخاطر وكشف الجناه. فما بالك حين الحروب؟
ليست النقاط.. أن تقتصر على الطرقات فقط ، بل على الضمائر إن كنت للأمن حافظا، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إن كنت للمخاطر رادعا؛ وللأجيال وصيا؛ وللقلم أمينا.
وإن للكلمات رموزا ؛ لها من ينقلها ومن يلتقطها؛ وصورا تحكي لمن يفهم مغزاها.
قف.. ماالذي يحمله الجدار من احرف وعبارات وأرقام وأسهما؟ فمن لتلك اليد؟ هنا علينا أن نتمعن ولا نمر مرور الكرام ونغفل ما بالفتبات؛ وماتحمل اللوائح من ملصقات تلصق.

قف.. ولو كنت ضاحكا لنكتة مكتوبة مررت عليها وماأكثرها بصفحات التواصل، ناهيك عن الاشاعات والصور المفبركة والفيديوهات المركبة؛ والاخبار المحبوكة.. كل تلك، لها طرقا تمر فيها ولا تتوقف، وتدخل للنفوس بلا إستئذان، برغم تأثيراتها وتغلغلها، وتخديراتها للعقول وخاصة الشبابية منها.
تظل كل تلك الاطلاقات ألغاما تستدرجنا بذكاء نحو التيهان والتخبط، وهذا بحد ذاته زعزعة للجبهة الداخلية.
وهكذا هي الحرب، ونحن بالجنوب نواجهها وتخترق بيوتنا وأنفسنا لتخضعنا لوسائل التبعية والاستلاب.
إننا نعيش زمنا ليس لنا ونعيش عالما أثقلته الأوهام والشعارات والكذب.. فلابد من نقاط نقف عندها للوعي لنستدرك: لدرء المخاطر ،و لأجل أمن نستظل به.
قف.. لست وحدك اليوم، ألست تقول: أننا مع العالم في قرية واحدة؟ كيف وأنت في عراء تام؟ قف.. وفتش ماحولك، ستجد نفسك مع واقع مر، لا تساير عالم يتغير، ومع أزمة أعلام الذي أصبح ملكا وحكرا لرجال الأعمال حتى أصبحنا تحت رحمة الأسواق وليس العكس. وانظر الى طفلك الذي تملكته قنوات التواصل، التي لها القدرة على تشكيله كما تشاء ولست أنت.. ففتش عن ذاتك؛ ستجده حتما مغشوشا وبصمات الكنترول فيه واضحة، ومن خلال التوترات أنظر الى مرآتك وفتش عن سبب التصدعات التي أنتابتها، لعلك تكشف عن سر تصاعد الأحداث في جنوبنا الحبيب وبهذا الشكل كل يوم في موقع، ليس صدفة وإن أختلفت أسباب التصعيد.. لكنه لن تجده إلا عن صراعات أقليمية ودولية أختارت الجنوب كساحة لتصفية الحسابات لتحقيق أهدافا لها كما تريد.

لكن هناك للأسف الشديد من وضع مصلحته الشخصية في خدمة القوى الغازية فتحولوا الى أمراء حرب لغاية منصب على حساب الجنوب العربي الذي ينشده الجميع لاستعادته.
لابد من المقاومة لاستعادة الدولة والهوية الخاصة بنا، و بالجرأة والمصارحة للمواجهة الذاتية للتعرف لواقعنا الذي نعيشه ونتعايشه و الذي صنعه الطامعون وتم استدراجنا إليه بدهاء ومكر لاستلاب ثرواتنا واستنزافها لتجفيف منابعها، لقهر واذلال كرامة الإنسان الجنوبي ونزع ثقته بقاداته.
إن التقلبات تلزمنا لكي نعيش الحداثة وليس التشدق بالندوات والمفاوضات لاجتماعات لوقت ضائع في توصيات تعلن بالتلفاز وبالادراج تغلق، ولتجويع العفيف، ولقضية شعب تعلق على أعمدة متآكلة.

قف.. وفتش ولا تيأس لأجل وطن نحميه لنستحقه ونعيده.