آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 08:32 م

كتابات واقلام


المراهنات الفاشلة

الثلاثاء - 24 أكتوبر 2023 - الساعة 09:59 م

د. حسين العاقل
بقلم: د. حسين العاقل - ارشيف الكاتب


من المعلوم أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تواجه تحديات هائلة ومؤامرات متعددة من قبل مراكز قوى محلية وإقليمية ودولية، ضالعة في دعمها اللوجستي لخلايا وعصابات الإرهاب التي كانت وما زالت تراهن على إمكانية سيطرتها على أراضي محافظات الجنوب العربي ونهب خيراتها وثرواتها، ولا تضع في حساباتها تضحيات شعب الجنوب وتصميمه الراسخ على حتمية استعادة حقوقه السياسية العادلة، المتمثلة باستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة.

هذه التحديات التي تحاول بكل ما لديها من إمكانات مادية وما تمتلكه من وسائل ضغط استفزازية ومن تدخلات سافرة في الشؤون الداخلية لعدالة القضية الجنوبية، التي يناضل في سبيلها شعب الجنوب العربي بقيادة المجلس الانتقالي، سوف تنتهي لا محالة بالفشل الذريع، وتسقط في مزبلة التاريخ، حيث تعتقد تلك المراكز المتعددة على انها قادرة على حرف مسار التوجه السياسية لأهداف قضية شعب الجنوب ولي رقبة مجلسها الانتقالي، بما يتماشى مع تطلعاتها الاستعمارية والاستبدادية، وتراهن كذلك على ان أساليب التسويف والمماطلة في جرجرة قيادة الانتقالي إلى متاهة ترحيل موعد المواجهة، وبعثرة جهوده في فرض مشروعه التحرري من خلال امساكها بقبضة التأجيل لتوقيت المفاوضات الشاملة، وبحثها عن طرق ملتوية وخيارات فاشلة، تحاول الهروب بها بعيدا من وضع الانتقالي النقاط على حروف انتزاع قضيته من بين يديها وسحب البساط عنها، وحرمانها من تحقيق نواياها الاستعمارية.

لقد تجاوزت مراكز القوى الإرهابية من مراهناتها الفاشلة، ومن تكرار إنتاجيتها للطبخات السياسية السمجة، فهي تارة تفرض التفاوض مع مليشيات الحوثي الرافض لشروطها ومقترحاتها، وتارة اخرى في محاولة تسويقها لحكومة الشرعية المتهالكة للتفاوض مع الحوثي من جهة ومع الانتقالي من جهة أخرى، بينما هي تعلم وترك بأن الوضع والواقع السياسي سوى كان في الجنوب العربي أو في الشمال اليمني، لم يعد مجدي لها ان تستخدم اللعب بتلك الأوراق غير الصالحة للأستخدام، خصوصا بعد أن تغيرت الحوال وجرت أنهار كثيرة وغزيرة من الدماء الزكية، بهدف الخلاص من بقاء التحالفات أو التوافق على استمرار الشراكة تحت اطار وهمي يسمى بالدولة الاتحادية.

إن النهج السياسي لدولة مليشيات الحوثي في صنعاء هو النهج الشيعي السلالي المتطرف بعقيدته الدينية، في حين يكون النهج السياسي للمجلس الانتقالي في عدن، هو إقامة دولة مدنية حضارية نهجها الاعتدال الديني والعدل والمساواة الاجتماعية، والانفتاح الاقتصادي والتعددية السياسية والديمقراطية بين محافظات الجنوب، وشتان بين صنعاء وعدن يا من تراهنون في خياراتكم الفاشلة، على إمكانية تطويع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للشراكة مع قوى نهجها الإرهاب والتطرف والهيمنة والظلم والاستغلال.

لذلك: فمهما بذلت مراكز القوى الاستعمارية الاحتلالية، من محاولات وسعت إلى أغلاق الأبواب أمام تطلعات المجلس الانتقالي، فأنها بكل تأكيد لا ولن يحالفها حظها التعيس بالنجاح ولو طال بها زمن المراهنات إلى أبد الدهر.