آخر تحديث :الخميس - 03 أكتوبر 2024 - 08:20 م

كتابات واقلام


إسرائيل والحوثي وجهان لمصالح غربية وأحدة

الخميس - 02 مايو 2024 - الساعة 02:46 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


سيناريو تاريخي يُعيد نفسه في حقبتين مختلفتين من الزمن الذي جمعهما واقعنا في الوقت الحالي، فرغم حدوث هذا السيناريو في بقعتين ( صنعاء وتل أبيب ) شبه متباعدة في قلب الشرق الأوسط، ولكنهما توأمان يتغذيان من حبل سري وأحد . فإسرائيل والحوثي وجهان لمصالح بريطانية وأمريكية وأحدة، حيث أن وجه الأختلاف في هذا السيناريو هو الفترة الزمنية وموقع المسرحين وممثلين هذا السيناريو، الذي أُخرج بأنامل ساسة بريطانيا وأمريكا . أما أوجه الشبه _ إلى جانب أن المخرج لهذا السيناريو المتكرر هو وأحد _ هي كالتالي : -
_ غرست أمريكا وبريطانيا الأجندات الإسرائيلية في خاصرة الشرق الأوسط، حتى أصبحت دولة من ضمن الدول الأقوى في الشرق الأوسط، إن لم تكون الأقوى . وكذلك الحوثي الذي غُرس ليس فقط في خاصرة اليمن وأصبح الفصيل الأقوى بين الفصائل الشمالية، بل أنه الجرعة المسموة التي تهدد خلايا الجزيرة العربية حاضراً ومستقبلاً .
_ يستخدم الغرب وأمريكا الكيان الإسرائيلي لزعزة أمن وإستقرار منطقة الشرق الاوسط الذي إسرائيل تخلق الذرائع التي تبرر الوجود الأمريكي البريطاني فيه . حالة كحال المليشيات الحوثية التي تخلق الذرائع لأمريكا والغرب، لنشر أساطيلها في البحر الأحمر والبحر العربي حين تستشعران بالتمدد الصيني والروسي .
_ أستخدام أمريكا والغرب لإسرائيل وللحوثي كفزاعة ليس فقط لإبتزاز جيرانهما، بل أيضاً لإجهاض كل النوايا للدول العربية في فتح قنوات لتواجد قوى دولية عظمى أخرى مثل الصين وروسيا .
_ أفشلت أمريكا وبريطانيا كل المحاولات العربية والقومية والإسلامية، لإنهاء الوجود الصهيوني في القدس . وكذلك الحوثي الذي بريطانيا وأمريكا منعت سيف التحالف العربي ( المقاومة الجنوبية )، من إستئصاله من كل جسد اليمن بعد ما تم أستئصاله من أرض الجنوب وجزء من أرض الشمال .
_ الدعم الأمريكي الغربي اللأمتناهي بالمال والسلاح ذو التكنولوجيا الحديثة للصهاينة لتكون الأقوى في الشرق الأوسط، حاله كحال غض البصر عن الممرات البحرية والبرية التي عبرها يصل السلاح الحديث، من طائرات وزوارق مسيرة وصواريخ طويلة المدى للحوثي، الذي بها تفوق بالعتاد العسكري عن الأطراف اليمنية الاخرى، والذي بها يهدد دول الخليج التي رضخت وخضعت للوجود الحوثي وتحقيق إملائته وشروطه المحلية والإقليمية .
. ابتكرت أمريكا والغرب الذرائع والحروب وخلق الدسائس لتفرقة دول الشرق الأوسط، لجعلها متلهفة ليس فقط لتطبيع بل لدمج الكامل مع إسرائيل والتعامل معها كما تتعامل الدول العربية فيما بينها . وهذه الإمتيازات قد نالها أيضاً الحوثي الذي خُلقت له ذريعة الربيع العربي في اليمن وضرب السفن في البحر الأحمر، حتى يفرض على التحالف العربي إهدأ الحوثي ليس فقط الإمتيازات والمكافأت في محادثات السلام اليمنية، بل جعله اللأعب الأساسي الذي يفرض شروطه على ما تشتهي مصالحه .
. ولأجل إستمرار بقاء الوجود الأمريكي الغربي والإبتزاز والحفاظ على مصالحهم، عبر الوكالة في الشرق الأوسط على المدى الطويل، خلق الغرب بالأمس اليهودية في قلب الإسلام . واليوم الغرب وأمريكا خلقوا الشيعة في كبد الجزيرة العربية لإزاحة الوجود السني الذي يمثل البعبع للغرب ولأمريكا، اللذان يدركان أن الطائفة السنية هي الطائفة الوحيدة في الإسلام، التي تدعي إلى الجهاد وعودة الفتوحات الإسلامية التي في الوقت الحالي تُأرق المضاجع اليهودية والمسيحية كما أرقت أجيالهم السابقة .
. ومن أوجه الشبه الإسرائيلية الحوثية هي أن إسرائيل تقاتل حماس بسلاح أمريكي غربي، والحوثي يقاتل المقاومة الجنوبية بسلاح إيراني وتحت أنظار وموافقة غربية أمريكية . ومثل ما القوى العربية تناظر لمعركة حماس دون حراك عسكري، كذلك القوى الشمالية الأخرى تناظر للمقاومة الجنوبية في معركته مع الحوثي دون حراك حتى لو المعركة في أرض الشمال . ومثل ما إيران تدعي بالقتال ( إعلامي أكثر من كونه وأقعي ) مع حماس ضد إسرائيل عبر وكلائها ( حزب الله وانصار الله )، فإن القوى الشمالية تدعي بقتال المليشيات الحوثية وتخلق معارك ليس لها وجود على أرض الواقع، بل وجودها فقط في إعلامهم المتميز بالفبركة دون سواه .
. وأهم أوجه الشبه المتجذرة في معتقدات إسرائيل والحوثي على حد السواء، هي أنهما رافضان لسلام وخائنان للمواثيق والعهود . وهذا ما أثبتته إسرائيل منذ أربعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا، عبر رفضها الدائم لمحادثات السلام مع الشعب الفلسطيني، لأن طموحاتها هي إحتلال فلسطين بالكامل . كذلك الحوثي الذي دائماً يُفشل محادثات السلام مع الأطراف الأخرى لأن طموحاته السيطرة على الجنوب والشمال بالكامل .