آخر تحديث :الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - 03:01 م

كتابات واقلام


تداركوا المدرسة الأهلية بالتواهي من الضياع!!

الأحد - 13 أغسطس 2017 - الساعة 07:18 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي - ارشيف الكاتب


يبدو أن غياب سياط المحاسبة، وكرباج العقوبة؛ قد شجع كثيرين من ضعاف النفوس في هذ الزمان على التفتيش المكثف، وبالبحث بالمجهر؛ عن أي مسوغات ممكنة، ولو تافهة لإضاعة حق الشعب، وحق الدولة، والاحتيال عليه، بطريقة يمكن من خلالها ذر الرماد في عيون النصوص، ومن لا يزال يفكر في المحاسبة، ويعيش بهاجس الضمير، ومخافة الله، في زمن صار فيه الكثير من البشر كالدود، لا يفكرون سوى كيف سيأكلون المال، وسيان بعد ذلك إن جاء هذا المال: من حلال، أم من حرام. ليس ذلك فحسب، بل صار هذا البعض لا يميز بين ماهو منسي، او قابل للنسيان بالضرورة بحكم تزاحم الأحداث في هذا الزمان الغوغائي، وبين ماهو محفوظ في أعماق الضمير والوجدان الاجتماعي، فكله لا يعني بالنسبة إليهم سوى عرض زاد، يؤكل ثم يذهب كما تفعل الدود. وفي هذا السياق؛ لن يعدم الإنسان الأمثلة، لكنها هنا نماذج محرقة.. محرقة للضمير الحي، ومحرقة للقلوب المحبة للخير، المسكونة بحب ناسها ووطنها، الحريصة على تواصل الروابط، والأواصر، بين ذلك الماضي المشرق، الجميل، وحاضر الآمال العنيدة لصنع اليمن الاتحادي، المتألق، على قاعدة منظومة التوافق، المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني الشامل التي مثلت منجزا عظيما لولا عدوان قوى الظلام والرجعية. ومن أجل أن أكون واضحا؛ من منا في عدن - على الأقل- لم يسمع بالمدرسة الأهلية، نعم المدرسة الأهلية التي ينبغي أن نتداركها، وننقذها من الوضع المزري الذي وصلت إليه.. هذه المدرسة القديمة نسبيا، الواقعة في مدينة الضواحي (التواهي باللكنة الاروبية) ، او استيمربوينت كما كان يسميها الانكليز، هذه المدرسة التي تخرج منها قادة، وأدباء، ومثقفون كبار، وكفاءات علمية معتبرة على مستوى البلد، وصارت اليوم تسمى مدرسة ابن سينا للتعليم الأساسي؛ هذه المدرسة الجليلة؛ صارت اليوم بسبب هذه الفوضى العارمة، والتلاعب بالمال العام؛ وكرا لأعظم خطر داهم يهدد الجيل.. صارت وكرا لبيع المخدرات، وملتقى خبيث، نتن لمطارحات العشق والغرام ؛ لخلف آل لوط من المنحطين، الشواذ!! وصدقوا بعد ذلك، او لا تصدقوا.. فهذا هو الواقع الذي يشكو منه أهل الحي. وأصل الحكاية بدأ قبل ثماني سنوات تقريبا؛ بمقاولة عمل مشؤومة، خاصة بهذه المدرسة، بين التربية والتعليم، وأحد المقاولين، وبصرف النظر عن أي شيء، ومن هو المقاول؛ فما يهمنا في هذا الأمر أن هذه المدرسة العريقة، بكل تاريخها، ومكانتها، وجلالها كمعلم تأريخي، تعليمي وتربوي، والتي كانت ماتزال مؤهلة يومها إلى حد كبير لأداء رسالتها التربوية والتعليمية بقدر يسير من الترميم؛ قد توقفت عن أداء رسالتها؛ ريثما يتم الإنتهاء من الاعمال المتفق عليها بين الطرفين، وعلى أساس ان المدرسة ستعود لأداء رسالتها خلال فترة وجيزة، مثلها مثل بقية المدارس في المدينة، ومنها مدرسة الميناء التي انتقل إليها طلاب، وطالبات، وإدارة هذه المدرسة المنكوبة بهذه المقاولة السوداء، التي طالت واستطالت، وتاه في ظلماتها، وظلمها الطلاب وإدارتهم، التى مازالت كإدارة التربية غير قادرة على الوصول إلى حل مرض لكل الاعتبارات، بل إن المدرسة قد تعرضت حتى الآن كذلك لكثير من اعتداءات المواطنين على ساحتها، وحرمها. هذا فقط مثل من أمثلة لمآلات السوء، ولم تغب عن الجميع مثلا مآلات ما كان يتم من مشاريع الكهرباء، وكيف كانت تقدم للبلد كحلول عاجلة، ناجعة، وكيف كان يفعل حمران العيون، وعصابات الخراب لتحويلها إلى مجرد سراب بقيعة، او حلم لا نصحو معه إلا باحتراق أجسادنا من شدة الحر، في صيف لا يرحم عاجزا، ولا يستحيي من سقيم. وفي هذ المقام؛ فإننا ندعو جهات الاختصاص إلى سرعة العمل لتدارك الأوضاع المعوجة، ولاسيما في التربية والتعليم، والحؤول دون مزيد من تردي الأوضاع، وعدم تمكين العابثين، والمنحطين من النيل من قداسة هذه الصروح؛ التي ينبغي في الأصل أن تكون مصانع للأجيال، ومنابر للنور، وعدم السماح بقضم القليل المتوفر من الأرض في هذه المنشآت، التي غدت في الاصل ضيقة على من فيها، وأقل مما تقتضيه المواصفات، ولاسيما مع زحف المباني ، وقاعات الدرس على ملاعب، وأماكن النشاط البدني، واللاصفي.