آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

كتابات


داعية وشيخ الوسطية والاعتدال والتنوير والاخلاق في رحاب الخالدين

الخميس - 28 يوليه 2022 - 12:34 م بتوقيت عدن

داعية وشيخ الوسطية والاعتدال والتنوير والاخلاق في رحاب الخالدين

السفير د.محمد صالح الهلالي

في ذمة الله.

رحل عن دنيانا الفانيه الشيخ والعالم المجتهد ابوبكر العدني المشهور او الحبيب المشهور احد شيوخ التنوير في المنطقه واليمن والجزيره العربيه ،كان ميلاد ونشاءة الشيخ أبوبكر في أحور بمحافظة ابين التي درس فيها وتنقل بين المحفد وعدن حيث نال تعليمه الجامعي في كلية التربيه كما وتتلمذ على يد والده العلامه ايضا وعاش في اسرة متماسكه ومتمسكه بالاخلاق والقيم متوارثة الوسطيه وحب الصدق والعمل و الناس اكان في صباه او شبابه متنقلا بين أحور والمحفد وابين وحتى حضرموت تريم وسيوون /-سيوون التي سعى النظام البائد لشيطنتها واوجدوا فيها بوءر لدعاة العنف والاسلام السياسي والارهاب المتشددين للتمركز فيها ولاخراجها من سياقها التاريخي المسالم والمدني المعروف عبرتجميع جماعات الارهاب والتطرف في ربوعها ولم يفلحوا مثلما فشلوا في جعار وزنجبار وأحور والمحفد وابين والوهط ولحج برغم الاصرار والخسائر والخراب الذي الحقوه -/ وكان لمسجدي العيدروس عدن والهاشمي وكلها كانت منذ عقود اربطه للعلم وستظل مراكز اصيله للتنوير وللاعتدال ولشيوخ الاعتدال والوسطيه والاسلام النقي الاسلام المبني على قيم العلم والعمل والاجتهاد والتسامح والمحبه والرحمه وحسن المعاملة والصدق وليس العنف ولا الارهاب والكذب والزيف والنفاق الدخيله والشاذة والغريبه على الاسلام.

والفقيد الشيخ ابوبكر العدني ظل ملتزما بالسير على نهج الاسلام المعتدل الصحيح وهو نهج الوسطيه والمحبه والصدق والعمل والعلم والدعوة للسلام وعدم الغلو والتشدد كونه عاش ووجد في بيئة خصبة وثرية شجعته وكثير غيره من الدعاة الموهوبين من قبله وكانوا قدوه له - على البحث والانطلاق وقول الحق والوقوف مع العدل والحق والسلام ومواكبه التطور العلمي الايجابي والتحديث في الحياة بكل شجاعه امثال شيوخ سبقوه مثل الشيخ باحميش والشيخ عبدالله محمد حاتم والبيحاني والسقاف الذين تاثر بهم الشيخ ابوبكر العدني وكان لهم انعكاسات في نهجه وخطابه المعتدل والاصلاحي للمجتمع ومواجهة الافكار المتطرفه المختلقه والضاله والمحرفه لنهج الرسول الكريم رسول الرحمه محمد صلى الله عليه وسلم وجوهر العقيده الغراء المبنيه على الاقناع والرضى والقدوه وعمل الشيخ المشهور ابوبكر بكل اخلاص مواجها تحديات دعته للاغتراب في سبيل قناعاته والبعد عن قوى الشر والحقد والظلام والعنف والتعصب وكان سلاحه الحوار والكلمه الطيبه واجلاء الغشاوة عن عيون الضالين بالتي هي احسن دون اكراه او تشدد او احكام مسبقه ولم يكن للتكفير او الضغينه والغدر او الانتقام في حياته مكانا ولا سبيلا ولا لازاحة الاخر المخالف بالقوه كون تلك الممارسات ليست من ثوابت الدين الاسلامي السمح والحنيف. "(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر") واجتهد في الدعوة لمكارم الاخلاق وحب الاخرين والانسانيه وافشاء السلام والاحسان للجار ونبذ العنف ومواجهة الافكار المتطرفه والضارة والضاله في اوساط الناس اسوة بشيوخ الاعتدال الذين سبقوه وعاصر بعضا منهم كما اسلفنا اعلاه كون تلك الخلق الطيب من اخلاق الرسول وسيرته العطره الم يصفه جل جلاله الخالق الكريم انه لم يرسل "الا رحمة للعالمين "وانه على "خلق عظيم "وتاثرت بمواعظ وبدعوة الشيخ المشهور ابوبكر العدني الوسطيه الدول الشقيقه المجاوره ودول الخليج العربي والحجاز والجزيره العربيه ومسلمي اسيا الذين نشر الاسلام في اوساطهم عبر الموعظة الحسنه والقدوه والامانه وحسن الخلق والمعشر والمعامله من قبل اجداد الشيخ المشهور من الذين هاجروا من حضرموت وتريم الى بلاد الهند والسند واندونيسيا وسنغافورة وجاوه وماليزيا ل التجاره والعمل فكانوا خير امة ونشروا الاسلام بالسلام وبالقيم السمحه والصدق والامانه ففتحت لهم القلوب قبل المدن والبيوت وانتشر الدين قبل ان يلوثوه منافقي والمتاجرين به اليوم ذوي الاهواء والسماسرة ومن وراءهم والذين شوهوا وحرفوا الصورة الجميله لدين الحق والصدق وهدفهم الجاه والمال واستغلوا الدين والعنف والتخويف كوسيله لبلوغ الهدف ووجدت فيهم اجهزة وقوى اخرى معاديه ودوليه مبتغاة وحصان طرواده لتحقيق مخططاتها وبسط نفوذها وتمزيق العالم الاسلامي والعربي خصوصا وتشتيت افكار الناس والتشكيك بدينهم عبر كل الوسايل الحديثه من اجل السيطره ونهب الثروات واستغلال موقع وامكانيات الوطن العربي واراضية وبحاره وهذا الحاصل اليوم في كثير من بلدان الوطن العربي ونجح مخطط وخطط هذه الاجهزة والقوى الغربيه في تحقيق كثير مما وضعوا وأرادوا من برامج وخطط اعدوه منذ اكثر من خمسه عقود ضد بلداننا وشعوبنا لتمزيقها وانحلالها وتفسخ قيمها واخلاقها والتشكيك في عقيدتها والابتعاد عن تلك القيم والاخلاق وبالمقابل نشر الاباحيه والمخدرات والسلوكيات الشاذه والغريبه والحيوانية المدمرة

وكان للشيخ الجليل ابوبكر العدني المشهور والمغفور له بأذن الله تعالى دور وقسط في كشف هذه الممارسات والوقوف ضدها والدعوة للحذر والتنبه لها وحماية الشباب والاطفال من المخدرات والانحراف والانجراف وراء تيار تلك الافكار المغرق والمهلك والمدفوع عبر ادوات وعدة طرق واشخاص وجهات خبيثه وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثه او ما يسميه البعض مجازا "بوسائل الدمار والتباعد الاجتماعي " وهذه التسميه مقاربه


رحم الله الشيخ ابوبكر العدني واسكنه فسيح جناته وعوض الامه ومحبيه خير العوض انه سميع مجيب وعصم قلوب اسرته واهله بالصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون وامثاله يظل خالدا في اوساط الناس بعمله وما قدمه !
بقلم
السفير د.محمد صالح الهلالي