آخر تحديث :الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024 - 01:46 م

الصحافة اليوم


التنكيل بعشرات المعتقلات في السجن المركزي بصنعاء

السبت - 12 نوفمبر 2022 - 01:30 م بتوقيت عدن

التنكيل بعشرات المعتقلات في السجن المركزي بصنعاء

متابعات / صحف

أفادت مصادر يمنية حقوقية في صنعاء "الشرق الأوسط" بأن عناصر الحوثيين النساء (الزينبيات) أقدمن قبل يومين على التنكيل بعشرات النزيلات في السجن المركزي بصنعاء، بعد أن احتججن على تردي أوضاعهن الصحية والنفسية وتصاعد حدة الانتهاكات وأعمال القمع بحقهن، التي قادت إحداهن أخيراً إلى الانتحار بعد تعرضها للتعذيب.
جاء ذلك في وقت اتهمت فيه منظمة حقوقية يمنية ميليشيا الأمن النسائي الحوثي بارتكاب 1444 انتهاكاً ضد النساء اليمنيات في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية خلال 5 سنوات، وفق ما جاء في بيان وزعته المنظمة على وسائل الإعلام. وكشفت المصادر الحقوقية في صنعاء عن أن عشرات السجينات احتشدن داخل القسم النسائي في السجن المركزي الخاضع للجماعة في صنعاء، للمطالبة بوضع حد للقمع الممارس بحقهن من قبل القيادية في الميليشيات كريمة المروني التي تكنى «أم الكرار»، ومجندات حوثيات يعملن سجانات داخل المعتقل.
وأفادت المصادر بأن الميليشيات عززت فور اندلاع تلك المظاهرة بعناصر نسائية مسلحات؛ حيث باشرن اقتحام القسم النسائي داخل السجن والاعتداء على المتظاهرات بهدف تفريقهن ووأد تلك المظاهرة الغاضبة. في السياق ذاته، تحدث أقارب معتقلة في السجن لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضها وزميلاتها المعتقلات لهجوم مباغت من قبل «زينبيات» حوثيات تتصدرهن القيادية كريمة المروني رئيسة السجانات، حيث جرى الاعتداء عليهن وإهانتهن. ووفق ما قاله أقارب السجينة، جاء احتجاج السجينات على خلفية مطالبتهن بتوفير أبسط الحقوق والخدمات لهن؛ ومنها تحسين نوع الغذاء وتوفير التدفئة، والكف عن ممارسات الاعتداء والتعذيب والتضييق عليهن، وعدم الزج بأعداد منهن في زنازين انفرادية، وعدم منع زيارات الأقارب، وإدخال الأكل والشرب والدواء لهن.
وعلى وقع التنكيل بالسجينات، دعت مصادر حقوقية في صنعاء المنظمات الدولية والمحلية المهتمة بحقوق الإنسان وقضايا المرأة إلى العمل على وقف مثل تلك الاعتداءات السافرة بحق النساء، والنظر في مطالب معتقلات السجن المركزي في صنعاء وتقديم المساعدة لهن، في ظل مواصلة الميليشيات الحوثية رفضها الاستجابة للمطالب المشروعة.
وسبق القمع الحوثي للسجينات إقدام إحدى النزيلات في السجن ذاته، وتدعى عائشة المطري، على الانتحار بقطع شرايينها بعد تعرضها لموجة تعذيب من قبل إدارة السجن، الذي يكتظ بالمئات من النساء؛ بينهن صغيرات في السن جرى الزج بهن في المعتقلات بسبب تهم ملفقة. وأرجعت مصادر حقوقية في صنعاء إقدام الفتاة على الانتحار إلى أعمال العنف والتعذيب التي تعرضت لها من قبل إدارة السجن الموالية للجماعة.


مئات الانتهاكات
بالتزامن؛ كشف تقرير حقوقي لـ«الشبكة اليمنية للحقوق والحريات»، عن تسجيل 1444 واقعة انتهاك ارتكبتها عناصر «الجناح العسكري النسائي للحوثيين» (ميليشيا الزينبيات) خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2017 وحتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وأوردت «الشبكة الحقوقية»، في تقرير وزعته الخميس، أنها وثقت الانتهاكات التي ارتكبتها «الزينبيات» الحوثيات، مشمولة بالاعتقال والاحتجاز التعسفي للنساء، والنهب، والاعتداء الجنسي، والضرب، والتعذيب، وتسهيل عمليات الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية، وملاحقة عدد من الناشطات اليمنيات، والاعتداء على المعتصمات في بعض المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا الإرهابية، وتوزيعهن على نقاط التفتيش في مداخل ومخارج بعض المدن، إضافة إلى التجنيد الإجباري لبعض فتيات المدارس والجامعات.
وطبقاً للتقرير، تورطت ميليشيا الحوثي النسائية في قتل 9 نساء؛ منها 6 حالات قتل نتيجة الضرب المبرح بالهراوات والكابلات النحاسية، و3 حالات نتيجة الطلق الناري المباشر، كما تسببت ميليشيا «الزينبيات» في إصابة 42 امرأة بجروح متفرقة.
وحول ما يتعلق بالأعيان المدنية العامة؛ وثقت الشبكة اليمنية نحو 172 واقعة انتهاك قامت بها ميليشيا «الزينبيات»، توزعت بين مداهمة المرافق الخدمية والصحية، ومداهمة وتفتيش المرافق التعليمية (المدارس، والجامعات)، ومداهمة دور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن الكريم.
واتهمت «الشبكة»، في تقريرها، ميليشيا الحوثي النسائية باعتقال واختطاف نحو 571 امرأة، فيما لا تزال في سجون الجماعة 231 معتقلة ممن جرى التأكد من معلوماتهن وصحة بياناتهن. وذكر التقرير أن «زينبيات» الحوثي أخضعن نحو 62 معتقلة ومختطفة ومخفاة قسراً للتعذيب النفسي والجسدي داخل السجون، وجَنّدن نحو 4 آلاف امرأة تلقين تدريبات قتالية في صنعاء، وبعضهن تلقين تدريبات في لبنان وإيران على يد خبراء من «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني.
وأوكلت الميليشيات الحوثية - وفق التقرير - العديد من المهام إلى «الزينبيات»؛ أبرزها يتركز في التحريض والتلقين والشحن الطائفي عبر إلقاء محاضرات ودروس ودورات لجموع النساء والفتيات في كل مديرية وحي وحارة في المحافظات التي تسيطر عليها؛ سواءً في المساجد، ومنازل المواطنين، والقاعات العامة؛ كالمدارس وتجمعات الاحتفالات التي تقيمها الميليشيات الحوثية، والنشاط في وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفكر الجماعة.
وأوضح التقرير الحقوقي أن ميليشيا «الزينبيات» تشكيل من عناصر نسائية مدربات بدرجة عالية لتنفيذ الاقتحامات واعتقال الناشطات من النساء، وفض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، إضافة إلى مهام خاصة أخرى، كالتجسس، والإيقاع بالخصوم، ورصد الآراء، وملاحقة الناشطات في الجلسات الخاصة وأماكن العمل.