آخر تحديث :الخميس - 09 مايو 2024 - 11:17 ص

كتابات


يوم الشهيد الجنوبي .. تكريم التضحيات وتمهيد طريق الاستقلال

السبت - 10 فبراير 2024 - 10:37 م بتوقيت عدن

يوم الشهيد الجنوبي .. تكريم التضحيات وتمهيد طريق الاستقلال

كتب / حافظ الشجيفي

بينما يستعد الجنوب لإحياء الذكرى السابعة والخمسين ليوم الشهيد الجنوبي الذي يصادف 11 فبراير،من كل عام ،نستعرض التضحيات الكبيرة التي قدمها شعب الجنوب في سعيه الدؤوب للاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية منذ النضالات المبكرة ضد الاستعمار البريطاني وصولا إلى المعارك الحالية ضد العدوان الحوثي، حيث واجه الشعب الجنوبي تحديات هائلة، وسقط آلاف الشهداء في رحلته على درب الحرية والكرامة والاستقلال.

ولطالما شكل نضال الجنوب من أجل الاستقلال حجر الزاوية في تاريخه الوطني العظيم، حيث تعود بداياته إلى ما قبل حركة التحرير الأولى ضد الحكم الاستعماري البريطاني. فقد ناضل ابناء شعب الجنوب بلا كلل من أجل حقوقهم وتقرير مصيرهم، وواجهو القمع والظلم على طول الطريق. ومهدت روحهم الوثابة وتصميمهم الذي لا يتزعزع الطريق نحو الحرية.

كان صيف عام 1994 من أكثر اللحظات الحاسمة في النضال الجنوبي. ففي هذه الفترة شن نظام صنعاء حرباً وحشية ضد الجنوب، مما أدى إلى احتلاله بالقوة. وقدم الشعب الجنوبي أقصى التضحيات، ودافع عن أرضه ووطنه وابناءه بشجاعة لا مثيل لها. ولا تزال ملاحمه البطولية وأعماله الخالدة محفورة باحرف من نور في سجلات التاريخ.

وفي أعقاب الاحتلال اليمني للجنوب، برز الحراك الجنوبي السلمي كقوة فاعلة تطالب باستعادة الدولة الجنوبية. ووقف شهداء هذه الحركة، مدفوعين بالحب العميق لوطنهم، كمنارات أمل ومحفزات للتغيير. ومن خلال المقاومة السلمية والثبات الصلب والتصميم الشديد، أرسلوا رسالة مدوية للعالم مفادها أن شعب الجنوب لن يلين في سعيه لتحقيق العدالة والحرية.

وفي السنوات الأخيرة، واجه الشعب الجنوبي تهديداً جديداً تمثل في الغزو الحوثي. ورداً على ذلك، نهضت المقاومة الجنوبية المسلحة، ودافعت بشرف وشجاعة عن ارض الجنوب. لقد انضم شهداء المقاومة المسلحة إلى صفوف أسلافهم، وحفروا أسمائهم في كتب التاريخ وهم يواجهون الشدائد بشجاعة لا تقهر.

يحمل يوم 11 فبراير أهمية تاريخية كبيرة بالنسبة للشهداء والشعب الجنوبي ككل. وهو يوم تقدير واستذكار للتضحيات التي قدمها أولئك الشهداء الذين سقطوا في سبيل قضية الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. في هذا اليوم، يحيي الشعب الجنوبي ملاحم الشهداء البطولية ويشيد بأسرهم التي تحملت ثقل خسارتهم بكرامة وصمود لا يهتز.

ويظل الشعب الجنوبي ثابتاً على التزامه بالسير على خطى الشهداء ومواصلة النضال من أجل الاستقلال وتحقيق الحرية والسيادة للجنوب. إن التضحيات التي قدمها الشهداء هي بمثابة تذكير دائم بالثمن الذي دفعوه مقابل تطلعاتهم. إن الرحلة نحو الاستقلال مستمرة، وعزيمة شعب الجنوب لا تعرف اليأس.

مع حلول الذكرى السابعة والخمسين لعيد الشهيد الجنوبي، يقف الجنوب موحدا عرفاناً وإجلالاً واستذكاراً للشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل جنوب مستقل.. المجد والخلود للشهداء، وتحية قلبية لعوائلهم التي تحملت ألم فراقهم. وستظل تضحياتهم محفورة إلى الأبد في الذاكرة الجماعية لشعب الجنوب وهم يسعون جاهدين لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في جنوب مستقل وذو سيادة.