أعرب الكاتب والمحلل السياسي أحمد حرمل عن توجّسه البالغ من تداعيات الأحداث في محافظة حضرموت، ووصولها إلى منعطف خطير تمثّل بقصف الطيران السعودي لميناء المكلا.
وأوضح حرمل في تصريح خاص لوسائل اعلام محلية : أن هذا التطور كان يمكن تجنبه لو أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية اضطلعوا بدور الوسيط الحيادي، وابتعدوا عن الانحياز، مما كان سيمكّن من احتواء الموقف عبر حوار شامل يضم جميع الأطراف.
وأكد أن التحالف الذي تقوده المملكة لن يجد حليفاً أوفى من المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أثبت جدارته في تحرير محافظات الجنوب.
وتساءل: ما الذي غيّر موقف المملكة من دعمها لمجلس القيادة الرئاسي ككل، إلى اقتصار الدعم على رئيسه فحسب؟ في إشارة منه إلى ازدواجية المعايير التي وسمت التعامل مع المستجدات.
ولفت إلى تناقض واضح يتمثّل في رفض المملكة للتحركات الانتقالية في حضرموت والمهرة باعتبارها خطوات أحادية، بينما تقوم هي نفسها بعمل أحادي عبر قصف ميناء المكلا، إضافة إلى تعاملها الإيجابي مع القرارات الأحادية للرئيس العليمي.
كما أعرب عن استغرابه من الفتاوى الصادرة عن بعض علماء الدين في المملكة، والتي وصفت تحركات الانتقالي في المنطقتين بـ "الخروج عن طاعة ولي الأمر".
وعلّق قائلاً: "ما اشبه الليلة بالبارحة!"، مشيراً إلى أن هذه الفتاوى تذكّر بفتاوى رجال الدين السياسي في الشمال إبان حرب صيف 1994، التي كفّرت شعب الجنوب وسوّغت إراقة دمائه.
ودعا هيئة كبار العلماء في المملكة إلى البعد عن مثل هذه الفتاوى ذات الأبعاد السياسية، لما تنطوي عليه من مخاطر جسيمة على النسيج المجتمعي الجنوبي.
وفي ختام حديثه، وجّه حرمل نداءً إلى الرئيس العليمي ومَن معه للتجاوز مرحلة التصريحات والبيانات، والتوجّه نحو تحرير الشمال والاستعداد لمعركة صنعاء الحاسمة، مؤكداً أن القوات الجنوبية ستكون عوناً لهم وسنداً قوياً في تلك المعركة المصيرية.