آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:55 م

اخبار وتقارير


عبود اغلق مطعمه والجحافي الى طابور البطالة.. ضحايا منع القات في عدن

الخميس - 26 مايو 2016 - 05:06 م بتوقيت عدن

عبود اغلق مطعمه والجحافي الى طابور البطالة.. ضحايا منع القات في عدن

كتب/ نبراس الشرمي

أضطر الطباخ عبٌود الحضرمي, (صاحب مطعم المكلأ) الصغير لإغلاقه, وأرغم على مغادرة محافظة عدن إلى مسقط رأس أبويه (مدينة الديس بمحافظة حضرموت) التي لم يزورها منذ عقد ونصف, عقب صدور قرار أمني يحمل ختم قوات الحزام الأمني المحيط بعدن بمنع توريد القات إلى عدن خلال أيام الأسبوع عدا الخميس والجمعة, على عكس ما تعيشه بقية المناطق المحررة.
لم يعد بمقدوره تحمل نفقات عمال وإيجار المطعم الذي ورثه من والده قبل عشره أعوام, ولا إيجار المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته وأبناءه السبعة, فأغلق باب رزقه, كبقية طالبي الله أصحاب البوفيهات والمشارب والمحال التجارية الواقعة بمحيط سوق قات مديرية خور مكسر الذين تضرروا من قرار منع دخول القات إلى عدن.
لا يبعد عن مطعم "المكلأ" بوفية الثقافة كثيراً حيث هي الأخرى أغلقت بعد يومين من صدور قرار منع دخول القات الى عدن.
وفي مديرية المنصورة يقف العديد من بائعي القات أمام أمياز مهترئة تحت سقف هناجر السوق دون أن تتمكن الحكومة إن تجد لهم بدائل لترك تجارة القات, ورغم مرور أكثر من أسبوع على اتخاذ قرار منع دخول القات إلى عدن, إلا أن عدم قدرة مصدري القرار على إيجاد بدائل للحد من سلبية هذا القرار الذي أتخذ من دون دراسة بات يشكل إحراج كبيراً للسلطة في المحافظة.
وبعد ظهيرة كل يوم يتجه "عبٌود الحضرمي" لأداء صلاته التي جل ما يتوانى عن أداءها.
يقول:"الحضرمي" خلال جلوسه عصراً أمام بوابة مطعمه المتواضع لعدن تايم:"حتى اللحظة لم أفهم لماذا تقول قوات الحزام الأمني أنها اتخذت هذا القرار لدواعي أمنية, برغم ان عدن أصبحت مؤمنة بشكل أفضل من ذي قبل".
مأساة ماجد الخريج الذي فقد مصدر دخله وانضم لطابور البطالة لا تقل مرارة عن عبود.
ففي العام 2010م تحصل "ماجد الجحافي" على شهادة البكالاريوس بتقدير جيد جداً في التربية الإسلامية من كلية التربية جامعة عدن.
التحق بمجموعة من زملاءه الخريجين الهاربين من شبح البطالة لبيع القات وسط حالة من الإحراج والتذمر.
مؤخراً بات "الجحافي" مورٌداً للقات في مدن خور مكسر والمنصورة والشيخ عثمان وبقية (مناطق محافظة عدن), يقول: لم يقتصر بيع القات على التداول والترويج, بل أصبح بيع القات مهنة تربينا عليها.
وعند سؤالنا له ما الذي سبب لكم هذا القرار –بقهر أجابنا: "ان هذا القرار سبب لنا الكثير من المشاكل المادية, وأثر سلباً على الأسر التي نعيلها, فكيف تصدر السلطة مثل هذا القرار وهم يعرفوا بأن هناك الكثير من الأسر تعيش على مردود ما نبيعه من القات",
وتساءل: يعني أيش تموت أسرنا جوع؟, ما الذي يمكن أن يقوم به من يعملون على شاكلتي؟
وأضاف: أن قرار منع دخول القات من يوم السبت حتى الأربعاء لدواعي أمنية محضة لا علاقة لها بالجانب الصحي ولا الاقتصادي ولا الفتوى الشرعية, وأوضح بن بريك أن:" أكثر من خمسة وتسعين في المائة من واردات القات إلى عدن تأتي بسيارات قادمة من مناطق تقع تحت سيطرة الانقلابيين والذين تم ضبطهم بكل أنواع ووسائل ومواد التفخيخ والتفجير" .