آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

كتابات واقلام


للـ (الجلال) نصيب كبير من اسمه

الثلاثاء - 26 يناير 2021 - الساعة 12:19 ص

كرم أمان
بقلم: كرم أمان - ارشيف الكاتب


لم أعتاد على مجاملة قائد او مسؤول او وزير ، رغم انه تربطني علاقات عملية وشخصية مختلفة مع الكثير منهم وعملت مع معظمهم لقاءات وحوارات صحفية ، ومع ذلك لم اجامل احد ولم امدح او اذم او اطبل لشخص.

انتقدت الكثير من القيادات الامنية والعسكرية والوزراء والمسؤوليين المحليين، انتقاد بناء، يني ولا يهدم، يصحح لا يخطئ، وسأستمر في نهجي العملي هذا لإيماني العميق والمتجذر بأن عدن مدينتي والجنوب موطني فوق الجميع ويسمو على الكل.

ولكن وللأمانة وقول كلمة الحق، فلم أجد قائد أمني شاب رصين وطني خلوق محترم مهذب متواضع كريم حليم، خجول وقوي وصارم في آن، محب لعدن وابناءها وغيور على الجنوب ووطنه، قائد أمني وعسكري محنك و صادق وحازم، يتحلى بثقافة الإحترام والتواضع ويتسلح بحبه للعلم والمعرفة والوضوح.

حضرت المعسكر الذي تسلم قيادته حديثا قبل اسابيع للقاء به وعمل حوارا صحفيا معه، للمرة الأولى، انتظرت لقاءه نحو ساعتين، كونه كان مشغول ومنهمك في إجراءات استلام المعسكر وترتيب اوضاعه وعنابره ومكاتبه، شاهدت بعيني جهوده وجهود الكثيرين من رفاقه وجنوده ومنتسبي قواته، عمل دؤوب وجهود حثيثة مشتركة متناسقة مرتبة بأفكار نيرة وعقليات متنورة يعملون كخلية نحل يشد بعضهم بعضا ويساند كلا منهم الاخر، لمست فيهم روح الفريق الواحد وتفانيهم بالعمل وحبهم وإحترامهم الكبيرين لقائدهم الذي كان يشاركهم في كل عمل او فكرة يقدمون عليها ويشد على أيديهم في مشهد جميل جدا قل مثيله ولم اعتد عليه منذ سنوات.

وما أن فرغ قليلا، وبدأنا الجلوس للتصوير وبدء الحوار الصحفي، تمكنت حينها من التمعن اكثر في شخصه وأطلت النظر في وجهه، باحثا عن ذلك السر الذي ظننت انه سيخفيه أمام الكاميرا، سر حب و إحترام منتسبيه وقواته له، سر نجاحه في كسب ذلك الود الكبير، سر بروز نجمه بين الكثيرين، سر تمكنه من زراعة تلك الروح الأخوية والحس الأمني واليقظة العالية في فريقه ومنتسبيه وقواته ومدى تعاضدهم وتماسكهم وحبهم وإحترامهم لقائدهم المعين حديثا في منصبه هذا بالعاصمة عدن، استكمالا لمشواره الأمني القيادي الذي طفى على السطح في 2015.

فما كان لي إلا أن أوجه له أول سؤال في الحوار الصحفي وبدون شعور ( من أنت؟)، أدركت حينها ان الجلال له نصيب كبير من اسمه، إبتسم إبتسامة عريضة قبل ان يعرف عن نفسه، ثم سريعا قال بكل تواضع انا المواطن الجنوبي جلال ناصر الربيعي المولود في عام 1982، قبل ان يصمت، فهزيت له برأسي مطالبا إياه بإكمال مسيرته العملية، ليرد بكل لطف قدت سرية المهمات في الشرطة العسكرية عام 2015 عقب تحرير عدن ولحج، وتم تكليفي بعد ذلك بقيادة سرية الطوارئ في يافع، التي استمريت فيها لما يقارب العام، ثم انتقلت إلى قيادة قوات الحزام الأمني في لحج، قبل ان اتولى مؤخرا قيادة قوات الحزام الأمني في العاصمة عدن.. ( الى نهاية الحوار)

خرجت من مكتبه بعد إتمام الحوار يملأني الاعجاب والدهشة والذهول، فما كنت اقرأه وأنشره بيدي عن جلال الربيعي كان مغايرا تماما وكليا عن ما شاهدته ولمسته، فالصورة التي كانت مرسومة بذهني جراء الانطباع السائد والمعروف لدى الكثير من القيادات الجنوبية، تبددت تماما، وأيقنت بعد ذلك اللقاء ان عدن برعاية وحفظ الله تعالى، وفي حذقات عيون تلك الأسود من القيادات الجنوبية الشابة الوطنية الغيورة المتواضعة الصارمة المثقفة التي أحبت عدن فأحبتها عدن وأحترمها أبناءها..

كرم أمان
25/1/2021