آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:32 م

كتابات واقلام


أمن وأمان عدن..بين الأمس واليوم ..

السبت - 12 يونيو 2021 - الساعة 11:52 ص

عبدالعزيز سبعين
بقلم: عبدالعزيز سبعين - ارشيف الكاتب




ماذا قدم الجهاز الأمني لعدن منذُ ان تولى مهامه بعد الحرب وحتى اليوم؟؟
صحيح ان هناك العديد من القصور الأمني والتجاوزات، إلا ان هناك الكثير من الجحود والكم الهائل من الجهل والغباء المستفحل عند الذين يتلقون تعبئة تحريضية خاطئة ضد القوات الأمنية كجهاز دولة، معتبرينه الجلاد والحاكم والخصم اللدود ..
يبدُ ان هؤلاء تناسوا الواقع المُرعب الذي عشناه خلال غيابها في فترة بعد الحرب ! وعليه نذكرهم ببعضها ..

لن يعرف بالدور والإستقرار الأمني الذي تنعم به اليوم عدن إلا من عاش ليالي الرُعب التي فرضها إرهاب أبو سالم التعزي وحلمي الزنجي في المنصورة وعموم عدن؟

لن يشعر بما قدمه الأمن لعدن إلا من سمع وتذكّر هول دوي المفخخات الإجرامية التي كانت ترج أرجا مدينة عدن بأصدائها الشديدة الإنفجار ، ناهيك عن العبوات الناسفة التي كانت تنتشر وتُزرع في كل شارع وحارة وبشكل شبه يومي..

لن يعرف بحجم الإستقرار الأمني الحالي إلا من تابع وتذكّر أعداد عمليات الدهم الأمني التي طالت المخازن والهناجر والمباني التي كانت وكراً لصناعة وخزن الكميات الهائلة من المتفجرات التابعة لخفافيش الظلام ..

لن يستوعب واقع الإستتاب الأمني الذي تشهده عدن إلا من عاش وشاهد المتطرفين وهم يقتحموا ادارات كليات جامعة عدن ليمنعوا الإختلاط ويفرضوا قراراتهم على العمداء والدكاترة والطلاب، وينشروا افكارهم المتشددة بالملصقات في كل شارع وحارة وركن وباب، وغيرها الكثير من الوسائل المتطرفة التي سادت آنذاك..

يامن تجحدون وتبخسوا النجاحات الأمنية العظيمة بكل قُبح وخسّة وخبث؛ عليكم ان لاتتناسوا المرحلة التي حوّلت عدن الى (مدينة أشباح) تسودها الأفكار الظلامية وتطغى عليها الشيلات الداعشة، وتحكمها العصابات الإجرامية ..
عليكم ان تتذكروا تلك المرحلة ولاتنسوها أبداً، لحتى لا تغفلوا وتعصف بكم القوى التحريضية التي لا تريد لعدن ان تنعم بأي خير أو أمان واستقرار ، وعليه نذكركم بهذه التسأولات:

يا هؤلاء!
هل تناسيتم الجثث والأشلاء التي كانت تتناثر على أبواب معسكرات عدن بفعل الأحزمة الناسفة والعمليات الإنغماسية التي دفع ثمنها المئات من الشهداء ؟؟

#هل تناسيتم فرحتكم الكبرى بدخول أول طقم أمني الى شارع القصر بالمنصورة بعد ان فرضت القوى المتطرفة هيمنتها وسطوتها على المدينة ؟
لاتنسوا بإن هذا جاء وتحقق بعد حرب ضروس ومعارك متفرقة خاضتها القوات الأمنية بتحدي وإصرار، بهدف فك الحصار عن المدينة وإستعادتها إلى حضن الدولة والنظام والقانون؟؟

#هل تناسيتم حملات إنتزاع الشالات والكشائد السوداء في كالتكس وغيرها بعد ان طغت هذه الرأية على مدينة عدن التي كانت على وشك ان تُعلن كإمارة إسلامية؟؟

ختاماً:
لا ننكر بإننا نضطّر -أحيانا-لتوجيه إنتقادات لاذعة لبعض القصور وبعض التجاوزات التي تقع فيها القوات الأمنية في عدن، إلا ان انتقادنا ينمّي عن حرص ويهدف لبناء وتصحيح ، كما انه يأتي مُقتصر على التجاوزات فقط، وليست للأمن كجهاز دولة يمدنا بالأمان ويشعرنا بالطمأنينة في ظل وجوده معنا وبيننا كشعب..

12/يونيو/2021م