آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


الفقيد علي حيمد .. غادرنا ويده قابضة على الزناد

الخميس - 02 سبتمبر 2021 - الساعة 05:25 م

احمد حرمل
بقلم: احمد حرمل - ارشيف الكاتب


مثل رحيل القائد المناضل علي احمد مثنى "حيمد" قائد اللواء 82 مشاة خسارة فادخة على شعب الجنوب ومقاومته الباسلة .

لقد كان الفقيد القائد المناضل علي حيمد واحدا من القيادات العسكرية الوطنية الجنوبية  التي تعرفت عليها عقب حرب 1994م وبالتحديد عام 96م .

لم تكن المناسبة التي تعرفت فيها على الفقيد علي حيمد جلسة قات او مقيل عرس بل كانت اجتماع سري في احدى شعاب وادي الحقل قرية الفقيد حيث دعيت لهذا الأجتماع من قبل رفيق الدرب أمين صالح   والذي ضم أمين صالح وسيف علي زبيد وحسن الأعرج وعلي حيمد وعلي صالح احمد المركولة ، ويومها تم مناقشة تشكيل خلايا سرية لمقاومة قوى الاحتلال في الضالع .

عرفت الفقيد شجاعا ومخلصا كان يحرص على وحدة النسيج الاجتماعي ويرى فيه عنصر قوة لمواجهة الاحتلال لا يحمل في قلبه الحقد او الضغينة  لاحد ، بسيطا ومتواضعا صاحب رأي ومواقف واضحة وصريحة.

في عام 1997م جمعتني بالفقيد ابو" شائع" رحمه الله وعدد من المناضلين من ابناء السيلة جلسة مقيل في منزل الشهيد قائد مثنى عمر ويومها اخذنا الحديث عن عملية النهب التي طالت الجنوب .

كان منزل الشهيد قائد مثنى عمر الواقع في ادارة أمن الضالع احدى المنازل التي تم البسط عليها من قبل قوات الاحتلال فسألت ، نجل الشهيد "محمود" من هو الشخص الذي استولى على منزلكم الأخر  فرد والغصة في حلقه واحد شمالي وزاد خليها على الله يا أستاذ احمد عادنا شفته اليوم هو واسرته بجانب محطة الحدي في الجليلة ، فتدخل في الحديث  الفقيد القائد علي حيمد متسائلا هل انت متاكد يا محمود ان الذي شفته في محطة الحدي هو مقتحم منزلكم ؟ قال محمود نعم ، فلفت  علي حيمد نحوي وقال "يا استاذ احمد هات بندقك"  كنت الوحيد يومذاك احمل سلاحا من بين الحاضرين فقلت له ايش تشتي بالسلاح تعوذ من الشيطان نحن بنحمل السلاح للدفاع عن انفسنا فقط " فرد علي بغضب هات الألي وأنا الآن اروح واستعيد المنزل وقدها فرصة انه مافيش داخله اسرة" قلت له انت جنون كيف تروح وانت تعرف بان المنزل في ادارة الامن ودخولك سور المبنى مسلح يعني انك اقتحمت الامن فرد مالك علاقة بهذا ما أخذ بالقوة لن يستعاد الا بالقوة .

اخذ علي حميد مني السلاح وطلب من البقية ان يبحثوا عن سلاح وقال لنا انا اقدم وانتم اتبعوني وما هي غير دقائق الا والكل مسلح .

كنا خافين على الفقيد من الاحتكاك بقوات الامن وحدوث ما لا يحمد عقباه لحقنا بالفقيد ووجدناه قد اقتحم المنزل دون ان يعترضه احد التحق البقية برفيقهم وتمترسوا في ارجاء المنزل وسطحه استعدادا للمواجهة .

خيم على الاجواء حالة من التوتر ازدادت حدته عند عودة مقتحم المنزل هو واسرته عند السادسة مساء حيث تجمع جنود الاحتلال  بهدف محاصرة  المنزل  فطلب مني الفقيد مغادرة المكان انا ومحمود قائد نجل الشهيد قائلا انتم مهمتكم حشد الناس لمحاصرة اي قوة تحاصرنا .

غادرنا انا ومحمود قائد المكان وطلبنا من الشباب الاستعداد وحددنا لهم اماكن تجمعهم بحسب ما حددها لنا الفقيد وايدنا على قلوبنا فاهتدى محمود قائد الى فكرة وهي استخدام الجانب القبلي فتحرك الى الشيخ سعيد عثمان صبيرة وتم التدخل من قبله وبعض مشائخ الضالع ولما لاسرة الشهيد قائد مثنى عمر من رمزية ومكانة لدى ابناء الضالع وقف الكل الى جانب خيار علي حيمد باستعادة المنزل بالقوة  انتهاء تدخل المشائخ في اقناع الفقيد علي حيمد وجماعته بالسماح للمشائخ باخراج عفش المقتحم الشمالي وعودة اسرة الشهيد قائد مثنى عمر الى منزلها .

هذا واحد من المواقف الكثيرة التي جمعتني بالفقيد أحببت ان اسلط الضوء عليه ليعرف جيل اليوم بان الرعيل الاول من ابطال الثورة الجنوبية التحررية  الثانية كانوا رجال الرجال يمتلكون من الشجاعة والحنكة القيادية والقدرة على القيادة  ما يمكنهم من صناعة تاريخ جديد لجيل جديد من ابطال الجنوب ومناضليه ليؤكدوا بما لا يدع مجالا للشك بانهم امتداد لجيل الاباء والاجداد وصورة مجددة لنضالاتهم وتضحياتهم دفاعا عن العزة والكرامة

كم كنت عظيما يا رفيق درب النضال  ابو "شائع" لقد كنت حاضرا معنا في الموقف والاحداث كنت عمليا وكم كنت صادقا عندما كنت تقول لنا انتم خلوكم في السياسة ، وكم كنت واثقا وانت تجزم بان الجنوب لا يمكن ان يعود بالسياسة ، وكم كنت محقا عندما حرصت اشد الحرص على عدم ترك السلاح .

لست بحاجة الى ان اشهد للفقيد ولا الى الحديث عن ادواره النضالية وكيف ابلاء مع رفاقه في حتم بلاء حسنا في مقاومة الاحتلال ؟

ولذا ليس غريبا ان يكون الفقيد في مقدمة الصفوف   لمقاومة محاولة غزو الجنوب الثانية من قبل مليشيات الحوثي عام 2015م حيث قاد الجبهة الشرقية وقاتل ببسالة ، ورغم أصابته في معركة ليلية في معشق الا انه اصر على العودة الى الجبهة وجرحه ينزف ، وصمد مع رفاقه المقاومين في جبهات ومتاريس القتال على طول الخط العام الممتد من الجليلة الى خوبر الى ان تحررت الضالع ومعها تحررت بقية مناطق الجنوب.

انتقل الفقيد من معركة تحرير الضالع الى معركة الدفاع عن الضالع المحررة  واستمر مرابطا على تخوم الضالع على طول الشريط الحدودي السابق لدولة الجنوب  هو وافراد  اللواء 82 مشاه الذي تم تشكيله من افراد المقاومة الجنوبية عام 2017م وتحمل مسؤولية قيادته ليس هذا فحسب بل تعدى ذلك الى دعم ومساندة المقاومة في جبهات مريس وغيرها من الجبهات في مديريات الضالع الشمالية والتي كان الفقيد القائد علي حيمد يعتبر هذه المناطق هي خط الدفاع الاول للضالع  وظل صامد الى ان غادرنا ويده قابضة على الزناد .