آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

كتابات واقلام


عدن دائماً مسالمة

الجمعة - 10 سبتمبر 2021 - الساعة 10:40 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


هذه عدن عبارة عن 70 ميلاً مربعاً حوالي 112.5 كيلو متر مربع.

في هذه المساحة البسيطة زمان وجدت التمثيل النسبي في المجلس التشريعي أثناء الفترة الاستعمارية البريطانية لعدن، يعني حتى اليهود كانوا يُمثّلون في هذا المجلس.
و من قرأ تاريخ هذه المدينة "عدن" سيعرف كيف انها حافظت على بساطتها و قوتها في نفس الوقت بإحتضان كل من اتى ليعيش فيها بحب و قبول للآخر، ففي عدن كانت هناك مختلف الفئات و الديانات السماوية و الإثنية، فتجد فيها معبد لليهود و الفرس و مساجد و أضرحة الشيعة و مساجد الصوفيين و السُنّة و الكنائس منها «سانت جوسيف» و هي أقدم كنيسة تم بناؤها عام 1854م، و بها اقدم كنيس يهودي كنيس عدن الكبير المعروف باسم كنيس درع أبراهام أو نجمة ابراهام و الذي تم بنائه في مدينة كريتر في عام 1858م.
لهذا تجد في عدن كل إنسان يؤدي شعائره الدينية و معتقداته بحرية تامة.
لهذا نرى كمحصلة لحالة مدينة عدن و كل من سكن فيها انهم يعتبرون تلك الحقبة هي حقبة ذهبية من التسامح العرقي و الديني فهناك المسجد يذهب له المسلم و الكنيسة يذهب لها المسيحي و الكنيس يذهب له اليهودي، فيقول المؤرخون ان الجاليات التي عاشت في عدن هي النصارى و اليهود و البوذيين، و كانوا يمارسون طقوسهم الدينية في المعابد، كما كان في المدينة مسلمون من المذهب الإسماعيلي البهرة و الخوجة من الهند، و يوجد مسجد خاص بهم يمارسون طقوسهم الدينية و لهم لباس خاص بهم مع أفراد أسرهم و يشتغلون بالتجارة في أقدم الأسواق التجارية، و يرتبطون بعلاقات حسن الجوار.
و حتى عام 1965م لم يكن هناك تناحر بين الناس في عدن، السؤال المهم ما الفرق بين ما قبل 1965م و ما بعده؟
الخلاصة:
ــــــــــــــــــــ
بشكل عام كل طاغية لابد و ان يصاب بمرض العظمة، فهو يختزل كل شيء في شخصيته و يرى العالم من خلالها فقط ، هو المركز و كل ما يدور حوله ينطلق من وجوده.