آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

كتابات واقلام


لا للمناطقية

السبت - 06 نوفمبر 2021 - الساعة 10:10 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


إرتفاع الصوت المناطقي يُبشّر الجنوبيين بفشل جهودهم بإستعادة وطنهم الذي ذهب للوحدة الظالمة، فالجنوب لكل الجنوبيين، و ليس لجهة تملك القوة، فيجب ان يسود قانون العدل و المساواة لكل الجنوبيين، و هو الحكَم بين الناس.
قال تعالى: "و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
***
القبيلة هي منظمة إجتماعية، و ليست حزباً سياسياً، و لكنها إذا تجبّرت، و تكبّرت و أغرتها القوة التي تملكها، فهذا معناه انها ترفض الإختلاف معها، و تخبر الجنوبيين ان مناطقيتها تأتي قبل اللغة و الدين و التاريخ المشترك.
***
هبّت القبائل جيران عدن للدفاع عنها عندما أحتلتها بريطانيا في 1839م، و كان شعار العبادل و آل فضل و ابين و يافع و الضالع و حضرموت و غيرهم :
"لا نقبل بأن يحكم جارتنا عدن المسلمة نصرانياً"، هكذا كان الجنوبيون متحابون و متحّدون.
لقد لعبت عدن المدنية و الكوسموبوليتانية و شعبها الطيب أدواراً عظيمة في إقامة الحضارة، و الدين السمح، و درء الغزاة و الدفاع عن الوطن و مقاومة المحتلين و المستعمرين، و قبل الإستقلال من بريطانيا أطلق ثائر عدن و الجنوب لقمان صرخته قائلاً:
"اننا ابناء عدن و ابناء امارات الجنوب نقف اليوم امام تيار جارف، فأما ان نقاوم هذا التيار أو ننجرف ورائه، فلا ندري في اي شلّال نسقط و نتحطم".
***
و للأسف فالقبائل التي تسلّمت الحُكم من الإستعمار البريطاني في 1967م، أقصت ابناء عدن، و اقصت جبهة التحرير و الرابطة، و أقصوا حُلم ابناء الجنوب بالإستقرار و بناء بلادهم، و ذهبوا للقتال و التناحر فيما بينهم حتى اوصلوا شعب الجنوب للوحدة الظالمة.
الخلاصة:
الشعب يجب أن يكون متماسكاً على أساس المواطنة و ليس على أساس القبيلة، هذه صرخة ابعثها لأصدقائي في المجلس الإنتقالي، فها هو قد مر على تشكيل فريق الحوار أكثر من اربعة أشهر، و لم نعرف اي نتيجة للذهاب لمؤتمر جنوبي و تشكيل جبهة جنوبية واحدة.
فالاندفاع تجاه المناطقية مُضر بلُحمة وطنكم الجنوبي.
والإلتفاف المناطقي يبعثر الأنتماء للوطن الواحد، و يُقسّمه، و يجعل جنوبكم ضعيفاً و صيداً سهلاً لأعدائه.
د. علي محمد جارالله ((أبوظبي))