آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:00 ص

كتابات واقلام


لمكرم..نزف التحية

السبت - 19 نوفمبر 2016 - الساعة 09:48 م

د. علي عبدالكريم
بقلم: د. علي عبدالكريم - ارشيف الكاتب


أستاذنا الكبير / مكرم محمد أحمد* ....تحية شكرا استاذ مكرم وانت تجي في هذه اللحظة الحرجة تدلو بدلوك في قعر مستنقع الحرب المدمرة التي تفجرت رعونتها في بلادنا وكانت قرأتك وصواب تحليلك يشيران إلى جملة حقائق تعامت بل وتعمدت كل أطراف الصراع عن إدراكها وهذه الحقائق كما رصدتها بعقلية وموضوعية الصحفي المجرب الباهر وبسيل من تدفق الحروف من قلمكم الماهر لتضع الجميع أمام الحقائق التالية . اولا .... / ان التاريخ لا يعيد نفسه وأن أعادها تكون الإعادة مهزلة وأكثر بشاعة من سابقتها وهكذا فقد كانت اشاراتك لمجريات الحرب غداة ثورة 62 و ودماء وتضحيات شعب مصر فيها درسا ينبغي استيعابه من كل الأطراف وهوما لم يحصل أبدا ثانيا ..../ ان الحرب الدائرة رحاها حاليا في اليمن الغير سعيد بها لن تسمح كل المعطيات المحيطه بها بحسمها عسكريا لأي طرف من أطرافها والرابح فقط تجار الحروب والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن اليمني المغيبان وأن كان الكل يتحدث باسمهما ثالثا ..../ هذه الحرب ليست أكثر من استثمار واستزاف لما تبقى من رمق الشعب اليمني ضحية الحروب وتجارها المحليون والخارجيون كما هي في الأصل استنزاف لقدرات ومقدرات المملكه السعوديه واضرام المزيد من النيران والعدوات بينها وبين الشعب اليمني رابعا ..... كان تحليل الأستاذ مكرم موفقا وهو يحلل بموقف موضوعي ناقد موقف القوى التي امتهنت الحرب وسيلة للارتزاق و التي تدفع بالحرب قدما حيث أشار إلى موقف الرئيس السابق على عبدالله صالح باعتباره محور الأزمات والصراع في تاريخ البلاد مشيرا بذات الوقت إلى موقف الطرف الثالث الذي ظل يتاجر و يناور بالحرب ويدفع باتجاه الحسم العسكري وهو لم يحسن استغلال ما أتيحت له من فرص منوها بذات الوقت إلى قصور التفكير لدى الجبهه الحوثيه التي تعتقد بأن لواء الحكم والسيطره آل إليها ومضت متسلحه بالحق الإلهي وبما آل إليها من فرص مكنتها من السيطره على مقاليد الحكم وعلى استحواذها على أسلحة الدوله ومقدراتها وضمن ظروف وملابسات الأيام كفيله بكشف أسرارها والجهات المتورطه فيها خاصة وأن المآل الحقيقي لكافة أنواع الاسلحه هو كنف الدولة التي لن تأتي عبر عصبوية الحروب القبلية والمذهبيه والمناطقيه ولكن عبر مشروع وطني يكون أنصار الله طرفا فيها كحزب سياسي وليس إطارا يعلو فوق الجميع عبر مفاعيل القوة والسلاح والدعوة المجنحه بشعارات زايفه خامسا .../ كان موفقا في طرحه عبر مقاربته التاريخيه للحل السياسي السلمي الذي توصلت إليه أطراف الستينات للحرب آنذاك وضرورة اعتبار الدرس التاريخي ذلك مدعاة لإيقاف الحرب الساخنه الطاحنه وصولا لحل سلمي سياسي يحقق مصلحة اليمن أرضا وشعبا اولا سادسا .... كان موفقا وهو يلمس دور الطرف الإيراني في مفاعيل هذه الحرب لأن من مصلحة بلادنا ومحيطنا الإقليمي واساسا الأشقاء في الخليج الا تتحول بلادنا تحت أي اعتبار وعبر أي مصوغ إلى عامل ازعاج واقلاق لامننا وأمن المنطقه برمتها وأن تبني علاقتنا على اساس من الاحترام المتبادل وحسن الجوار ولا يحق لأي طرف نسج أي نوع من العلاقات التي تقتص من سيادة الدوله وحرمة قراراتها كممثل وحيد للاجماع الوطني سابعا .... كان الأستاذ مكرم أستاذا في تحليله لمخاطر الجماعات الارهابيه والقاعده والقوى المتاسلمه خاصة وله تجربه لا يمكن تجاوزها مع الجماعات الارهابيه خلال مرحلة المراجعات الفكريه سبيلا لموجهه قوى التطرف والإرهاب من دواعش وقوى سلفيه ووهابيه إدراكا منه ومنا بأن وضع اليمن لن يستقيم إلا بإنهاء مخاطر هذه التجمعات ثامنا ..... كان موفقا وهويتجه صوب صوب البحث عن مستقبل اليمن ومتطلبات استقراره مؤكدا بحرصه وبخبرته بأن ذلك لن يكون إلا عبر إراده شعبيه مستقله لا تكون الحروب وتجارها و أدعياء الدين ادواتها ولكن عبر حوار وطني يشترك فيه الجميع باراده حره مستقله وأن تغادر الساحة القوى التي تلغي تاريخنا الوطني والثقافي وشريطة ان يكون الجنوب طرفا وشريكا أساسيا وفاعلا ليقرر الشعب عبر دستور مستفتي عليه مستقبله السياسي ختاما شكرا استاذ مكرم مع تحيات مقدركم د / على عبد الكريم الأمين العام المساعد الأسبق لجامعة الدول العربيه القاهرة 19 /11 / 2016 * محمد مكرم احمد نقيب الصحفيين المصريين الاسبق