آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 11:59 م

كتابات واقلام


للصبر حدود

الإثنين - 30 أكتوبر 2023 - الساعة 09:30 ص

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب



انتصار الجنوب اصبح بلا ثمن وفشل الشرعية يكافىء مع الاستحواذ.

لا احد يستطيع ان ينكر بان الجنوب تعرض لغزو عام 2015 بتحالف نصف الشرعية مع جماعة انصار الله والنصف الاخر للشرعية ترك الساحه وولى هاربا السؤال ماذا لو انتصر هذا التحالف وسيطر على الجنوب ؟ كيف سيكون شكل الوضع السياسي العام في المنطقة خاصه وقد اظهرت ايران بانها كانت وراء هذا الانقلاب والداعم الرئيسي له ؟ ماذا لوكان بحر العرب اصبح بحيره تسرح وتمرح فيه البحرية الايرانية ؟ وماذا لو تمركز الحرس الثوري في جزيرة ميون وجزيرة سقطرى وتكون ايران متحكمة باهم مضيقين في منطقة الشرق الاوسط والعالم ؟ كيف سيكون شكل الامن القومي العربي ؟ وهنا نستطيع ان نقول بكل ثقة بان الجنوب حقق انتصار استراتيجيا هاما طبعا بمساعدة التحالف العربي وبالذات دولة الامارات العربية المتحدة هدا الانتصار ليس من اجل تطهير ارض الجنوب من الاحتلال الشمالي المدعوم ايرانيا وحسب ولكن حقق نصر للامن القومي العربي بدرجه رئيسية وخلال فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة اشهر من الحرب بينما الطرف الاخر الشرعية والتي تمثل الجمهورية اليمنية لم تستطع ان تحقق حتى 10‎%‎ من اهدافها في الوصول الى العاصمة صنعاء وطبعا مع الدعم الكامل لها من قبل التحالف العربي وهناك جزء كبير من اراضي الشمال في الساحل الغربي تم تحريريه بواسطة قوات العمالقه الجنوبية حتى لم تسمج الشرعية لها بتحرير الحديده وميناءها الهام .

المفارقة العجيبة ان المنتصر شعب الجنوب يعاني من الحصار وتدني الخدمات وعدم صرف المرتبات ولا افق لعملية تنمية وخاصة في تدهور خطير لقيمة العملة المحليه امام العملات الخارجية هل يعتبر ذلك عقاب للمنتصر بينما من يقود الشرعية الفاشله تعمل جاهده لمساعدة انقلابي صنعاء لتخفيف الضغوطات عليهم من كافة النواحي والشواهد كثيرة.

حان الوقت لاعادة النظر في هذه السياسة الفاشلة تجاه الجنوب وتمكين الجنوب من ادارة شؤنه بنفسه كانقاذ للموقف قبل ان تتفجر الاوضاع في الجنوب لان الصبر له حدود ومن غير المقبول ضياع الادارة جنوبا وتعزيز الانقلاب شمالا ومصالح الجنوبيين في خطر من هذه السياسة الفاشلة.

اذا كان هناك اصرار على التمسك بهذه السياسة الفاشلة فلابد من فصل المسارات عبر تشكل قيادة جنوبية لادارة الجنوب وتشكل قيادة شمالية لادارة الوضع مع الشمال ويبقى مجلس الرئاسة يمارس القيادة عن بعد دون تدخل في الشؤن المحلية الجنوبية او الشمالية وتلغى الحكومة الفاشلة نهائيا وتسلم ادارة الشؤون الخارجية للادارة المباشرة لمجلس الرئاسة الى حين يفرجها الله من عنده خاصة وتطور الاوضاع في الشرق الاوسط ينذر بمخاطر كبيره على المنطقه برمتها فالاسراع بفصل المسارات اصبح ضرورة حتمية للحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة

قاسم عبدالرب العفيف
29/10/2023