آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 08:43 ص

كتابات واقلام


عن أي شراكة تتحدثون يا تلاميذ عفاش ؟!

الأحد - 12 نوفمبر 2023 - الساعة 06:32 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش - ارشيف الكاتب


أن يعزف لسانك لحن الإخلاص والوفاء والمصداقية في الشراكة مع شركائك في الدولة المؤقتة، وأعمالك ليس فقط مناقضة لهذه الأخلاق والصفات والمبادىء الشراكية، بل أنك تكيد بخطط حاضرية وذات بُعد مستقبلي لإزاحة شركائك، فهذا الذي لن يسمح به ساساتنا الجنوبيين أن يحدث للمرة الثانية، فمازالت ندابات الوحدة المؤلمة والموجعة إلى وقتنا الحالي مرصعة على أجساد أبناء الجنوب .
ففي عقود الوحدة الماضية كان نصيب الشريك الصادق الجنوبي من شراكة الغادر الشمالي، ليس فقط أغتيال وتهميش وترهيب الكادر الجنوبي، والتشوية الإقليمي والدولي على لسان عفاش بأن الحراك الجنوبي قاعدة وأرهاب، وصرف تراب أرض الجنوب للشماليين الذين يبعوا هذه الأراضي للجنوبيين، بل أن الظلم طال أجيال الجنوب الحاليين الذين غُرست في مدارسهم آفة الغش، ليصبح مستواهم التعليمي لا يؤهلهم سوى في السلك العسكري دون سواه، فعن أي شراكة مازالوا يتحدثون ؟! .
ففي وقتنا الحالي مازال مسؤولي الشمال بكافة أطيافها في المجلس الرئاسي وماحولها يعزفون بلحن فحيحهم أضحوكة الشراكة على مسامعنا، وأنيابهم تشطب من قاموسها وبحبر سمهم كل الأفعال الدالة على الشراكة، وكأننا نرى تلاميذ يعيدوا صياغة مفاهيم ومبادىء معلمهم عفاش الذي نقشها في عقولهم بالبنط العريض ( لا شراكة نحن الوصايا ) .
فعن أي شراكة تتحدث يالعليمي ؟!، وجميع مذكرات أبناء الجنوب إما دفنتها الرمال من كثر بقائها في أدراج مكتبك دون النظر فيها او تم رميها في سلة مهملاتك لحرقها .
وعن أي شراكة تتحدث يامعين عبدالملك ؟!، وأنت كل يوم تغير ثوب الفساد من السيء إلى الأسوأ، وكأن عقليتك لا تفقة في الحياة سوى حيل الفساد، فأنت رئيس وزراء لمرحلة الشراكة، وليس رئيس وزارء لتعز التي تسوق إليها دون سواها كل خيرات الشراكة .

عن أي شراكة تتحدثوا عنها ياطغاة الشراكة ؟! وأنتم تهدموا وبمنهجية بعيدة المدى، البنية التحتية للجنوب من ميناء ومطار ... إلخ ، وفي مأرب والمخاء يتم إنشاء وتعمير البنية التحتية من مطارات وووو في الصحاري .
عن أي شراكة تنطق بها ألسنتكم ونبض قلوبكم يهتف بصرخات التملك والتوريث ووحدانيتكم بالسلطة ؟! ، وأبسط مثال على ذلك ما يعانية أبناء وزارة الدفاع في الجنوب الذين حُرِموا من الموازنة السنوية لوزارة الدفاع، التي تم الأستحوذ عليها من قبل عصابات مأرب الذين لم يكتفوا بذلك، بل أنهم حرموا أبناء الجنوب من نصيبهم من المنحات الدراسية للخارج وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى، علماً أن أكثر الشهداء في الحرب ضد المليشيات الحوثية هم من أبناء الجنوب، فعن أي ضمير وعن أي إنسانية وعن أي شراكة تتحدثون يا أرضة الشراكة ؟! .

فالإسرائيلين ورغم أنهم بالأمس كانو ا نازحين إلى فلسطين، ولكنهم اليوم غير مقتنعين بتاتاً حتى بالشراكة، بل أنهم اليوم يمارسون على أهل غزه حرب الإبادة حتى ينزح أهل غزة إلى صحراء سيناء ويتملكون كل أرض فلسطين، ومن هنا نجد أن الفرق بين الإسرائيليين وشركاء الجنوب في المرحلة الإنتقالية، هو أن الإسرائيليين يتكلموا العبرية وشركائنا يتكلموا العربية .
ومثل ما أنعش الله كتائب القسام لتعرية ترسانة إسرائيل الهشة ونصرة القدس، فقد أظهر الله من أبناء الجنوب من يغير مفهوم الشراكة المؤقتة في عقول تلاميذ عفاش وينتزع نصيبنا من الشراكة، علماً أن أحد هذه الشخصيات قد نجحت حتى الأن في ترسيخ الكلية العسكرية ومعهد تأهيل القادة وووو، وتسعى بكل قوة وحكمة من إنتزاع الموازنة السنوية.