آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 10:40 م

كتابات واقلام


حكومة المناصفة واعلان الفشل

الثلاثاء - 14 نوفمبر 2023 - الساعة 03:23 م

قاسم عبدالرب عفيف
بقلم: قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


واخيرا صرح رئيس الحكومة بان حكومته غير قادره على دفع مرتبات موظفي الدوله انه اعلان للفشل والافلاس معاً فالحكومة ستكون في اي لحظه غير قادرة على تقديم الخدمات وعاجزه عن تنفيذ مهامها وفي مثل هذه الحالة يفترض ان تقدم استقالتها وتختفي من المسرح السياسي لكنها ظلت متنحه ولم تتزحزح قيد انمله وهذا يتنافى مع كل ما هو متعارف عليه في كل دول العالم عند حدوث مثل هذه التداعيات الخطيرة وعدم تقديم استقالتها نضع عليه اكبر علامة استفهام ؟

وهذا التصريح سيقود الى انهيار كل ما تبقى من موسسات الدوله في الجنوب ولكن سيضعها في اطار الحكومات الفاشلة اقليميا ودوليا وبما ان الحكومة مناصفة بين الجنوب والشمال سيكون المتضرر الرئيسي هو النصف الجنوبي من هذه المعادله وهي دعوة لخلق الفوضى بالشارع الجنوبي .. السؤال ماذا عن الانتقالي المشارك في هذه الحكومة وهو المفوض لاستعادة دولة الجنوب هل سيربط مصيره بمصير هذه الحكومة الفاشلة ؟ .. والسؤال الاهم هو ماذا اعد لمواجهة هذه الكارثة او بالاصح للسقوط الناعم من الداخل ؟

يظهر بان المستهدف الرئيسي في هدا العمل هو الجنوب لان الشمال تديره جهة اخرى واموره كما يبدوا على ما يرام وهناك سؤال يطرح نفسه هل توقيت التصريح مرتبط بما يجري من تسويات ومفاوضات على مدى السنوات الاخيرة واظهار بان الجنوب مفلس ومنهار اقتصاديا وبالتالي سياتي الانقاذ من رحم التسوية القادمة ؟ فالمتتبع لنهج هذه الحكومة فقد كان الفشل عنوان رئيسي لعملها منذ البوم الاول لتشكيلها وكان كل هذا متوقعاً من خلال ممارسة الحصار على الجنوب وفي تعطيل الخدمات وفي التلكؤ في دفع المرتبات وتعطيل ميناء عدن وابقاء مصافي عدن معطله وانصراف الحكومة بصرف ايرادات الجنوب على المحافظات الشماليه سوى كانت التي تقع تحت الشرعية او تلك التي تقع تحت الحوثي واكملت مسرحية الحصار ان تماهت الشرعية والحكومة مع تهديدات الحوثي لموانىء تصدير النفط دون ان تبذل جهد لمواجهة ذلك باجراءات معاكسة وصارمة وهذه خطة محكمة الاركان لكي يتم تركيع الجنوب.

منذ ان باشرت الحكومة عملها وهو تنشر الفساد وتشجيع النازحين من مناطق الشمال للجنوب حتى بعد انتهاء الحرب والصرف عليهم وتشجيع المنظمات الدولية العاملة على تبنيهم وحتى لم تعمل على نقل مقرات تلك المنظمات الدولية من صنعاء الى عدن ولا زال الرقم الوطني للبطاقه الشخصية وكذا ادارة اليمنية وحساباتها في صنعاء ولا زال التخادم بين البنك في عدن وصنعاء لصالح صنعاء وحتى ادارة الطيران المدني مقره صنعاء وكل شركات الاتصالات مركزها الرئيسي صنعاء ولم تسمح بانشاء شركة اتصالات في عدن وما خفي كان اعظم وكل هذا وصنعاء غير معترف بها دوليا . ولكن حكومة معين هي الوحيدة التي تعترف بحكومة صنعاء وتمكنها من ادارة المناطق المحرره بكل يسر وسهوله وكيف لا تعلن الحكومة افلاسها قبل التسوية الجارية حتى تقول للعالم بانه لا مجال الا ان تعاد ادارة الدولة الى صنعاء وهذا مخطط متفق عليه كل النخب السياسية اليمنية.

الجنوب اليوم على المحك فمسؤولية الانتقالي كبيره وكذا القوى السياسية الجنوبية المشاركة في الحكومة تجاه شعب الجنوب وكلها مقدمات لتهيئة الظروف المناسبة بشكل ناعم لاعادة الجنوب الى باب اليمن بعد فشلهم في اعادته بالقوة المسلحة او من خلال الارهاب او عبر خلق مكونات جديدة تخدم هدا الاتجاه او تشكيل وحدات جنوبية جديده تحت ادارة شمالية فالشعب الجنوبي صاحي ومتيقظ قاوم وسيظل يقاوم كل ما من شانه الاستخفاف في حقه في استعادة دولته وانهاء وضع الوحده الفاشله وخاصة بعد تيقنه بان كل القوى السياسية الشمالية بمختلف مذاهبها تعمل متحدة لاعادة الجنوب الى بيت الطاعه فالكره الان في ملعب الانتقالي ماذا عساه ان يفعل ؟ الان امامه مهام كثيرة ومعقده تحتاج الى اعادة الحسابات والوقت يجري ليس لصالح الجنوب واي تاخير ستحل الكارثة على الجميع وحينها لن ينفع الندم.

قاسم عبدالرب العفيف
13/11/2023