آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 05:15 م

كتابات واقلام


لا داعي لشرب القهوة والدلل بالخيم مرصوصة

الجمعة - 19 يناير 2024 - الساعة 08:37 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


أ. سعيد أحمد بن إسحاق
_____________________
لا داعي لشرب القهوة.. والنيران بوسط البحر مرشونة، فلا حاجة للدلل بتلك الخيم مرصوصة؛ ولا لجلساتك المربوعة، لاجل صورة بالاحضان تستقبلها، من عين الكاميرا تلتقطها؛ في ابشع صورة من التملق والنصب على الأمة،فكفاها معاناة وذلة؛ فإلى متى الغفلة والاستغفال والتصنع بالشجاعة وانت تعلم ان ما تتباهى به وتفخر لاطماع ذاتية، لا لتلك الفتات التي ترميها للمحيطة للشراء معروضة .. يالعار أقوام هذا حالها؛! أتخذت من القبيلة مباهاة؛ وللنسب إكبار؛ وللاطماع فرص وإجلال للاستغلال والسطوة ، وللعدو تقليد. كذب وافتراء من كل من أتخذ القبيلة سلم؛ وللمشيخة جسر؛ وللانساب سيد للبشر للاطماع مستهدفة، فخذ خيمتك فذاك ماض مضى لأقوام بالكتب مكتوبة، للعبرة فقط نأخذها، لا للتمثيل والتقليد للصورة نحفظها، فالتاريخ للاحداث والمآثر يدونها، وللصور كهذه ينبذها.
فإن للقبيلة شيم واخلاق وتكاتف لحماية الممتلكات والاعراض لا للغريب المدسوس الذي يرى نفسه مشرعا وموجها ويجعل صاحب الارض متبوع.. فأين أنتم من هذا؟ ما هكذا تحمى الأوطان؛ وما هكذا للثروات تصان؛ وما هكذا بالتشرذم تتوحد الصفوف للأمة، إنه التناقض، العدو يبني صفوفه لاطماعه؛ ويعطيك المكون لاضعافك.. فماذا فعلتم امام الضربات الحارقة بأرضك؟ وماذا فعلتم أمام الزحوف الراجلة والحاملة؟ فهل لك وجود بالجبهات المدافعة عن حياض الوطن؟ وللامانة نقولها غير التصريحات بداخل الخيم للصورة والصوت لقنوات التواصل مرسولة، وللعزائم لحياض الوطن مرسومة، فهل لك غير هذا؟ فمالكم لا تفقهون؟ فالوضع غير الوضع، فإنه جد خطير؛ وما رمضان عنك ببعيد؛ وأن للحوثي فيه وعد ووعيد. وما لتلك الولاءات المعلنة بالآونة الاخيرة ومالازمها من دعوة التمسك بالوحدة، إلا دليل قاطع للوعد والوعيد، وما ذلك إلا انقشاع للضباب؛ وظهور لهذه الوجوه بكل جلاء وظهور ، وأن لنا بالحروب الاستعمارية الذي حفظ التاريخ أمثلة منها،فكان بالنهاية لها الموت بيد المستعمر ذاته، فالتاريخ يعيد نفسه، ولا أسفا على من خان قومه ووطنه.

إن حضرموت أكبر من هذا بكثير... بأبنائها الشرفاء بكافة شرائحها آمنة؛ بالميادين شاهدة؛ وبأفعالها مدافعة وراصدة؛ وبأرواحها للوطن مضحية،وبدمائها مزكية؛ وبالدين والهوية والسيادة الجنوبية مؤمنة؛ وباستعادة الدولة الجنوبية بلا مساومة،مبادئ وأهداف ثابتة، وللارض والعرض مدافعة؛ ولكل الجنوبيين بجميع مكوناته متساوية ، لا فرق بين علان وعلانه، ولن يرحم التاريخ كل بياع للوطن خوانه.
فكان من الضروري والاجدر بكم في اطار التحرك والتوسع الحوثي بأعتداءاته، كما تقولون صادقون، لرأيناكم مع ابناء جلدتكم متلاحمون، للوطن دروعا،لا أبواق للفتن داعية، ولكنكم كما عهدناكم للفيديوهات مصدرون .. أما صحوتم للامتداد بعد؟! ألم تدركوا بأنه إيذانا لشن حرب ثالثة؟! على الجنوب آتية؟ ومن حضرموت والمهرة عابرة؟ فإن كانت للنوايا صدق لبانت على الارض ظاهرة؛ لحضرموت مدافعة؟ لكن لا حاجة لنا للفتاوي والأقوال،فالشواهد لم تأتي صدفة أو في حين غفلة ، وإن أختلفت أسباب التصعيد بين آن وآنية، فلا تفسير للاحداث إلا ان يراد للجنوب ساحات لتصفية الحسابات لأهداف سياسية وإقتصادية لتحقيقها لدول أقليمية ودولية، فهل خطرت على رؤوس جلاس القهاوي والخيم؛ المخاطر المحدقة؟ أم أنهم مع الغزاة أدوات مشاركة؟ أظن ذلك، فإن للافعال المخالفة إشارة ومعيار .
كشفت الوجوه ونزعت الاقنعة، وكذبت الافعال تلك البلاغة والخطابة.
لن تكون حضرموت رهينة لباب اليمن ولا لإيران ولا لأي جهة كانت.. فتكفيها ذكريات الخوف على مدى العقود الماضية.. وليحميها الله بحكمة أبنائها وعدم إنجرافهم وراء الحريق الذي اشعله الحوثي بالوكالة نيابة عن ايران المتورطة في صراعها مع امريكا، فلا شأن لحضرموت الجنوب فيها.

لا يبدو في نهاية الامر أن أمام الجنوب العربي غير خيار هو خيار تحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة دون اللجوء الى فنون الترقيع والتسكين.

صورة سوف يشهد الجنوب كثيرا من التغيرات والتحولات الجوهرية، ولكن الحال لن يبقى على ماهو عليه.. ثقتنا بالقائد المناضل عيدروس قاسم الزبيدي مطلقة وبالقيادات الجنوبية بالمجلس الانتقالي ثابتة وراسخة، بالكيفية التي بها تتعامل القيادة مع العالم أو التي سيتعامل بها العالم مع القيادة الحكيمة لاجل استعادة الدولة والهوية الجنوبية ما قبل 21/مايو/1990 م بكامل سيادتها عن قريب بإذن الله تعالى.. وليخسئ المتقولون.. ولن يصح إلا الصحيح.