آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 12:42 م

كتابات واقلام


من يعزي المواطن المستهلك من؟

الثلاثاء - 13 فبراير 2024 - الساعة 07:48 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


طوفان أجتاح المواطن.. فأين فرق الانقاذ؟ وأين الطوارئ؟ اين الاستجابة الانسانية الطارئة؟ لم يجد المواطن يوما استجابة ولا اغاثة ولا طوارئ، ولا انسانية في وجود العدم للانسانية ذاتها.. اسم في باطنه ارتزاق واستنزاف على حساب المواطن المغلوب على أمره، والباحث عن اقل الاقل من فتات سبل العيش الذي يصارع لاجل بقاء حياته وحياة افراد اسرته، وماتلك المنظمات الدولية إلا للحصول على المعلومات المتضاربة فيما بينها، يبدو ان هناك إتفاق على التشتت والتشويه والتشويش لكي لا نعلم عن المرآة ما تعكسه من صورة، لقد أصبح المواطن مجرد صوره لا رقما له تأثيره، صورة متحركة تحركها من شاء ان يحركها حيث ما وجدت المصلحة.

ان المواطن يعيش الاختراق في ظل فقدان المعلومة، حياتنا طرح للاسئلة ترمى ولجواب يعطى.. مساءلة بلا توجيه ومعالجة وفاقد الشئ لا يعطى، غير الابتزاز فقط للمواطن ميراث له يبقى، وكأنها محاكمة بلا محكمة.. فأي طوفان هذا واي اعصار لم يحسب حسابه فكانت الكارثة؟ كارثة لن تنساني مافقدته وأفتقد، آلاف رحلوا.. الأب والولد والجار، والقريب والصديق ومن نعرف.. إندماجية سحقت كل شئ، فكيف لي أن أنسى؟ فلا أحد ان ينسيني جراحي النازفة التي لم تندمل، فليست هذه ذكريات عابرة ولا هي خاطفة، قلوب تبكيها وجراح يئن منه وطن وهوية تسعى للملاقاة جارية.. ولن تندمل الجراح إلا باستعادة الوطن وسيادته ورد اعتباره.

إن بيني وبينك ياوطني نسبا في الايمان والعمق والحنان والعاطفة وإثارة الأحزان، وان كل دمعة ذرفت من العين و سقطت لم تذب فيها حشاشة النفس ناقصة، وأن كل نشيد لم يتفجر معها دم القلب ضرب من العبث، فلا مستقبل له في عالم كرامة الانسان وعزته.

إلهي.. لم تجرح الأكباد إلا حينما سقط الوطن في شباك وحدة الاندماج، فيالوعتي وياحسرتاه على مافرطناه.. فكيف أنساه؟!
إن أبناءنا اليوم فارغ الأكواب، ظمآنة شفتيه، مصقول الوجه ومظلم الروح، شغفتهم أسواق القات، يمدون أيديهم لأجل غصن لا يشبع، يتراءى لك أن أحدهم حي يرزق ولكنه في الحقيقة ميت، أستعار حياته من عادات وتقاليد الدحبشة تحت ظلال الجدران المائلة.. فياأسفاه على شباب هذا حاله، يضيع شبابه ويفقد ماله ويحرم ابناءه، ليثري قوى الاحتلال على حساب وطنه واهله.
ويامربي الاجيال حي الله شبيبتك علمهم الاعتزاز بالنفس والاعتداد بالشخصية وحب الوطن علمهم كيف يشقون الصخور لاجل استعادة الدولة، فإن قوى الاحتلال لن يعلمهم إلا التمزق والكراهية، والاقتتال والثأر، والاستنزاف والفساد، لاجل مصالحهم الاستعمارية في حكومة قائمة على العصبية القبلية والامامية والعنصرية الموروثة وللجنس العرقي بين اصل طاغية وفرع خاضع.. وانني كجنوبي لن تثنيني الحرب التجويعية مهما كانت المعاناة قاسية والضغوطات كبيرة وجسيمة في سبيل وطن نستعيده ونحميه ونصونه، ولا مانع بالاكتفاء بوجبتين او بوجبة واحدة، لا نبالغ فيما نقوله ولكنها الحقيقة التي لا تكذب الرائي للشمس حين تشرق وتغرب وبما يحسه كل عضو نابض بالجسم ويلمسه وسنبقى للعهد ثابتون ولمجلسنا الانتقالي مؤمنون وخير من يمثل الجنوب قولا وفعلا ولن نتركه أبدا وسنظل به متمسكون كمبدأ نؤمن به و مدرسة مرجعية بالعمل النضالي نتعلم منها مهما كان الامر واستفحل، فأهلا بالقبور وسهلا في عزة وشرف وفخر نتشرف به لعزة وطن وصيانة لكرامة الانسان وهويته الجنوبية فلا حياة بلا روح وروحنا وطن نستعيده وهوية نتمسك بها مهما كانت الظروف.. سنترك كل شئ إلا الوطن والهوية.. ونستغني عن كل شيء ولن نستغني عن مبادئنا لانها الدم الذي يسقي عروقنا لتدب الحياة في أبناءنا.. لن ننكسر حين تقسوا الحياة وتضيق الأرزاق.. قسم قسمناه امام الله ثم للوطن وللقائد عيدروس الرئيس للجنوب الاوحد ولمجلسنا الانتقالي نبراس يضاء لنا الطريق وتاج على الرؤوس نفخر به.. عهد علينا اتخذناه.. والله من فوق سبع سماوات يشهد.. لن نخضع ولن نركع الا لله الواحد له نسجد.. ولو ضاقت بنا كل السبل لغير الله لن نركع ونسجد (اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه... واللي مفارق محب يمكن سنة ينساه... بس اللي مضيع وطن، فين الوطن يلقاه).
فمن نعزي اذن؟ الوطن او المواطن؟.. الطوفان بالداخل فإن لم تدحروه اليوم قبل غد.. فسوف يجرف الجميع فحينها لا عزاء للوطن وللمواطن.. فكونوا يدا واحدة تسلموا.. الوطن للجميع وعلى القوات الجنوبية ان تدرك نفسها وتعود لادراك الوطن.
لك الله ياوطني