آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 12:41 ص

كتابات واقلام


الدولة مسلوبة.. فمن لأراضيها المنهوبة

الأحد - 21 أبريل 2024 - الساعة 06:40 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


الدولة مسلوبة.. فمن لأراضيها المنهوبة في ظل اصلاحات مخطوفة وقانون يبكي حاله بألبومه مخزون؟

منذ 34 عاما خطفت مننا دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، قدمت مئات الشهداء في سبيل النيل للاستقلال من الاحتلال البريطاني وتبعتها آلاف الأرواح ولكنها في 21/مايو /1990م خطفت الدولة بشخبطة قلم أسود ربما داكن الحبر لم يشهد عليه الشعب ولم تعير فيها دماء الشهداء ولا للأحرار في الداخل والمهجر. ويضرب الخلف اليوم كفا بكف على ما سلب ويتحسر ولا يدري متى يأتي الخلاص من الاحتلال الجديد الذي خان وغدر ولم يراعي حق الجوار ولا المعروف والاعراف والاديان ودساتير البشر.. لكن فمن لأراضي الدولة التي تنهب؟ ألم يكفي الغادر مانهب؟ فما له للأرض فأين للرعية وأين إليه أن يذهب؟ فلا سكن ولا قطعة ارض لكي يبني لأبنائه مسكن ولو على دفعات، لقد اصبح العقار لاصحاب النفوذ وللمواطن البسيط البسط عليه والعود، ومتابعات بين الطلوع والنزول فالوعود، ضحك واستحقار،توجيهات لدغدغة المشاعر على الورق بلا تنفيذ،احباط لتقتنع بالاستسلام فكل شئ منهوب حتى التراب لم يبقى لك فيه . فمن للمواطن والوطن في ظل النهب والسطو من قبل قوى الاحتلال ومن قبل بني جنسك للاسف الشديد.. فمن للمواطن من نهش الوحوش ومتى الخلاص ليتحرر المواطن، ويطهر الوطن من الاحتلال وجنده المرتزق؟ لم تسلم منهم حتى املاك الوقف والمساجد واليتامى
فلم يبقى للمواطن شئ من هؤلاء المتسلطين الى الرمق.. بالتزوير والادعاء بالباطل بسماسرة السوء يتسلق وبشهود الزور بالرشوة يتملك وبالإدعاء يتملق فمن لك ياأرض بعدما سلبت الدولة ولم يتبقى للبنية بعدها أثر؟ أبحثوا عن الملفات بين الركام لعل شئ منها يجد. على الجنوب ان يحسم أمره وخياراته إذن، بتقرير مصيره فلم يعد للحياة طعم في ظل متغيرات متسارعة وصراعات متزايدة حتى اصبحت اراضينا الجنوبية ومياهنا الإقليمية مسرحا لها، مما يحتم الواجب الوطني على الاصطفاف ورص الصفوف جنبا بجنب مع القيادة الجنوبية برئاسة زعيم النضال لاستعادة الدولة عيدروس قاسم الزبيدي وانتزاع استقلالها وكرامتها من أبغض قوى الاحتلال كراهية، ولا مانع من الاتفاق مع دولة عظمى او دولا ذات تأثير على صنع القرار بالامم المتحدة، وعلينا ان نهيئ أنفسنا بتنظيف الجنوب من الموالين للعدو ورصد تحركاتهم، فالأحداث تتطور وتتفاقم يوما بعد يوم وتتفنن فى حروبها على المواطن الجنوبي للمزيد، باختناق معيشته وخدماته وحقوقه لاجل ارباك المشهد بالداخل نحو التمزق والفتن وتضارب الآراء والأفكار والمذاهب.
يجب علينا ان نكون على قدر كبير من الوعي والادراك، ليكون لنا القرار مما يتطلب منا الدراسة والبحث للحصول على معرفة ما يدور وما يتطلبه من احتياجات وما لا يحتاج من خلال مؤشرات ملموسة.
إن المؤشرات الحالية الصادرة من الامم المتحدة لبلادنا كارثية.. لقد بلغت نسبة الفقر المدقع 82.7% وان نسبتها الأشد في الارياف حيث بلغت 89.4% في حين بالمناطق الحضرية قد حظيت بنسبة 68.9%.
إن المعاناة كبيرة والحالة المعيشية في هوة والكهرباء بالعناية المركزة ومعظم الادوية مهربة وغالية والماء في كثير من المناطق متفاوت مابين شبه مقطوع ومتقطع حسب الجدول المعد له، وغير نظيف وجرعات من غير علم المستهلك وعملة فقدت توازنها واسعار امامها المواطن عاجزا تماما ورواتب مسلوبة الحقوق ومرافق بين عائش ونص نص وميت افتقرت فيه المساواة ومستشفيات لا تقبل الا لمن يدفع قيمة الفاتورة..وشباب ضائع بين قات ومخدرات وعاطل وباحث عن عمل بين معسكر وبحر وغير قادر على الزواج ومعرض لغسيل المخ لمن يعطي له أكثر.. حرب على الجنوب تنوعت فيه الوسائل امام شعب احواله متدهورة وفاسد لا يهمه وطن ولا يهمه مواطن. امام هذا الوضع فالمسئولية كبيرة جدا يتطلب المواجهة المدروسة ضمن خطة علمية من ذوي الاختصاص والخبرة للحروب.. اننا لا نهول ولكنه الواقع الملموس. فالوقت لا يتحمل العتاب ونبش الماضي والخلافات، فالسوس قد اخترق حواجز المرافق والمؤسسات، فلا حل الا باستعادة الدولة ولا خيار ولا مساومة بالوطن والهوية والدين.
انا والوطن نقاسي، فقد هوت فوقنا صخور المآسي، فلم يعد الصراخ والعويل يفيد، فقد مات ايضا الرثاء ولم يبقى لنا الا العزاء منشور، خط كما شئت لك ان تخط، فالخطوط على الماء تمحقها الامواج، فإن لم تفق اليوم فمتى تفيق؟ فالأرواح عصرتها الاعصار.. جوع ولا دواء له يباع ولا طبيب يستقبل الجياع، مات المخترع والاختراع في وطن هده الشلل والاقصاء، فمتى ياوطن تفضي غرف الانعاش وتفتح أبواب الحياة للأحياء من زنزانة التكبيل لعفة الانسان؟ فلم نعد بعد هذا العناء نطيق ولا الوطن يقبل التكرار.. سلبت الحياة ولم تسلم منها الأعراف والدين.. أبكيك ياوطني حين أكون فيك غريب.