آخر تحديث :الإثنين - 11 نوفمبر 2024 - 03:20 م

من تاريخ عدن


العولقي : غياب نديم بغدادي كأنك تنتزع حجراً متينا من عمارة البناء العدني الكبير

السبت - 29 يونيو 2024 - 03:53 م بتوقيت عدن

العولقي : غياب نديم بغدادي كأنك تنتزع حجراً متينا من عمارة البناء العدني الكبير

سعيد عولقي

(نديم) وقع في نفسي وقعاً محزناً الخبر المحزن الذي قرأته منذ قليل عن رحيل العدني الكبير نديم بغدادي رحمه الله.. من كبار الاولد تايمرز العدنيين.

عاش حياة عدنية صميمة مثل اي تاون دويلر ذرع طرقات كريتر وشوارعها وحوافيها وحفيصاتها بالطول والعرض.. ولم يمل من الحياة.. ولا الحياة ملته. !!

منذ عام لقيته في كافتيريا، او بوفيه ركن الزعفران المسمى "بكرة بلاش" حيث كنت بقوة العادة اتناول فيه فنجان شاي العصاري اليومي.. استوقفته ودعوته، تعال يانديم.. فوطة طويلة وشميز مفتوح الزرار وشال روشاني حول رأسه.. : تعال يانديم. !! طلع عتبة البوفيه بسهالة.. وجلس في المقعد المقابل : شاي حليب والا احمر والا نيسكافيه؟؟ اخذ يتفرس في وجهي الشائب الذي رسمت سنين العمر اخاديدها عليه.. تفرس في وجهي.. تفرس كثيراً !! وسألته : مالك يانديم؟ تشتي تلتقط لي صورة؟؟ قال: اصبر اصبر.. عيني مليانة منك. !! مشي انت العولقي؟ سعيد عولقي؟ والا انا غلطان؟؟ اكدت له : نعم انه انا.. كيف احوالك؟ قال: والله زيما تشوف.. يوم بصل.. ويوم كسل.. ويوم صانونة هواء.. ايييييه.. فين الايام ؟ تذكر سنين الحديد اللي كنا نجلس به قدام مقهاية كشر؟؟ ايام ماكنت تجي من الشيخ ببابورك الاوستن موريس ميني.. الله على ذاكرتك المليحة يانديم.. ايوه.. نجلس فوق حاجز الحديد، ويجيب لنا كشر الشاهي الى عندنا.. ايه.. انت والخضر.. وبدر عوض.. وساعات يجي صالح قردش.. ومحمد سعيد منصر.. ومرة اجا عبدالرحمن باجنيد.. ايام. !!

ايام السلى الصحفي العدني اللي على اصوله دخل البغدادي في خصومة مع عبدالقادر خضر.. فكتب عنه هجاءً في مجلته الفنون.. فما كان من البغدادي الا ان رد له الصاع صاعين في مجلته في الاسبوع التالي.. وتواصلت بينهما المساجلة الى ان فرع بيناتهم اهل الخير.. وكنت مع المنصر من بينهم..

في الزعفران سألته ونحن نشرب الشاي : يانديم من فين دخل عليك اسم البغدادي؟ هل اهلك من العراق؟؟
قال : والله مانا داري !! بلكي حد من جدودنا كان من هناك..

كان نديم يحرص على صدور مجلته الفنية الاجتماعية كما هو مكتوب في صدارتها.. كل اسبوع.. واحياناً كل اسبوعين واحياناً حتى اكثر.. قال لي وهو يضحك انه احياناً حتى لايأبه بقراءة محتوياتها.. فقط يحرص على متابعة الاعلانات التجارية لانه هي اللي فيبه الرزق والبيستين. !!
ايام نديم بغدادي كانت من تجليات الزمن العدني البديع.. وغيابه عن المشهد العدني بلا ريب شكل فرقاً عند كل من عرفه او حتى كل من سمع به وبأمجاده في عدن التي كانت. !!
اما غيابه عن المشهد العدني فقد كان بالضبط وكأنك تنتزع حجراً متينا من عمارة البناء العدني الكبير.