آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:59 ص

كتابات واقلام


قالوا الانتقالي وُلد ميتًا… فإذا بهم يموتون أولًا

السبت - 29 نوفمبر 2025 - الساعة 03:13 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب


منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لم تتوقف بعض الأصوات الإعلامية عن التشكيك في وجوده، بل ذهبت قناة بلقيس إلى حد القول إنه "وُلد ميتًا"، وكأنها تملك مفاتيح الحياة والموت في السياسة. كان ذلك الخطاب جزءًا من حملة منظمة هدفت إلى إضعاف المشروع الجنوبي، وإقناع الناس بأنه مجرد وهم عابر لا مستقبل له.

لكن ما حدث لاحقًا قلب المعادلة رأسًا على عقب: القناة التي أعلنت موت الانتقالي هي التي أغلقت أبوابها ورحلت عن المشهد، بينما الانتقالي ظل حاضرًا، يترسخ في الواقع، ويواصل بناء مؤسساته، ويكتب فصول الحاضر والمستقبل. المفارقة هنا ليست مجرد حدث إعلامي، بل دليل على أن الحقائق أقوى من الشعارات، وأن المشاريع الحية لا تموت مهما حاول خصومها.

الانتقالي اليوم أثبت أنه ليس مجرد رد فعل، بل مشروع سياسي واجتماعي متكامل، يستند إلى قاعدة جماهيرية واسعة، ويملك رؤية واضحة لمستقبل الجنوب. من أعلن موته هو من مات، ومن اتُّهم بالضعف هو من بقي حيًا، يفرض نفسه كرقم صعب لا يمكن تجاوزه في أي معادلة سياسية قادمة.

ولمن لا يزال في قلبه شك، فليقرأ الواقع بعين مفتوحة: الانتقالي لم يكن وهمًا ولا عابرًا، بل مشروع حيّ يثبت أنه الرقم الصعب، ويواصل صناعة الحاضر والمستقبل. من أراد أن يختبر قوته فليستمع إلى صوت الأرض والناس، فالواقع لا يكذب.