آخر تحديث :الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - 07:40 م

كتابات واقلام


الجنوب يُعيد كتابة التاريخ

الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - الساعة 06:02 م

نزار هيثم
بقلم: نزار هيثم - ارشيف الكاتب


ما يشهده الجنوب اليوم لم يعد قابلًا للتوصيف كحراكٍ شعبي أو موقفٍ سياسي عادي ، بل بات تحولًا بنيويًا في معادلة الشرعية والسلطة.
اصطفاف أكثر من عشرين وزارة وهيئة ومؤسسة حكومية خلف قرارات المجلس الانتقالي الجنوبي وقائدنا عيدروس الزُبيدي يشكّل دليلًا قاطعًا على أن مشروع استعادة دولة الجنوب انتقل من نطاق المطالبة إلى حيّز الفعل السيادي المنظم.
إن هذا الواقع يؤكد أن الشرعية لم تعد مسألة اعترافٍ شكلي، بل نتاج قدرة حقيقية على الإدارة، والضبط، وتقديم نموذج حكم جنوبي قابل للحياة. وحيثما تتجسد الإرادة الشعبية في مؤسسات فاعلة، تولد شرعية لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها.

للداخل الجنوبي:
هذه لحظة التاريخ التي لا تحتمل التردد. وحدة الصف، والانضباط المؤسسي، والالتزام بالمشروع الوطني الجنوبي الجامع، هي الضمانة الوحيدة لتحويل هذا الإنجاز إلى دولة مستقرة ذات سيادة كاملة.

وللإقليم والمجتمع الدولي:
الجنوب لم يعد سؤالًا مفتوحًا ولا قضية مؤجلة. إنه فاعل سياسي مكتمل المعالم، وأي مقاربة تتجاهل هذا التحول المؤسسي العميق، أو تحاول الالتفاف عليه، لن تنتج سوى عدم استقرار ممتد.

إن استعادة كيان الدولة الجنوبية وإعلانها للعالم أجمع ليست خيارًا أيديولوجيًا ولا لحظة انفعالية، بل استحقاقًا سياسيًا تراكميًا فرضته الوقائع على الأرض، وتدعمه إرادة شعب، وتؤكده مؤسسات، ويطالب اليوم بمقاربة دولية واقعية ومسؤولة.
هذا خطاب واقع لا خطاب نوايا ومن يتأخر عن استيعابه، سيفرض عليه الاعتراف به لاحقًا.