آخر تحديث :الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - 07:59 ص

تحقيقات وحوارات


تضاعف مأساة مصور في الجيش الجنوبي.. نهب أراضي عدن( 3-3)

الأحد - 09 أكتوبر 2016 - 03:36 م بتوقيت عدن

تضاعف مأساة مصور في الجيش الجنوبي.. نهب أراضي عدن( 3-3)

اعداد: قسم التحقيقات

تتضاعف يوماً بعد يوم مأساة المساعد أول/ عبد الواحد علي مقبل، مصور سابق في وزارة الدفاع، سطت عصابات الفيد على منزله بمحتوياته في حرب عام 94م، وزادت الحرب الأخيرة معاناته المعيشية، حيث لا يكفى مرتبه العسكري الزهيد لتغطية إيجار المنزل، كما تبخر أمله بصرف تعويضات لجنة معالجة قضايا الأراضي والمساكن المنهوبة في الجنوب.
ويحمل المواطن/ عبدالواحد علي مقبل، من أبناء محافظة عدن م/المنصورة، ملف يحتوي على ( 50 ) وثيقة ومذكرة تحمل أكثر من ( 90 ) توقيعاً لجهات مختصة مختلفة في الإسكان والتخطيط الحضري، وفي أجهزة البحث والنيابة والشرطة وغيرها، وكلها تؤكد منزله في منطقة حاشد بالمنصورة من قبل متفيدي حرب 94م.
23 عاما من المعاناة والظلم تكبدها عبدالواحد، لكن رغم اليأس والإحباط مازال يحدوه الأمل بتعويضه، يقول وبحسرة: " بدأت في 87م أتابع في الإسكان للحصول على مسكن يأويني وأسرتي، وفي أكتوبر 1992م صرف لي مساحة صغيرة في براق حاشد بالمنصورة وقمت بعد ذلك بتسوية الموقع وبنيت مسكن صغير، لكن تم نهبه بمحتوياته في 94م وبيعه لاحقاً، ولم تفلح 50 وثيقة وتوجيه يضمها ملف المسكن المنهوب في إعادته".
ورغم ورود اسم عبد الواحد ضمن كشوفات لجنة التعويضات، إلا أن الرجل لم يتنفس الصعداء بعد، فقد تبخرت آمال تعويضه بعد تبديد ما يقارب 350 مليون دولار رصدت للتعويضات قبل اندلاع الحرب الأخيرة، يقول: " كان أملنا أن يتم تعويضنا من خلال اللجنة المكلفة بشأن معالجة قضايا الجنوب، وتعويض من نهبت منازلهم كونه صدر بها قرار رئاسي، لكن الأمل ضاع والحرب طال أمدها، وعشنا سنوات عجاف أخرى".
يعول عبدالواحد أسرة مكونة من خمس بنات أكبرهن في الجامعة، يكمل حديثه: "راتبي لا يكفي لإيجار المنزل الذي اقطنه ناهيك عن مصاريف الأسرة، وتراكم الديون لمالك المنزل منذ إندلاع الحرب، حيث نمر بظروف معيشية صعبة".
أراد الرجل أن يوجه رسالة عبر صحيفة "عدن تايم" لمن يهمه الأمر، لنقل صورة عن معاناة المواطنين الجنوبيين، والظلم الذي تجرعوا مرارته عقب الوحدة وحرب صيف عام 1994م، مناشدا رئيس الجمهورية والحكومة ومحافظ عدن والتحالف العربي، بتعويض من نهبت منازلهم في عدن، ودعا كل الخيرين من رجال الأعمال الجنوبيين في المهجر والمنظمات المعنية، التدخل للوقوف على مثل هكذا قضية.
يستطرد عبدالواحد بمرارة بالغة: "قدمت للجنوب سنوات عمري من خلال عملي مصور صحفي وتلفزيوني في الدائرة السياسية بوزارة الدفاع، حيث عملت في برنامج جيش الشعب لجيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والذي كان يقدمه الدكتور علي صالح الخلاقي حينها". حيث يحتفظ الرجل باعتزاز واضح بصورة تجمعه باللواء/ صالح عبيد- مستشار الرئيس- وزير الدفاع حينها.
يتذكر مشاركته ضمن مصوري أكبر مناورة شهيرة على المستوى العربي والإقليمي والدولي، وهي مناورة ردفان عام 87م، ومرافقته إعلاميا لوزير الدفاع الشهيد المناضل/ صالح مصلح قاسم، وكبار القادة ومدراء دوائر وزارة الدفاع، واللواء /صالح عبيد أحمد، عندما قام بزيارة رسمية رفيعة المستوى إلى جمهورية إثيوبيا الإشتراكية، حاملاً رسالة خطية من الرئيس المناضل/ علي سالم البيض، إلى الرئيس الأثيوبي/ منجستو هيلا مريم عام 1988م، قبل إنتقاله للعمل إلى صنعاء في يوليو 1990م، وعمل في قسم المونتاج التلفزيوني التابع لدائرة التوجيه السياسي المعنوي حتى عام 1994م، ومن ثم أنتقل إلى العمل في عدن بعد حرب 1994م، بعد ما شعر بمضايقات وعدم القدرة على العمل والعيش في صنعاء، حد قوله، لينتهي به المطاف في المتحف العسكري بعدن حتى اليوم.
يأمل عبدالواحد كغيره من المواطنين البسطاء في عدن والذين نهبوا وتجرعوا مرارة الوحدة من الجهات المختصة تعويضه عن منزله المنهوب، كرد إعتبار عن كل تلك السنوات الطويلة والتي عانا فيها من الظلم، حتى يومنا هذا، كونه لا يزال في خدمة الوطن منذ ثلاثين عاماً.

عبدالواحد مع اللواء صالح عبيد احمد مستشار رئيس الجمهورية
 

صورة مع الواء علي محمد صلاح