آخر تحديث :الأحد - 01 سبتمبر 2024 - 04:47 ص

شهداء التحرير


الشهيد / رشيد الحريري في ذكراه الاربعين

الأربعاء - 23 ديسمبر 2020 - 06:51 م بتوقيت عدن

الشهيد / رشيد الحريري في ذكراه الاربعين

بقلم أ/علي المقدم الحريري

قليلة هي الكلمات وعبارات الرثاء التي تسطرها ايدينا في الكتابة عن سيرة اولئك الابطال من شهداء الجنوب الذين رَوَوا بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن الجنوبي الغالي ،الذي سلب منا على حين غرة واجتاحته جحافل التتار اليمني البغيض في العام 1994م، بعد ان غدر بنا بوحدة لم يكن الطرف الاخر ينوي من وراءها الا السيطرة على الجنوب وسلب ثرواته واستغلال موقعه وموارده من قبل عصابة الفيد والفساد اليمني .
فمنذ 1994م والجنوب يكافح من اجل نيل الحرية واستعادة دولته وهويته وكرامته مقدماً لاجل ذلك الاف الشهداء والجرحى الذين قدموا ارواحهم رخيصة من اجل الوطن الجنوبي والانعتاق من نير الاحتلال اليمني الذي استباح الارض والعرض ونشر الفوضى والفساد في عموم جنوبنا الحبيب.
ومن بين اولئك الابطال الميامين الذين قدموا ارواحهم رخيصة على مذبح الحرية والكرامة واستعادة الدولة ،الشهيد البطل /رشيد قحطان العجلمي الحريري والذي تحل علينا قريباً وتحديداً في 27-12-2020م مرور اربعين يوماً على استشهاده.
الشهيد رشيد الحريري ينتمي الى اسرة كريمة وعريقة ولها تاريخ ناصع البياض في النضال والتضحية ومقارعة الاحتلال. فوالده العميد قحطان محمد يحيى الحريري هو احد الشخصيات العسكرية الجنوبية البارزة، والتي تعرضت للظلم والتهميش من قبل سلطات الاحتلال اليمني ،كان من اوائل من التحق بركب الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية وكذلك شقيق الشهيد الناشط الاعلامي / وضاح الحريري الذي ظل يقارع الاحتلال الهمجي من على عدد من القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية الشهيرة مدافعا عن حقوق الجنوبيين ومفنداً كل ادعاءات الاحتلال واباطيلة.

انني هنا اكتب هذه الاسطر عن واحد من تلامذتنا الاحبة الذي كان يتسم بالهدوء والاخلاق الفاضلة.

الشهيد رشيد،رحمه الله، التحق في صفوف القوات الجنوبية وهو في عمر الزهور وحمل البندقية تلبية لنداء الواجب كي يدافع عن ارض الجنوب وكرامة الامة الجنوبية .وكم كانت شجاعة الشهيد واقدامه بالرغم من حداثة سنه ،الا انه كان في الصفوف الامامية في جبهات القتال يواجه -وباستبسال منقطع النظير -علوج الغزاة الارهابيين في جبهات ابين مجترحا تلك البطولات الاسطورية، ومسطرا هو ورفاقه من الابطال اروع الملاحم البطولية وانصع الصفحات في التضحية والفداء للذود عن حياض الوطن الجنوبي الغالي.
لقد اتتنا قوى الشر والارهاب اليمنية بقضها وقضيضها محاولة وباستماته اعادة احتلال ارضنا وبحثاً عن موطئ قدم وارض بديلة في ارض الجنوب الحرة. اتتنا تلك الفلول والجحافل ومسنودة من جماعات الارهاب والارتزاق بعد ان فرت وهي تجر ذيول الهزيمة والعار من جبهات مأرب والجوف جراء الهزائم الساحقة والمتتالية التي تلقتها من جماعة الحوثي الايرانية .حاولت تلك القوى الشريرة غزو الجنوب بعد ان تركت ارضها وعرضها وديارها ونساءها وراءها فوجدت في الجنوب ابطال وليوث اشداء ،ابطال يفضلون الموت والتضحية على العيش في ذل ومهانة. ومن بين اولئك الابطال الجنوبيين الذين تصدوا لجحافل الارهاب الاخونجي في جبهات ابين (شقرة والطرية والشيخ سالم ووادي سلا) ، كان هناك الشاب الجنوبي البطل/ رشيد قحطان الحريري والذي تصدى وبكل بسالة واقدام هو ورفاقه الاشاوس لتلك الجحافل الاجرامية ،موقعين في صفوفها الخسائر الفادحة في الارواح والعتاد. وابى الشهيد الاستسلام حين حوصر هو وزملاؤه حتى قضى شهيداً وارتقت روحه الطاهرة الى بارئها في وادي سلا تاركاً لنا وللاجيال القادمة ارثاً عظيماً وصفحات ناصعة للبطولة والتضحية وحب الوطن.

ولقد فجعنا جميعا يوم وصلنا خبر استشهاده في جبهة سلا بأبين، ولكن لامرد لقضاء الله وقدره والحمد لله على ماقدر وكتب.

رحم الله الشهيد رشيد قحطان الحريري وجميع شهداء الجنوب واسكنهم الله الفردوس الاعلى من الجنة والهمنا واهلهم وذويهم وجميع محبيهم الصبر والسلوان .ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان على فراقكم ايها الشهداء الابرار لمحزونون.