آخر تحديث :السبت - 27 يوليه 2024 - 01:07 م

الصحافة اليوم


صحف عربية: الهدنة "سراب" يستغله الحوثيون لتنفيذ جرائمهم

الثلاثاء - 05 يوليه 2022 - 01:39 م بتوقيت عدن

صحف عربية: الهدنة "سراب" يستغله الحوثيون لتنفيذ جرائمهم

عدن تايم - وكالات:

يبدو أن الحوثيين أتموا استعدادهم لمعركة قادمة، حيث يتناوب قادتهم السياسيون والعسكريون بانتظام، منذ دخول الهدنة الانسانية في اليمن حيز التنفيذ على التلويح بخوض حرب أشد شراسة والتصريح بأنهم باتوا أكثر عدداً وعدة مما قبل وقف إطلاق النار.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، اعتبر مراقبون أن هدوء النسبي الذي ينعم به اليمنيون حالياً للمرة الأولى، منذ استيلاء الميليشيات الإرهابية على السلطة في صنعاء، لم يقلل من التأثيرات الكارثية للعدوان الحوثي المتواصل على مدار الأعوام الماضية، التي قادت اليمن لأن يسقط فريسة للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم بأسره.
قنبلة موقوتة
وقال الكاتب صالح البيضاني في صحيفة "العرب" اللندنية أن الحوثي يواصل جني مكاسب الهدنة الأممية التي طالما اتفقت جميع الأطراف الفاعلة في المشهد اليمني، بما في ذلك الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن على وصفها بالهشة، بالتوازي مع استعداد الحوثيين الفاضح لخوض جولة جديدة من الحرب بعد استكمال تجهيزاتهم لهذه الحرب، على وقع الأماني الدولية الحالمة بدفعة نحو سلام هش قد يأتي امتدادا لهدنة أكثر هشاشة لم تصمد كما يبدو، إلا نتيجة لالتزام الحكومة اليمنية بها من طرف واحد وحرص الإقليم والعالم على عدم انهيارها.
وأوضح البيضاني أن من يقرأ تاريخ وملابسات ومآلات العشرات من الاتفاقات التي وقعتها الميليشيات الحوثية منذ حروب صعدة الست وحتى اتفاق الهدنة الأخير، مروراً بمؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة ومشاورات الكويت واتفاق السويد، يدرك أن السلام ليس ضمن قائمة الخيارات الحوثية بالمطلق، وأنه لا يمكن الوثوق بتعهدات ميليشيات عقائدية مصممة للقتل، لا تؤمن بالحوار السياسي، إلا كجسر مؤقت للعبور نحو المزيد من العنف والدمار.
وأشار الكاتب إلى أن الحوثيين ليسوا مسؤولين تماماً عن سراب السلام الذي يلاحقه العالم في جبال اليمن، فالميليشيات الحوثية واضحة تماما في إعلانها عن خياراتها الأيديولوجية التي توظف كل طاقات المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها ليس لاستهداف اليمنيين فقط بل وتحويل هذا المجتمع إلى قنبلة موقوتة تهدد أمن العالم أجمع.
وتساءل البيضاني "هل خيار السلام ممكن في مشهد ضبابي وغائم كليا مثل المشهد اليمني؟"، وقال إن الجواب على هذا السؤال المعقد، باعتقادي لا يمكن الجزم به بشكل حاسم أو قطعي، رغم أن “السلام” بمفهومة الشامل، نهاية إجبارية لنفق الحروب المظلمة عبر التاريخ، حتى تلك الأشد شراسة وقسوة، ولكن هذا السلام يحتاج إلى أن تنضج ظروفه الملائمة، وفي المشهد اليمني لا يبدو أن ظروف الحرب قد نضجت حتى ينضج السلام على نار هذه الحرب الهادئة!
محاولة أوروبية لانقاذ اليمنيين
فيما أجمع محللون أوروبيون على أن صمود هذا الوقف المؤقت للمعارك في اليمن يمثل فرصة للقارة العجوز، للاضطلاع بدور أكبر، سعياً لوضع حد للصراع، الذي أشعل الانقلاب الحوثي الدموي شرارته، قبل نحو 8 أعوام.
وذكرت صحيفة "الاتحاد" فب تقرير لها أن هنا يأتي الدور المأمول للاتحاد الأوروبي، في دعم منظمات المجتمع المدني اليمنية والمبادرات المحلية الهادفة، إلى التخفيف من معاناة ملايين اليمنيين، ممن أجبرتهم الممارسات العدوانية الحوثية، على الفرار من ديارهم والإقامة في مخيمات للنازحين، تسودها ظروف مزرية، ومساعدة هؤلاء الذين باتوا عاجزين عن التنقل من هذه المنطقة إلى تلك، بسبب الحواجز العسكرية أو حقول الألغام التي زرعها الانقلابيون حول المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة المتخصصة في الشأن اليمني ماريكا ترانسفيلد قولها إن على الاتحاد الأوروبي الانخراط بقوة، في جهود دعم مشروعات إعادة تأهيل البنية التحتية في اليمن، ومد يد العون في هذا الصدد، للجهات المسؤولة عن رصف الطرق وتقديم خدمات الصرف الصحي وإدارة المرافق الطبية في المناطق الريفية بوجه خاص، لا سيما أن كثيراً من هذه المنشآت، يفتقر إلى المياه النقية والكهرباء.
ويتطلب ذلك، حسبما قالت ترانسفيلد في مقال نشره الموقع الإلكتروني لمركز �المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية للدراسات والأبحاث�، أن تتعاون الدول الأوروبية مع المنظمات اليمنية المحلية، لإجراء تقييم دقيق لاحتياجات السكان، والمساعدة على استحداث هيئات غير حكومية، تشرف على اختيار المشروعات التنموية وبرامج دعم البنية التحتية، وتنفيذها كذلك، وهو ما سيساعد بشكل غير مباشر، على الحفاظ على الهدنة المطبقة في البلاد منذ مطلع أبريل الماضي.
ومن بين المشروعات التي يمكن للاتحاد الأوروبي توجيه الدعم إليها، عمليات إصلاح الآبار في تعز، التي تعرقلها ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وأوضحت الباحثة أنه يمكن للأوروبيين مساعدة جمعيات المجتمع الأهلي اليمنية على تشكيل مجموعات للوساطة، تسهم في إنجاح المبادرات الرامية لإعادة فتح الطرق في محافظات، مثل الضالع وأبين وشبوة، ورفع الحواجز الموضوعة على الطريق الواصلة بين محافظة مأرب في شرقي البلاد والبيضاء في جنوبها، وهو ما يعرقل عمليات التنقل بين المحافظات الشمالية، وتلك الواقعة في المناطق الجنوبية والشرقية من اليمن.
وشددت ترانسفيلد على أن اضطلاع الاتحاد الأوروبي بدور فاعل على صعيد تحسين الوضع المعيشي لليمنيين، لن يعزز فقط الهدنة الحالية، بل سيقود كذلك إلى أن يستعيد الاتحاد بعضا من المصداقية، التي فقدها جراء غيابه اللافت عن المشهد اليمني، منذ إطاحة الميليشيات الإرهابية بالحكومة الشرعية بصنعاء في خريف عام 2014.
دعم خليجي
ومن جانبه قال سفير مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن، سرحان بن كروز المنيخر، إن دول المجلس ليس لديها إلا خيار واحد في اليمن، وهو دعم الحل السياسي لإنهاء الأزمة ليعود اليمن "سعيداً كما عهده التاريخ".
وأكد المنيخر في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط" دعم مجلس التعاون الهدنة اليمنية برعاية أممية، واعتبرها أساساً وأرضية صلبة لتتحول إلى عمل يتم التأسيس عليه للوصول إلى الحل السياسي لإنهاء الأزمة اليمنية، وقال "لا يمكن بدء أي مفاوضات سياسية إلا بوجود هدنة"، في إشارة إلى دعم المجلس نقلها لتصبح هدنة دائمة.
وبسؤاله عن بداية النهاية للأزمة اليمنية، أجاب المنيخر قائلاً "أعتقد أن النهاية ليست بعيدة وستكون قريباً جداً متى ما غلبت الأطراف اليمنية المصالح العليا لليمن على المصالح الشخصية، ومتى ما وصلوا لهذه القناعات سوف يكون السلام حينها في متناولهم".
وتابع الدبلوماسي الخليجي أن جميع الأطراف اليمنية تعرف التاريخ جيداً فاليمن جزء من الجزيرة العربية وامتدادها الطبيعي دول مجلس التعاون. لا يمكن الانفكاك عن ذلك، ويجب أن يعيش اليمن إلى جواره الطبيعي في الجزيرة العربية كبلد عربي حر أبناؤه هم من يملكون فيه القرار.
وسألت الصحيفة المنيخر "هل استلهمت الهدنة أجواء المشاورات الإيجابية، أم أن نتائج المشاورات استفادت من الهدنة؟.
أجاب السفير الخليجي بالقول: "نستطيع القول إنها مشتركة، فتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية بذل جهوداً كبيرة، وكذلك الجهود التي بذلتها سلطنة عمان أسفرت عن إعلان الهدنة الأممية".