آخر تحديث :الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - 08:28 ص

اخبار وتقارير

عدن تايم تنشر أوراق العمل العلمية المقدمة الى :
الحلقة النقاشية بعنوان : "العمل النقابي للصحفيين والإعلاميين .. الأهمية والدلالة " 1

الإثنين - 12 ديسمبر 2022 - 07:35 م بتوقيت عدن

الحلقة النقاشية بعنوان : "العمل النقابي للصحفيين والإعلاميين .. الأهمية والدلالة " 1

عدن تايم/ خاص

نظمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين حلقة نقاشية بعنوان: " العمل النقابي الإعلامي.. الأهمية والدلالة"،  في مركز التدريب والتأهيل الإعلامي التابع للهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي بالعاصمة عدن، صباح الإثنين 12 ديسمبر 2022م. وبرعاية من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

واستعرضت الحلقة النقاشية ثلاث أوراق علمية:

الورقة الأولى كانت بعنوان: " أهمية ميثاق الشرف الصحفي" قدمها الاستاذ عبدالعزيز بن بريك ، بينما حملت الورقة الثانية عنوان :" أهمية العمل النقابي والإعلامي في أوساط الصحفيين والإعلاميين " استعرضها الأستاذ نجيب مقبل عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.
أما الورقة الثالثة والأخيرة تناولت " تطور العمل النقابي في الجنوب" قدمها الدكتور نصر مبارك باغريب عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

وتنشر عدن تايم أوراق العمل تباعا وتستهلها بالورقة الأولى:

أهمية ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي
والإعلان العالمي لأخلاقيات المهنة للصحفيين


اعداد/ ا. عبد العزيز بن بريك

تعد مواثيق الشرف الصحفي الاعلامي من أهم المداميك الفاعلة للمشتغلين في حقل الصحافة والإعلام باعتبار أن الصحافة مسئولية اجتماعية ورسالة وطنية ومن حق الشعوب والأفراد الحصول على المعلومات الصادقة حيث \يلتزم الصحفيون بالدفاع عن قضايا الحرية وتعميق الممارسة الديمقراطية وتأكيد حق المواطنين في المشاركة ايجابيا في أمور وطنهم حيث يدرك الصحفيون أنهم مسئولون على الأخطاء المهنية والمسلكية التي تعني مخالفة للقوانين والأنظمة مما يلحق ضرر ماديا أو معنويا بالآخرين.

وعليه فان ممارسة المهنة الصحفية بصورة تخالف الانظمة والقوانين المعمول بها تعد خرقا لواجبات المهنة وتجاوزا على آدابها وقواعد سلوكها الامر الذي يعرضهم للمسائلة القانونية.

ان التزام الصحفيون بمساندة عدالة القضاء وتأكيد سيادة القانون وعد م التحيز لجانب على آخر يعد جانب سلوكي وأخلاقي يجب أن يلتزم به الصحفي والاعلامي.

يمكن إجمال المبادئ الرئيسة التي اتفقت عليها مواثيق الشرف الإعلامي في مبادئ هي:
الصدق، والدقة، والتوازن، والعدالة، احترام الخصوصية، الموضوعية، وتنحية الأهواء الشخصية، الالتزام بالمسئولية تجاه الصالح العام للمجتمع، احترام القانون، الالتزام بالآداب العامة، وجودة الأداء، إلا أن أغلب المبادئ التي تتضمنها مواثيق الأخلاقيات تُصاغ في عبارات عامة غامضة أو مبهمة، وخاصة فيما يتعلق بمبادئ الموضوعية والحيدة والصدق وحرية الإعلام، ورغم ذلك فأهمية المواثيق الأخلاقية المهنية ترجع إلى أنها تعد بمثابة توجيهات داخلية لقرارات الصحفي في مختلف المواقف التي تواجهه أثناء عمله المهني.

وتنتظم المواثيق الأخلاقية في نمطين رئيسيين من حيث الالتزام بالتطبيق - كما ذكر د. عبده رمضان الصادق صقر، مدرس الصحافة بكلية التربية النوعية جامعة الزقازيق- الأول: أن يتضمن الميثاق مجموعة من المبادئ المثالية Ideals التي تسعى الجماعة المهنية إلى تحقيقها، فهذا الشكل يهدف إلى تقديم الجماعة المهنية إلى المجتمع والتعريف بأهدافها، وتتسم صياغة المبادئ بالعمومية، إذ تتميز بأنها إعلانات مبادئ واسعة، ولا تتضمن هذه المواثيق أية عقوبات يمكن أن يتعرض لها الإعلامي الذي ينتهك هذه المبادئ.

وإشكالية هذا النمط من المواثيق أنه يجعل أحكام المواثيق واسعة لدرجة أنها لا تحدد مقاييس واقعية تختلف من حالة إلى أخرى، إضافة إلى المشكلة العامة التي تواجه الذين يكتبون أحكام المواثيق وهي أنهم لا يعرفون أين يقفون.

الثاني: يقوم على مجموعة من المعايير والأحكام Standards and rules والتي يجب على الإعلامي أن يطبقها، وهي معايير أكثر تفصيلًا ويمكن أن توفر إرشادات للإعلامي أثناء قيامه بعمله واتخاذه للقرارات، إضافة إلى أنها يمكن أن تشكل المضمون الذي تقدمه الوسيلة الإعلامية، والبعض من المواثيق التي صيغت بهذا الأسلوب تفرض نوعًا من العقوبات على انتهاك بعض ما تتضمنه من أحكام.

ويمكن أن يصلح هذا النمط من الصياغة بشكل أكبر لمواثيق الوسائل الإعلامية نفسها، ويعتبر الميثاق الذي أصدرته "لجنة معايير الإذاعة البريطانية" والميثاق الذي أصدره "مجلس الصحافة الألماني" من أفضل النماذج لهذا النوع من الصياغة، إلا أن معظم المواثيق تكون خليطًا من النمطين السابقين.

ويرتبط وضع الميثاق الأخلاقي أو ميثاق الشرف المهني، فهناك مواثيق يصوغها العاملون في وسائل الاتصال، ومن ثم تسعى لخدمة مصالحهم أكثر من خدمة مصالح الجمهور هذا من جهة، وهم ملتزمون بتنفيذها باعتبارها تنظيمًا ذاتيًا لهم من جهة أخرى، بينما هناك مواثيق تفرض على المهنة من غير العاملين بها، وتكون لها درجات مختلفة من الفاعلية، وهي في هذه الحالة تخدم بشكل أو بآخر الجمهور.

تتسم صياغة المواثيق بالعمومية، إذ تتميز بأنها إعلانات مبادئ واسعة، ولا تتضمن أية عقوبات يمكن أن يتعرض لها الإعلامي الذي ينتهك هذه المبادئ.

ويتمثل القائمون على صياغة المواثيق الأخلاقية في الفئات الثلاث التالية:
(1) الإعلاميون:           
تقوم هذه الرؤية على أن المبادئ الأخلاقية لابد أن تكون نابعة من الإعلاميين أنفسهم حتى يستطيعوا الالتزام بها، لأنها أولًا وأخيرًا تعبر عن ضمائرهم المهنية، ولذلك فهم الأقدر على تصور مشكلاتهم ومواجهتها، فالميثاق الذي يدافع عن معايير مثالية لسلوك الإعلاميين ولا يربط هذه المعايير بما يقوم به الإعلاميون بالفعل يُعد أبعد ما يكون عن الممارسة الفعلية للإعلاميين، ومن ثم يصعب أن يؤثر على عملهم ، ولذلك فإن الميثاق الأخلاقي الذي يمكن أن يكون أكثر نجاحًا في التأثير على سلوك هؤلاء الإعلاميين وتحسين أدائهم والارتقاء به ضمن منظومة أخلاقية فاعلة لابد أن يبدأ من الممارسة الفعلية لهم.
(2) الأكاديميون:
هناك من يرى أنه من الضروري أن يكون للأكاديميين دور في صياغة المبادئ الأخلاقية لوسائل الإعلام، فالمواثيق يجب أن يسبق إصدارها دراسات علمية للقيم المجتمعية والثوابت التى يقوم عليها المجتمع، وعلاقة وسائل الإعلام بالمجتمع والتطور الثقافي للمجتمع، والذي يمكن أن يؤثر على تشكيل المواثيق الأخلاقية، وبدون ذلك يمكن أن تصبح المواثيق الأخلاقية عملية استنساخ من مواثيق أخرى، تم تطويرها في دول أخرى.

الأجدر في تحديد الجوانب الأخلاقية للإعلام، لأن الأكاديميين أنفسهم لم يختبروا هذه الأخلاقيات في الممارسة الإعلامية على أرض الواقع، وبالتالي لابد أن ينحصر دور الأكاديميين في تقديم النُصح والمشورة للإعلاميين عند صياغة مواثيق الشرف المتعلقة بمهنتهم، سواء تم ذلك من خلال جلسات استماع لبعض المتخصصين في أخلاقيات الإعلام وتشريعاته، أو من خلال تشكيل لجنة لهؤلاء الأكاديميين ضمن اللجان المختلفة التي تضم الإعلاميين القائمين على صياغة ميثاق الشرف الإعلامي، على أن تُناقش ما توصلت إليه لجنة الأكاديميين من مبادئ حاكمة للممارسة الإعلامية في جلسة أو جلسات عامة تكون أكثريتها من الإعلاميين الممارسين للمهنة.

(3) الجمهور:
لا شك أن الجمهور هو المستفيد النهائي من وجود ميثاق أخلاقي يشكل ضمانات وحقوق الجمهور من خلال المبادئ الأخلاقية التي تحكم عمل الإعلاميين، ومن ثم يجب أن يكون للجمهور دور في التأثير على تشكيل هذه المبادئ الأخلاقية. يُضاف إلى ذلك أن من أهم أهداف المواثيق الأخلاقية ضمان قيام علاقة متوازنة بين وسائل الإعلام والجمهور ولذلك فإنه يجب مشاركة الجمهور في صياغة المواثيق الأخلاقية.