آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:54 م

قضايا


ماذا بعد ترحيل أزمة (صافر) ؟!

الأحد - 29 يناير 2023 - 03:37 م بتوقيت عدن

ماذا بعد ترحيل أزمة (صافر) ؟!

كتب / سالم الفراص

بعد أن كانت قد أعلنت الأمم المتحدة عن قيامها بإنهاء أزمة الحوض العائم النفطي (صافر) مع حلول شهر يناير 2023م الجاري، وفيما كانت جميع شعوب حوض البحر الأحمر تنتظر بفارغ الصبر خلال هذا الموعد.
وفي المقدمة منها الشعب اليمني بشطريه الجنوبي والشمالي باعتباره الأكثر تهديدًا بيئيـًا واقتصاديـًا ومعيشيـًا من مخاطر بقاء الصهريج (صافر) على ما هو عليه قيد المماطلة منذ ما يقارب العقدين من الزمن، دون حلول تنهي مخاطر تفجره أو غرقه أو تسرب ما يزيد على مليون برميل نفط في باطنه المتهالك.

خرجت الأمم المتحدة لتواصل جهودها في ترحيل رغبتها عن إنجاز ما وعدت به، مكررة بذلك ما بدأته منذ استفردت بإدارة ملف أكبر كارثة بيئية إنسانية في التاريخ.
متذرعة بأسباب هي عدم كفاية المبلغ، الذي كانت قد عملت على جمعه والمقدر بـ 87 مليون دولار؛ وأنـها باتت تحتاج إلى مبلغ 170 مليون دولار نتيجة لارتفاع أسعار السفن وحاجتها للعمل في نقل الغاز والمحروقات إلى دول أوروبا، وذلك نتيجة للحرب الروسية - الأوكرانية، دون أن تحدد هنا موعدًا آخرًا لنزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة (صافر)، تاركة أبواب التوقعات والتخمينات والتنبؤات مفتوحـًا أمام الجميع.
مع أننا ومن خلال معايشتنا لأساليب تعاطي الأمم المتحدة مع هذه المشكلة، نستطيع أن نقرأ الخطوات التي ستبدأ اتخاذها منها المعلنة.
وهي الدعوة إلى عقد مزيد من المؤتمرات واللقاءات.
تقديم دراسات مفصلة عن تكاليف إنقاذ (صافر).
تحديد مواعيد الإعلان عن فتح باب التبرعات من الدول والقطاع الخاص.
ومنها غير المعلنة والمتمثلة في التالي :
رصد وتوفير المبالغ اللازمة للنزول من قبل الخبراء إلى الحوض العائم.
تأمين المبالغ الخاصة بالتنقل بين الدول المعنية للتباحث في هذا الشأن.
جس نبض حركة الواقع، وتحديدًا اتجاهاته ولصالح مَن يمضي؟!.
البحث عن الجهات التي لا ترغب في حل أزمة (صافر) سريعـًا.
التفاوض مع الجهات التي تريد الاستفادة من بقاء واستفحال أمر هذه المشكلة وعدم حلها.
تحييد دور وتعاطي الجهات ذات الصلة المباشرة من حكومات وسلطات مع هذه المشكلة لقاء حمايتها ودعم بقائها.

وهنا طبعـًا سيتواصل برنامج بث مزيد من الرعب والمخاوف، وعدم الاطمئنان بين شعوب المنطقة، وفي مقدمتها قطعـًا الشعب اليمني، الذي عليه أن يصحو وينام – كما أشرنا – في مواضيع سابقة على أهوال وفواجع بقاء أزمة (صافر) قائمة تفصل بينها وبين حلولها مسافات غير معروفة ومجهولة.

وهنا لابد لنا أن نـُعيد المسؤولية كاملة إلى حكومة بلادنا ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، الذي عليه ألا يواصل الصمت وإدارة ظهره لهذه المشكلة، وأن يسارع في الخروج من صمته، ويعمل ما بصالح شعبه وأمنه واستقراره، من خلال التعاطي المسؤول مع قضية الصهريج العائم (صافر)، والعمل على إنهائها بشتى الوسائل والسبل المتاحة، ولكن دون شك، كثيرة وممكنة.