آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 11:26 م

كتابات


البعض يريد دفع الإنتقالي إلى المواجهة العسكرية

الإثنين - 06 فبراير 2023 - 11:55 م بتوقيت عدن

البعض يريد دفع الإنتقالي إلى المواجهة العسكرية

كتب / د.توفيق جوزوليت*

مرونة المجلس الإنتقالي وطغيان الإصلاح والحوثي يضع الرياض أمام الأمر الواقع ، و يزيد من معانات الشعب الجنوبي، ويضع المنطقة بأكملها أمام تحديات مصيرها مجهول.

الشعب الجنوبي فقد ثقته في القيادة السياسية السعودية أما الإنتقالي الذي آثر التزام الصمت، لا ربب أنه يحمل السعودية فشل اتفاق الرياض دون الجهر بذلك ،لعدم قدرتها على وضع حد للمؤامرات التي ما فتئ الاصلاح الإخواني والدموي منذ توقيع اتفاق الوحدة بين  شطري اليمن  ،يعمل على المضي قدما في إفتعال الازمات وخلق أجواء الحروب والإغتيالات واستغلال الموارد الطبيعية في الجنوب العربي.

لهذا وذاك أي تمديد لاتفاق الرياض هو بفعل الملموس تمديد لمعانات الجنوبيين، وإهدار حقوقهم، والعودة الى نقطة الصفر لأزمة لا تزال خيوطها مبعثرة.

البعض يريد دفع الإنتقالي إلى المواجهة العسكرية انطلاقا من مبدأ الذي يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، والبعض الأخر يوجه انتقادات الى المجلس الإنتقالي، في غياب سياسة إعلامية تعمل على إعطاء الحقائق السياسة و العسكرية إلى الرأي العام الجنوبي، وآخرون يعتبرون أن الانتقالي وقع في أخطاء عليه أن يقوم بنقد ذاتي و إعادة صياغة سياسة تتميز  بأخذ  مواقف شجاعة،كما أن هناك أصوات لا تزال تعتبر أن الإنتقالي حقق مكاسب إقليمية و دولية تتجلى في الاعتراف به كممثل شرعي للشعب الجنوبي.

هاته المواقف المتباينة تعكس ذلك التفاؤل الذي عم في الجنوب بعد توقيع اتفاق الرياض ،و تحول إلى تشاؤم وغضب  شديدين لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية المأساوية في المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها عدن المجاهدة، و الأوضاع العسكرية في مناطق أخرى وفي مقدمتها شبوة ، مما يدل على تراجع القوات الجنوبية في السيطرة المطلقة على التراب الجنوبي.

يظل القول إن الانتقالي يواجه وضعا في غاية التعقيدات الذي لا يزال مهيمنا على المنطقة ،أما المسؤولية الأخلاقية والتاريخية  تتحملها السعودية التي يعتبرها الجنوبيون حليفة بشكل او بآخر مع الإصلاح ، والتي تحول دون تحقيق فك الإرتباط والإعلان عن استقلال الجنوب.

أكاديمي مغربي